اين تقع تدمر

اين تقع تدمر

اين تقع تدمر ؟ أهم مدن الشرق، التي حملت لقبيّ عروس البادية، ولؤلؤة الصحراء، الموغلة في التاريخ والتي كانت واحةً غنّاء فيما مضى، وملتقى القوافل التجارية بين الشرق والغرب، والتي تميزت بانفتاحها واتصالها بالحضارات الأخرى. وفي القرن الثالث الميلادي، حكمتها الملكة زنوبيا الملقبة الزباء، وأسست فيها مملكة تدمر، التي نافست حضارة روما القديمة.

اين تقع تدمر

تقع تدمر في قلب البادية في سوريا، على سفح جبل المنظار، بين سلسلة الجبال التدمريّة. كما وتبعد مسافة 150 كيلو مترًا عن مدينة حمص، وتفصلها عن العاصمة دمشق مسافة تقدر بحوالي 210 كيلو مترًا، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 400 متر. بينما تقدر مساحتها بنحو 16.800 هكتار. وتتميز بموقعها الاستراتيجي الهام. كونها تتوسط البحر الأبيض المتوسّط من جهة الغرب، وبين نهر الفرات من جهة الشرق. كما وكانت مركزًا للقوافل التجارية، العابرة بين دول الخليج العربي، وبلاد فارس، وبلاد ما بين النهرين، وبين مصر وروما

شاهد أيضًا: اين تقع المجمعه

أصل تسمية تدمر

تقع تدمر في سوريا، وأول من بنى تدمر وسكنها كمستوطنة، هو الإنسان القديم منذ العصر الحجري، وقد ورد اسمها في المخطوطات الآشورية والبابلية القديمة، منذ أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد، كان قد تم العثور عليها في مكتشفات مواقع مدينتَي: ماري، وإيمار الواقعتان على نهر الفرات. كما ويعتقد أن الاسم مشتق من (دَمَرَ) التي تعني في اللهجات السامية العربية القديمة (حمى). بينما في اللاتينية والإغريقية، فقد أطلق الرومان على المدينة في القرن الأول الميلادي اسم (بالميرا)، وتعني (مدينة النخيل). وذلك لأنها كانت واحة تنتشر فيها أشجار النخيل. في حين أن كلمة تدمر تعني في اللغة الآرامية (البلد التي لا تقهر) وتدمرتو تعني أيضًا (المعجزة)، وفي اللغة العموريّة تعني (بلد المقاومين).

معلومات عن تدمر

من خلال البحث حول اين تقع تدمر، نعرض فيما يلي بعض المعلومات عن مدينة تدمر، ومملكتها العظيمة، التي طالت شهرتها المشارق والمغارب. كما  وسنعرّف بآثار تدمر في سوريا، على الشكل التالي:

  • تقع تدمر في البادية السورية، وكانت توجد في شرقها، في منخفض الملّاحة، بحيرة مياه عذبة، كانت المصدر الرئيس للري في المنطقة، وموئلًا للحيوانات البرية، بحسب أدوات الصيد الحجرية المكتشفة فيها والتي تعود لآلاف السنين.
  • تم العثور على قطع من الفخار، تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد، إلى العصر البرونزي.
  • تعرضت مدينة تدمر للدمار، في عهد الدولة البابلية الحديثة (الدولة الإخمينية الفارسية) في عام خمسمئة ق.م. ونهضت من جديد، وعادت إلى سابق مجدها في زمن الدولة السلوقية. كما وأصبحت مدينة مستقلة وأسست مملكتها الخاصة، على غرار كل من مملكة الأنباط في جنوبها، وإمارة حمص في غربها.
  • حكمها الرومان في القرن الأول الميلادي، وخصّها الإمبراطور الروماني هادريان بامتيازات كمدينة حرّة، استطاع بموجبها حكامها، سنّ القوانين والتشريعات التي تلائمهم، بحرية واستقلالية.
  • تضاءل دور تدمر التجاري عام 228 م، بعد السيطرة الفارسية على بلاد ما بين النهرين. إلى أن تمكن بعض حكامها من التصدي للفرس، والدفاع عن مُلكهم.
  • حكمتها أسرة عربية الأصول، ومن أشهر ملوكها أذينة الأول، وحيران، وأذينة الثاني زوج الملكة زنوبيا.
  •  عام 1980 م، أدرجت منظمة اليونسكو مدينة تدمر القديمة على قائمة مواقع حفظ التراث العالمي، بما في ذلك المدافن الواقعة خارج أسوار المدينة.
  • في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2010 م، صرّح المدير الإعلامي النمساوي هيلموت توما، معترفًا بنهبه لقبر تدمري منذ عام 1980 م، وسرقة محتواه بالإضافة إلى مجموعة قطع أثرية، قام بنقلها إلى منزله. في حين أثار اعترافه هذا موجة احتجاجات عارمة لدى علماء الآثار الأوروبيين على فعل السرقة.

زنوبيا ملكة تدمر

في القرن الثالث الميلادي، تربّعت الملكة زنوبيا أشهر الحكام التدمريين، على عرش المملكة، وهي ميسون بنت عمرو بن السميدع، التي اشتهرت بجمالها وقوتها، حتى لقبت بملكة ملكات الشرق، وتعود أصولها إلى إحدى عشائر الفرات الأوسط. كما ونجحت سياستها في رفع اسم المدينة، وعلوّ شأنها، وتعاظم ثروتها، ووسَّعت تخوم ومساحة مملكة تدمر، بحيث شملت كل من ولايات الشام، وفلسطين، ومصر التي انتزعتها من الرومان، لتؤسس بذلك إمبراطورية تدمر الكبرى، كما ولها فضل كبير في تطور الهندسة العمرانية في تدمر. كذلك وأشرفت بنفسها على التصاميم وتابعت أعمال الإنشاءات ووصع أساسات المباني. لا سيما القلاع التي حصنت بها المدينة، كقلعتيّ حلبية، وزلبية، إلّا أنها في نهاية المطاف خسرت أمام الرومان، ووقعت أسيرةً في إحدى المعارك، في قبضة الإمبراطور الرّوماني أوريليان، الذي عمل على نهب مدينة تدمر بعد أن تركها خرابًا، للقضاء على ثوراتها.

شاهد أيضًا: تقع قلعة دومة الجندل في مدينة

سكان مملكة تدمر

تميز سكان المجتمع التدمري بتقسيمهم على ثلاث فئات، بحسب الطبقات والتي هي: طبقة النبلاء، طبقة الكهنة، وعامة الشعب من أبناء القبائل والعشائر، الذين ينقسمون بدورهم إلى عدة فئات وهي: الأحلاف الأحرار، الأجانب من التجار والوافدين إلى المملكة التي كانت إحدى الحواضر التجارية المزدهرة، بهدف العمل أو التجارة، والعبيد وهم أيضًا ينقسمون إلى العبيد السادة وخدّامهم. كما وقد برع التدمريون بالزراعة، خصوصًا في الواحة. كذلك وحفروا الأقنية والآبار المتطورة لتأمين المياه، واهتموا بأساليب الريّ وأقاموا السدود لحجز المياه، وتنظيم توزيعها بحصص عادلة، باعتماد نظام متطور خاص. وبنوا الأحواض والخزانات. في الواقع اهتم التدمريون بالجانب الديني، فعبدوا الكثير من الآلهة. وفي مجمّع الأرباب لوحده يوجد أكثر من 60 إلهًا، ومنها: الإله التّدمريّ بل أو بعل، وابنه نبو، وإله الشمس يرحبول، وإله القمر عجلبول، والإله جوبيتر الروماني، وبعلشمين إله السّماوات الكنعاني. كما وعبدوا آلهة عربية، كاللّات، والعزّى، ومناة، ورضو، وشيدوا لها المعابد. بينما في العصر الحديث ،فغالبية السكان في تدمر يعملون في القطاعات السياحية والخدمية وغيرها.

آثار تقع في تدمر

نافست مدينة تدمر عبر تاريخها ممالك الشرق، ومازالت آثارها التاريخية وأوابدها الممتدة على مساحات كبيرة منها، شاهدة حتى اليوم على حضارتها وعظمتها، ومن أهم آثار تدمر التي كانت أبرز معالم السياحة في تدمر وسوريا :

  • الشارع المستقيم (الشارع الطويل): وهو أكبر شوارعها، إذ يبلغ طوله عدة كيلومترات. كما ويعرف بشارع الأعمدة، لأنه تتوزع على جانبيه الأعمدة المزخرفة. ويتألف من أربعة أقسام، تبدأ من معبد بل وتنتهي عند بوابة دمشق.
  • المسرح الروماني: ويعود بناء هذا المسرح إلى القرن الثاني الميلادي، وهو مبني من الحجارة الكلسية، وشكله نصف دائري، وفيه منصة. كانت تقام فيها العروض الرياضية والمسرحية وغيرها.
  • قوس النصر (قوس هادريان): ويشكل البوابة الكبرى، والرئيسة لمدينة تدمر الأثرية.
  • مجلس الشيوخ: وهو مبنى مستطيل الشكل، وله مدرج على شكل حدوة حصان. وهو بناء في مركز سوق المدينة، وهو مخصص للتجار.
  • معبد بعل: وهو هيكل كنعاني للإله بعل، شكله مربع، ويبلغ طول ضلعه حوالي 22 مترًا، وارتفاع سوره يصل لحوالي 21 مترًا.
  • الحمامات: وهي مشيدة على أعمدة من الغرانيت. وهي على ثلاثة أقسام: الباردة، والدافئة، والحارة، إلا أن أشهرها هي حمامات الملكة زنوبيا التي يبلغ ارتفاعها نحو 400 متر.
  • الآغورا: وهو السوق القديم لمدينة تدمر.
  • المدافن: وعددها نحو 100 مدفن. تعود لعدة عصور، ولها أشكال متنوعة. كما وتتكون من أربع طبقات، وأشهرها مدفن زنوبيا.
  • القصور: كقصر بنت الملك.
  • خزانات المياه.
  • المصلّبة (التترابيل).
  • أطلال الأسوار.
  • نبع أفقا الأثري.
  • الكنائس الأربعة.
  • هيكل الموتى.
  • قلعة ابن معن أو فخر الدين المعني.
  • الهيكل اليهودي.
  • معسكر ديوكليتيان.
  • سبيل حوريات الماء.
  • المعابد التي تقع في تدمر وهي عديدة، كمعبد بعلشمين، ومعبد نبو، معبد اللات، كذلك معبد يلحمون، ومعبد مناة.

متاحف تقع في تدمر وتراثها

تقع تدمر في بقعة تاريخية، تزخر بالعديد من اللقى الأثرية، والكنوز التي اكتشفتها البعثات الأثرية، في عمليات التنقيب في الموقع، والتي تم حفظها في متحف تدمر الوطني. كالتماثيل، والمجسمات بعدة أحجام، والمخطوطات، والنقوش والزخارف، والقطع الفخارية، والحليّ، والنقود المعدنية. كذلك وفيها متحف التقاليد الشعبية، الذي يحفظ تراث البادية، وكل ما يرتبط بحياة سكان تدمر، وتنظم المدينة مهرجانًا سياحيًا سنويًا، يستضيف العديد من الفعاليات الأدبية، والتراثية، والفنية. يشارك فيه فنانون سوريون وعرب، وفرق فنية عالمية للعروض كالرقص الشعبي. كما وتقام فيه المسابقات الفلكلورية التراثية، كسباقات الخيول العربية، والهجن، والحفلات الفنية السياحية. ومن الفعاليات أيضًا التي تتبع لهذا المهرجان، تنظيم مسابقة اختيار ملكة جمال البادية.

بذلك نكون قد وضحنا اين تقع تدمر هذه المدينة العريقة التي تعالت مؤخرًا أصوات العديد من الهيئات العالمية، التي أبدت مخاوفها على آثارها، بعد سيطرة المجموعات الإرهابية، التي دمرت الكثير منها في محاولة لطمس الإرث التاريخي العريق، الذي يضاف لسوريا، أم أولى الأبجديات، وحاضنة أعظم الحضارات.

المراجع

  1. ^ britannica.com , Palmyra , 07/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *