الفرق بين النقد والتشهير

الفرق بين النقد والتشهير

ما هو الفرق بين النقد والتشهير ؟، تتداخل المفاهيم والمصطلحات كثيرًا عند الناس، نظرًا لوجود تقارب في الشكل في بعض الجوانب، إلا أن هناك شعرة دقيقة تفصل بين مفهومين قد يوقع استخدام أحدهما تحت طائلة القانون، بينما يمثل الآخر وجهًا إيجابيًا للحياة، وهذا بالضبط ما يحدث للبعض من لبس وانحراف عن الصواب عندما يخلطون بين مفهوم النقد والتشهير، وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذا المقال.

الفرق بين النقد والتشهير

الفرق بين النقد والتشهير واسع وكبير فالنقد يمثل تمييز الجيد من الرديء من الأفكار، كما يميز الصائغ بين الجيد والرديء من الذهب، فالناقد يستخدم الأسانيد والأدلة التي يمتلكها للاستدلال على صحة المعلومات والأفكار، أو على عدم صحتها، وتوضيح أوجه القوة والضعف والقصور والكمال في تلك الأفكار، دون المساس بسمعة أو عرض الشخص الذي تم انتقاده، فالنقد يسبر في مسارات قيمية وأخلاقية وعلمية، بينما التشهير يعتمد في الأساس على إلحاق الأضرار بسمعة وعرض شخص من الناس، ونشر ذلك بين الناس داخل البيئة المحيطة به بغرض التقليل من شأنه، وتحقيق أغراض دنيئة.

شاهد أيضًا: الفرق بين القصة والمذكرات الادبية

ما هو النقد

عرف النقد قديمًا بأنه التمييز بين الجيد والرديء يقولون نقدت الدراهم أي ميزت وصنفت جيدها وصالحها من ردئها وفاسدها، ثم استخدم الأدباء بمرور الزمن الكلمة للاستعمال في مجال الشعر والرواية والمقطوعات الأدبية والكتب العلمية ونحو ذلك، ثم صارت الكلمة تطلق على كل ما من شأنه: فحص وتمحيص الأفكار والرؤى ووجهات النظر المختلفة، والحكم عليها بالصحة والنفع، أو بالخطأ وعدم النفع، من خلال الاحتكام إلى الأدلة المختلفة، والنقد بتلك الطريقة يعتبر وجهًا مشرقًا للحياة، لا يؤدي على إلحاق ضرر بأحد، ولا يؤدي إلى أذى ولا يوقع صاحبه تحت طائلة القانون.

ما هو التشهير

التشهير عكس النقد، فهو صورة مشوهة جدًا من النقد، يعتمد على نشر الأخبار التي قد تكون صحيحة أو مختلقة وكاذبة حول شخص بعينه، ولا يكون الغرض من هذا النشر هو المنفعة العامة أو إصلاح خلل أو عوار أو نقص في المجتمع، وإنما يكون الغرض منه إلحاق الضرر بسمعة ذلك الشخص، وإحراجه داخل الوسط الذي يعيش فيه.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين النص الادبي والنص العلمي

عقوبة التشهير

ولما كان التشهير يتسبب في جرح كرامة الإنسان أو المؤسسة، ويؤدي إلى وقوع الضرر عليهما سواء كان نفسيًا أو أسريًا واجتماعيًا، وماديًا فإن غالبية الدول في العالم تعاقب على التشهير وتسن المواد القانونية والتشريعية المختلفة وفقًا لقانون العقوبات بحيث تتضمن العقوبات الحبس أو الغرامة والتعويض أو الجمع ببينهما حسب حجم الضرر الذي يقع على الشخص أو المؤسسة، والدول المتقدمة تعتبر التشهير انتهاكًا لحق الخصوصية، وحق السرية والاحتفاظ بالمعلومات، وتعتبر أن التشهير فيه معاداة للحريات من غير أن يكون هذا التشهير معتمدَا على أدلة رصينة، ومن هنا فهي تغلظ العقوبات على الأشخاص الذين يشهرون بالآخرين.

ما هو الافتراء

من المفاهيم والمصطلحات الرائجة كبديل للتشهير هو الافتراء، غير أن الافتراء يشتمل على أبعاد أخرى أعمق، فالتشهير قد يكون سبًا أو قذفًا عابرًا، وقد يستند إلى جزء من الحقيقة، وهو محرم بالشرائع ومجرم بالقوانين الوضعية بلا شك، ولكن يمكن ألا يكون مقرونًا بالترصد، وذلك بخلاف الافتراء الذي يكون مقرونًا عادة بالاختلاق والكذب والترصد من أجل تحويل حياة شخص شريف إلى شخص مدنس، وهذا الافتراء هو الذي استدعى الشرائع وخاصة شريعة الإسلام الشريعة الخاتمة إلى أن تنبه على خطورة الافتراء والاختلاق، لأن الناس عادة ما تصدق انتشار الشائعات والأخبار، وهذا يلحق الضرر النفسي والاجتماعي بهذا الشخص بشكل كبير.

شاهد أيضًا: ادوات قارئ النص الادبي .. النص الادبي تحليله وبناؤه

وفي نهاية هذا المقال عن الفرق بين النقد والتشهير وعرفنا أن بينهما تباينًا واختلافًا كبيرًا، فالنقد يحمل الصفة الإيجابية من خلال الحكم على الأفكار الجيدة والرديئة والتمييز بينهما مع الاعتماد على الدليل وعدم التعرض لسمعة الآخرين، بينما يحمل التشهير الصبغة السلبية عن طريق إشاعة الأخبار السيئة عن شخص بهدف الإضرار بسمعته وتحقيق مصالح خاصة رخيصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *