بحث عن دور الاسلام في المحافظة على البيئة

بحث عن دور الاسلام في المحافظة على البيئة

 بحث عن دور الاسلام في المحافظة على البيئة حيث قد جاء الإسلام ليحمل كافة أوجه الخير والنماء والعطاء للبشرية بأكملها، وعند النظر بنظرة ثاقبة فاحصة؛ سوف نجد أن الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم قد حثّوا أبناء الأمة الإسلامية على ضرورة إعطاء كل شيء قدره والحفاظ على ما يملكون من خيرات وعطايا ربانية في البيئة بكامل طاقتهم، وفي هذا الصدد؛ نجد أن مفهوم البيئة في الإسلام وأهمية الحفاظ على البيئة أيضًا قد حملا مكانة هامة جدًا في الدين الإسلامي، وعبر الأسطر التالية؛ سوف يتم التطرق إلى توضيح دور الاسلام في المحافظة على البيئة.

مفهوم البيئة في الإسلام

لقد تمت الإشارة إلى البيئة في الدين الإسلامي بمنظور شامل وكامل يسع كل ما يحمله الكون؛ فالبيئة تُعني الأرض والسماء والهواء والجبال والبحار والأراضي والخضرة والفضاء والأمطار والرياح، وما تحمله من مخلوقات متنوعة ومتعددة وطبيعة العلاقة بين المخلوقات ومكونات البيئة الأخرى وكيف يؤثر كل منهم في الآخر ويتأثر به أيضًا في تناغم وتناسق إبداعي، ولقد جعل الله تبارك وتعالى الإنسان خليفته في الأرض وامره بالعمل على إعمارها ونهاه عن إحداث الفساد والتخريب بهان ولقد جاء ذلك في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[1].

بحث عن دور الاسلام في المحافظة على البيئة

مقدمة: لقد وجد مفهوم البيئة في الإسلام سواء لغةً أو اصطلاحا قدرًا كبيرًا من الاهتمام، حيث أن هذا المفهوم هو احد اسرار الوجود البشري الذي قد خلقه الله تبارك وتعالى وأعطاه شرف أن يكون خليفته في الأرض حتى يقوم بالإعمار والإصلاح بها ومن ثَم؛ تحقيق الهدف من خلق الإنسان وهو إعمار الأرض، ولا يكون ذلك بطبيعة الحال سوى بالحفاظ على البيئة.

بحث: عند النظر إلى آيات القرآن الكريم وإلى السيرة النبوية الشريفة سوف نجد أن الله تبارك وتعالى ورسوله ﷺ قدر ذكر أن من يعثوا فسادًا في الأرض ويُسبب الدمار والخراب ويكون عامل مُساعد في إحداث التلوث بمختلف أنواعه إنما هو مخالف لشريعة الله تعالى وآثم شرعًا، في حين أن من يُحافظ على البيئة من التلوث ومن التدمير والهلاك له عظيم الثواب، ومن الأحاديث التي نعلمها جميعًا قول رسول الله ﷺ: {إماطة الأذى عن الطريق صدقة}[2]، وقد جاءت آية قرآنية توضح توجيه الخالق جل وعلا لبني البشر بضرورة الحفاظ على البيئة حيث قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[3]، وهذه إشارة توضح أن ما خلقه الله تعالى من مكونات بالطبيعة ومخلوقات أخرى هو ملك للبشر كافة، ولزامًا عليهم تأدية شكر هذه النعمة بالحفاظ عليها والالتزام بالطريقة الصحيحة والإيجابية عن التعامل مع البيئة.

خاتمة: يُذكر أن الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها وحمايتها من عوامل التلوث والخراب والتدمير؛ هو أمر يعود بالنفع على الفرد وعلى مجتمعه أسرته ووطنه أيضًا ويحميهم من التشرد والجوع والإصابة بالأمراض الفتاكة، وبالتالي؛ فهي فائد عامة ومشتركة، تتطلب أن تتضافر الجهود معًا؛ من أجل نشر الوعي والحفاظ على البيئة.

حديث عن المحافظة على البيئة

في هدي رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه؛ جاءت العديد من الأحاديث الشريفة التي تُشير إلى حرمانية إضرار البيئة وضرورة العمل على حمايتها قدر الإمكان ومنها: قوله ﷺ: {ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة}[4]، وقوله أيضًا: {إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل}[5]؛ وهذا إن دل على شيء؛ فهو يدل على حرص رسولنا الكريم على تأصيل أهمية الحفاظ على البيئة من حولنا دائمًا في نفوس المسلمين والبشرية بأكملها تحقيقًا لمبدأ لا ضرر ولا ضرار،ولا سيما أن تلك الفضيلة من أهم الفضائل التي لا بُد أن يتحلى بها كل مسلم مؤمن[6].

في الخاتمة؛ ووصولًا إلى نهاية هذه المقالة؛ نكون قد استعرضنا معًا بحث عن دور الاسلام في المحافظة على البيئة والذي تطرقنا من خلاله إلى معنى ومفهوم البيئة في الإسلام و تطرقنا أيضًا إلى الأحاديث النبوية الشريفة والايات القرآنية التي قد تناولت حث المسلمين على ضرورة الحفاظ على البيئة من حولهم والابتعاد عن الإسراف او إحداث التلوث والتخريب والظلم لما له من عواقب وخيمة.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة [الآية: 30]. , المصحف الشريف
  2. ^ رواه مسلم وأبو داود
  3. ^ سورة النحل [آية: 14]. , المصحف الشريف
  4. ^ رواه البخاري
  5. ^ رواه احمد
  6. ^ islamweb.net , النبي صلى الله عليه وسلم والبيئة , 26-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *