بحث عن التنمر

بحث عن التنمر

لم يكن التنمر ليصبح قيمة أخلاقية تعتد بها الشريعة الإنسانية، ولا ليتقبلها المجتمع الذي نحيا به على إختلاف عاداته وتقاليده. كما وتنبذها الأديان، ولا لتكن في فطرة الإنسان التي خُلق عليها، فالتنمر خلق منبوذ، وما يترتب عليه من أزمات نفسية وإنسانية ومجتمعية أكبر. وأينما حل التنمر، حل معه رفض شديد من الجموع الإنسانية لهذا السلوك، وفي مقالنا التالي نستعرض سوياً بحث عن التنمر وأهم ما قيل عنه.

بحث عن التنمر

وُلدنا في هذه الحياة، ويقبع بداخلنا رفض شديد لكل ما هو سلبي. وكذا كل ما تشمئز منه النفس الإنسانية من سلوكيات وأفعال ترفضها الأخلاق، والشرائع السماوية. ومن بين هذه السلوكيات يبرز التنمر كأحد أكثر السلوكيات فظاظة، وتجريحاً، وإهانة من يمكن أن يلحقه الإنسان بأخيه الإنسان. فالكلمة الطيبة مقدسة وذات أثر طيب وتستحسنها جميع الأديان. تماماً كما ترفض وتنبذ الكلمة السيئة ..الخبيثة.. التي تثير في النفس حُزناً، وتتسبب في الشعور بالإهانة والخذي لأمر قد لا يمثل حقيقة الأمر بالنسبة لصاحبه، فخلق الله كله جميل.

يحدث التنمر فجوة بين المتنمر عليه وبين المجتمع، قد يفقد على إثرها ثقته بنفسه، ويحيله الأمر لأشد أعراض المرض النفسي

عبارات عن التنمر كخلق ذميم

هنالك بعض العبارات عن التنمر والتي تصف المتنمر بدقة، وفيما يلي بعضًا منها:

  • لا يطيب أثر للتنمر، فهو كان وسيزال خلق ذميم من جميع الخلق.
  • يبني التنمر شخصية ضعيفة، مهزومة على المدى الطويل، وينجح الإثناء والشكر في بناء شخصية قوية ومحترمة.
  • يفسح التنمر مجالاً دائماً لكل ما هو سيء، ولا يجمع إلا صحبة سيئة .
  • يعيش المتنمر مرفوضاً منبوذاً من الجميع، ولا تقبله إلا مجموعة سيئة تستوعب خلقه اللئيم.
  • يُقابل التنمر دائماً بالرفض، ومادام أثر لفرد سلوكه مع من حوله هو التنمر.
  • يبيح المتنمر لنفسه الخوض في نفوس الآخرين بكلماته الخبيثة، وانتقاده لسلوكهم بشكل سيء، لذلك فقلما يُصبح مُرحباً به.
  • يُكرم ذا القول الحسن بسبب حديثه المحفز، ولا يُكرم ذا القول الخبيث لتنمره، وسوء خلقه.
  • ينظر الجميع للمتنمر دائماً بنظرة دونية، ولا يحب أي أحد التواجد بصحبته ولا لقائه.
  • يرفع القول الطيب من قيمة صاحبه، ويديم أثره في الحياة طويلاً، ويُطيح القول السئ بقدر صاحبه ولا يعيش إلا منبوذا من الجميع.
  • تُريح الكلمة الطيبة نفوساً ساءت بعد ثورتها، ولا يهنأ بال ولا يطيب فراش لمن سمع تنمراً بحقه .

تنشئة جيل لا يتنمر

  • يندرج بأصول التربية والتنشئة السليمة، وجوب العلم بضرورة التزام الكلام الحسن، والتقدير لكل من حولنا.
  • تعتمد أبسط قواعد الخلق السليم، على تعليم أبنائنا أن يشكروا، وأن يستحسنوا، وأن يدعوا بالهداية والصلاح إذا رأوا مُنكراً.
  • يكبر الفرد منا وبداخله امتنان لكل من شجعه بكلمة طيبة، ورفض لكل من تنمر عليه، وألقاه بكلمات جرحته، وأهانته.
  • علمنا أبوانا، أن للكلمات أثر يُنقش على جدار الروح، فالتزمنا الكلام الحسن، والتزمنا الاعتذار عما بدر منا دائماً عن دون قصد.
  • يفلح الأباء بتربية أبنائهم إذا أنشأوهم على إحترام الكلمة، وأن مبلغ القوة دائماً في رد الكلمات المسيئة عن الخروج.
  • يعتاد الأبناء على التحدث بكل ماهو طيب، إذا اعتاد الآباء إلتزام الحديث بكل ما هو خير أمامهم.
  • يُكرم الآباء أبناءهم بتربيتهم على الخلق القويم، والذي تظهر أولى دلائله من خلال الكلمة؛ فإذا حسُنت حسُن خلقهم، وإذا فسدت، فسدت أخلاقهم.
  • تدخل الأجيال إلى بوابة التحضر من خلال الكلمة، فتعلم التفرقة بين أوقات التحدث وأوقات الصمت من علامات التحضر، والإنسانية .

كيفية التعامل مع التنمر

  • تقوي الثقة بالنفس، وكثرة الثقافة والاطلاع، بياناً سليماً يدعم صاحبه بالرد الحسن، على أصحاب الإشارات السيئة.
  • يجب التزام الصدق والقوة في التعامل مع كل متنمر، فإذا كان من نصيبه الهدى بالسلوك الطيب اهتدى، وإن لم يكن فسيكون من نصيبه الصد، والنفور، والوحدة.
  • يُنبذ المتنمر من أصحاب السلوك السوي، فيصبح حاله كحال المعزولين عن الآخرين نتيجة لإصابتهم بالوباء.
  • يستمع المتنمر لصوت يخبره بأن في كلمته ما يُسري عنه، ويستمع صاحب القول الصالح لصوت ضميره فلا يؤذي بكلماته أبداً.
  • يُهجر المتنمر لإلقائه عبارات لا تحمل إلا كل تجريح وإهانة، ويُرافق ذا القول الطيب لإلقائه عبارات التفاؤل والمحبة.
  • يجمع المتنمر في سلوكه كل ما شر وشيطاني، ويجمع المتحضر في سلوكه كل ما هو محمود، وسليم، ومقبول.
  • يرفض سلوك المتنمر كل ما يرمي إلى الإعتذار، وينظر المُحسن إلى الإعتذار ككلمة طيبة تنشر السلام، والمحبة في النفوس.
  • تنص الفطنة أن يُصبح قولك وتعاملك ليناً حتى مع المسيئين، فربما يُفلح تعاملك الحسن إلى متنمر ذو قول سيء في صلاح أحواله.
  • يفيد التعاون في إنشاء مجموعات تطوعية لنشر التوعية بثقافة القول السمح، ونبذ التنمر.
  • يجب التصدي لجميع مجالات التنمر بكل قوة، ويجب تبني جميع السلوكيات التي تُوصي بضرورة مواجهة المتنمرين ومعاقبتهم.
يبدأ السعي نحو إيقاف التنمر بالدعوة لذلك من خلال أبسط الطرق التثقيفية

بحث عن التنمر: نبذ الشرائع السماوية للتنمر

  • تكره الأديان السماوية إلقاء الأخ لأخيه بالكلمات المسيئات، وتؤكد على أن الكلام الطيب هو ما يجب من القول بين الجميع.
  • تدعم الشرائع الكلمة الطيبة كأساس ديني قويم، وكسبيل راقي للحفاظ على سيادة الخلق الطيب، ونبذ كل ما هو عنيف ومهين.
  • ترفض جميع الديانات السماوية خلق التنمر، ونعده الأساس الأول لانتشار الإرهاب والعنف بجميع صورهم.
  • تنادي جميع الشرائع بالتسامح، والمودة، والمحبة، والتفاؤل، وغيرها من القيم الطيبة التي لا تقبل أي صور من صور الإهانة للآخر بدءاً من الكلمة.
  • يديم الأثر الطيب للكلمة الطيبة دوام الحياة وبعد الممات، ولا يديم للكلمة الخبيثة إلا شر الأثر.
  • تتسبب كلمات التنمر بدفع الإنسان إلى كل ما هو سيء من الخلق، وترفع الكلمات الطيبات من قدر الإنسان، ومن طاقته لفعل كل ما هو حسن.
  • تبجل الأديان السماوية من قيمة القول الطيب الذي يُرضي الله عز وجل، وتستنكر الكلام الخبيث الذي لا يُرضي الله أبداً.
  • تزيد الكلمة الطيبة من حسنات صاحبها العشرات، ولا توقع الكلمة السيئة إلا بسيئة مثلها .
  • قدر الخالق عز وجل أن تمحي الحسنة السيئة، وأن يُنسأ للكلمة الطيبة أثر يدوم حتى بعد رحيل صاحبها لدار الحق، والنعيم الأبدي.
  • يُكرم المرء لأشياء عدة على رأسها كلامه الطيب، ويحط من قدره أشياء عدة يبرز أعلاها الكلمة المسيئة .
  • يعيش الخلق الطيب مادام أصحابه حريصين على توكيد وجوده بالقول اللين، الحسن، الطيب، ولا تحيا أو تدوم صحبة جمعتها الأسس الخبيثة أبداً.

لا يمكن أن ينتصر الخلق الإنساني للتنمر، فهو كان ولا يزال سلوك مزموم. لهذا تعين علينا جميعاً مواجهة هذا السلوك بالرفض أينما كنا، وحيثما وجدنا. فمن ناحية العقيدة، نبذت جميع الشرائع السماوية سلوكيات العنف قاطبة، وجعلت منبتها جميعاً هو الكلمة. لهذا توجب أن نربي أبناءنا من الأجيال اللاحقة على أصول التعامل الطيب بين الجميع، والتوكيد دائماً على أن الكلمة الطيبة مثلها كمثل الشجر الطيبة، وأن الشجرة الخبيثة مصيرها هو الإقتلاع والذهاب في مهب الريح؛ فلا أساس لها ولا طيب لوجودها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *