حكم صيام رأس السنة الهجرية وما حكم الاحتفال بعيد رأس السنه الهجريه

حكم صيام رأس السنة الهجرية من الأمور الهامة الذي سوف يتم التعرف المعلومات الخاصة به في السطور الآتية عبر موقع محتويات، إذ يحتفل المسلمون في طليعة عام السنة الهجرية، والتي تُصادف اليوم الذي يبدأ من شهر محرم، وفي هذا اليوم تُعلن الكثير من دول المساحة العربية الإسلامية العُطلة المعترف بها رسميًا، وتُنهض الاحتفالات التي تتمثل بتوزيع الحلوى، وسرد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يتبادل المسلمون بهذا اليوم المعايدات، ويتمنّون لبعضهم استمرار الصحة والعافية، إضافة لإقامة العبادات الدينيّة المختلفة، كإقامة الصلاة وتقديم الصدقات.

حكم صيام رأس السنة الهجرية

لا يلزم صوم شيء من الأيام سوى شهر رمضان، وقد يلزم الصوم بأسباب أخرى وهي القضاء والنذر وعدد محدود من الكفارات، أما التطوع فهو حكمه مرغوب به كله مثل صوم يوم يوم عرفات، ويوم عاشوراء، ويوم تاسوعاء، وصيام الاثنين ويوم الخميس، والثلاثة البيض من شهرياً قمري (13-14-15) وصيام يوم وإفطار يوم، وست من شوال، إلا أن صوم عدد محدود من تلك الأيام آكد من عدد محدود من أي أقوى استحباباً وأكثر أجراً، فآكدها صيام يوم عرفات لغير الحاج، ثم صيام يوم عاشوراء، ثم صوم ست من شوال.

وورد في فضلها أحاديث منها تصريحه عليه الصلاة والسلام في صيام يوم عرفات وصوم يوم عاشوراء: صيام يوم عرفات يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر السنة الماضية.

وتحدث عليه الصلاة والسلام في الست من شوال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد والترمذي، أما صوم رأس السنة الهجرية فهو استحداث وبدعة لعدم وجود دليل واضح وصريح؛ لكن يوافق صوماً يصومه، وأيضاً من رضي صيامه أياماً من رجب ولا يخصص يوماً منه بالصوم مثل النصف منه لأن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة جدًا، صرح ابن حجر رحمه الله: (لم يرد في فضل شهر رجب ولا صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة).[1]

ما حكم الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية

قد يقول عدد محدود من الفقهاء بعدم ورود ما يوميء إلى مشروعية الاحتفال برأس السنة الهجرية في كتاب الله تبارك وتعالى، ولا في عام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في فعل السلف الصالح إلا أن مثل هذه الاحتفالات تُعد من عادات الناس فلا عائق بالاحتفال، إضافة إلى ذلك هذا أن الاحتفالات بالأعياد من العادات وليست من العبادات، والمنبع في العادات الإباحة.

وفي الحقيقة أن هذا الكلام ليس فيه أساس من الصحة، فثمة فرق بين الاحتفال بمناسبات عارضة لا تتكرر على باتجاه مسابقات دورية كالزواج والنجاح في قضى برفقتيّنة، أو الشفاء من مرض، أو أن يرزق الإنسان بوظيفة مناسبة، وبين الاحتفال بمناسبات على بصورة متتابعة، كالمولد النبوي ورأس السنة الهجرية وميلاد الأشخاص والاحتفال بالمناسبات العارضة مباح، أما الاحتفال بالمناسبات على باتجاه متتابع يُعد من الأعياد المحرمة، وقد يقول قائل أن الاحتفال برأس السنة الهجرية بحت احتفال وليس عيد، والصحيح أن العبرة بالحقائق لا بالتسميات، حيث إن تفسير مفهوم العيد يدل على خلفية أنه يعود مرة واحدة فى السنة بفرح مطور، وهو مُشتق من العادة.

وكما قال ابن تيمية -رحمه الله-: ”العيد: اسم لما يرجع من اللقاء العام على وجهٍ مُأدوات”، وتحدث بدر الدين العيني: “سُمي العيد عيدًا لأنه يرجع سنويا”، والاحتفال برأس السنة الهجرية يعود سنويًا بفرح مطور، فهو عيد لذلك، إلا أن السؤال هل هو من الأعياد المشروعة، أم الأعياد المحرمة، هنا تجدر الإشارة إلى أن الأعياد المشروعة في الإسلام هي العيد الضئيل وهو الفطر وبالتالي يتبعه الأضحى، وما دونهما من الأعياد فهي اعياد محرمة، مصداقًا لما ري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأهل المدينة لما قدم عليهم: “كانَ لَكُم ثمان وأربعين ساعةِ تلعَبونَ فيهِما وقد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهِما خيرًا منهُما يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحى”.

وقد دل عدم إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لاحتفال أهل المدينة باليومين الجاهليين، وإبدالهما بعيدي الفطر، والأضحى على حرمة الاحتفال بأي عيد غير الفطر، والأضحى، إذ إن الإبدال من الشيء يلزم ترك المبدل منه، ولا يصح أن يجتمع المبدل والمبدل منه، وهذا الأمر كلي لكافة المسلمين، فيجب عليهم أن يستغنوا في الأعياد التي شرعها الله تعالى لهم عن أعياد الأمم الأخرى، ولو كان في الاحتفال برأس السنة الهجرية خير، لفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة -رضي الله سبحانه وتعالى عز وجل عنهم- من بعده، ويُخلص إلى أن حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية هو الحرمة لأنه أمر مبتدع، ومخالف للسنة.[2]

شاهد أيضًا: معلومات عن راس السنة الهجرية

التهنئة بمناسبة رأس السنة الهجرية

بعد الوقوف على حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية، تجدر الإشارة إلى حكم التهنئة برأس السنة الهجرية، وفي الحقيقة أن التهنئة بالعام الجديد لم تكن معرفةً عند السلف الصالح، وإنما انتشرت في الأزمنة المتأخرة، وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في حكمها، حيث إن فرقة من الفقهاء منهم لم يُجز التهنئة والتهنئة تمامًا، ومن ضمنهم من أجازها واعتبرها من الأمور الاعتيادية، لا تعبدية.

ومن ضمنهم من قال بعدم البدء بالتهنئة وجواز الرد في حال قام فرد من المسلمين بالتهنئة، وقد رجح عدد مقيد من أهل العلم منع التهنئة لعدة أسباب منها أن التهنئة بيوم معين من سنويًا، يلحقه بالأعياد. ولا أعياد في الإسلام إلا يوم الفطر، تهديد الأضحى، إضافة إلى ذلك هذا أن التهنئة برأس السنة الهجرية فيه تشبه بالنصارى الذين يهنون بعضهم برأس السنة الميلادية، وتشبه باليهود الذين يحتفلون برأس السنة العبرية، وتشبه بمشركي العرب في الجاهلية حيث كانوا يُهنئون ملوكهم باليوم الأول من محرم، وكذلك المجوس الذين يهنئون بعضهم بعيد النيروز، كما أن التهنئة برأس السنة الهجرية لا معنى لها أصلاً، إذ إن التهنئة تكون بدفع نقمة، أو حصول نعمة، وليس في ذهاب عام عصري إلا انقضاء الأعمار، وقرب الآجال.[3]

شاهد أيضًاكم باقي على راس السنة الهجرية 

دعاء ليلة راس السنة الهجرية

(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).

بينا في هذا المقال حكم صيام رأس السنة الهجرية وتبيّن أنه لا يوجد دليل واضح على صيام هذا اليوم لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة ولا حتى من فعل الصحابة والتابعين، وكذلك الحكم للاحتفال برأس السنة الهجرية.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , أيام مكروه صيامها , 19/06/2024
  2. ^ dorar.net , التهنئة بالعام الهجري الجديد , 19/06/2024
  3. ^ islamstory.com , قصة التاريخ الهجري , 19/06/2024
  4. ^ islamstory.com , قصة التاريخ الهجري , 19/06/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *