سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول

سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول

سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول من الأسباب المهمة التي يجب الحديث عنها، ومن هو هذا الشّخص الذي نزلت به هذه الآية إن وجد، من أجل ذلك أفردنا هذا المقال للحديث عن سبب نزول هذه الآية الكريم وفي أي سورةٍ وردت.

سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول

لقد قال تعالى في سورة القمر بالقرآن الكريم: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}،[1] وهذه الآية من الآيات التي تعدّ من الإعجاز القرآني الغيبي، والذي ينبِّأ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- ببعض الأمور الغيبيّة، ولقد قال مقاتل في سبب نزول هذه الآية وتفسيرها، بأنّ أبو جهل ضرب بفرسه يوم معركة بدر وكان متقدمًا وفي الصف الأول، وهو  يصدح بصوته ويقول: “نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه”، وعند ذلك أنزل الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.[1][2]

وفي هذا قال سعيد بن جبير بأنّه سمع الصّحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: “لما نزل قوله تعالى : سيهزم الجمع ويولون الدبر كنت لا أدري أي الجمع ينهزم ، فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: اللهم إن قريشا جاءتك تحادك وتحاد رسولك بفخرها وخيلائها فأخنهم الغداة”، وقرأ بعد ذلك النّبي عليه الصّلاة والسّلام هذه الآية، وعند ذلك علم سعد بن أبي وقاص مع جموع الصّحابة تأويلها، وكما أسلفنا يعدُّ هذا من معجزات النبي -عليه الصّلاة والسّلام- لأنه أخبر عن أمور غيبيّة.[2]

شاهد أيضًا: فوائد سورة القمر فضلها وخواصها وسبب نزولها

سيهزم الجمع وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ إسلام ويب

لقد قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ هذه الآية نزلت في مكة وقبل معركة بدر بحوالي السبع سنوات، فقد كان بين نزولها وبين معركة بدر سبع سنين، وفي البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: لقَدْ أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَكَّةَ وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ، {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ}”،[3] ومن ثمّ أتمّ ابن عباس حديثه بأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بأنّه كان قائمًا في قبة له في يوم بدر وهو يدعو الله -تعالى- قائلًا:أنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَومِ أبَدًا فأخَذَ أبو بَكْرٍ بيَدِهِ، وقالَحَسْبُكَ يا رَسولَ اللَّهِ فقَدْ ألْحَحْتَ علَى رَبِّكَ، وهو في الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ}”،[4] وأمّا معنى قوله تعالى بأنّ الساعة ستكون أدهى وأمر، أي سيلحقهم يوم القيامة من العذاب الشديد أدهى وأمر مما لحقهم يوم بدر.[5]

الإعجاز الغيبي

في الحديث عن سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول تبين أنّ هذه الآية تدخل ضمن الإعجاز الغيبيّ، والإعجاز الغيبي يعني الإخبار عن الأمور الغيبيّة التي تتعلّق بالماضي ما قبل مجيء النّبي عليه الصلاة والسلام، أو تلك الأمور التي تتعلّق بالحاضر وهو الزمن الذي كان ينزل به القرآن الكريم، أو بتلك الأحداث والوقائع التي تتعلّق بالمستقبل والتي لم تكن حصلت بعد، أو ربما ستحصل في يوم القيامة، ومن الأمثلة على هذا الأنواع الثلاثة ما يأتي:[6]

  • الإعجاز الغيبي المتعلق بالماضي: قصّة امرأة عمران التي جاءت في سورة آل عمران: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.[7]
  • الإعجاز الغيبي المتعلق بالحاضر: ومن تلك الأمثلة عندما فضح الله نية المنافقين في بناء مسجدهم، فقال تعالى في سورة التوبة: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.[8]
  • الإعجاز الغيبي المتعلق بالمستقبل: عندما بشرهم القرآن الكريم بأنّهم سينتصرون على الرّوم في الأيام القادمة، وقد انتصر المؤمنون على هرقل فقد قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.[9]

وفي نهاية مقال سيهزم الجمع ويولون الدبر سبب النزول تبيّن أنّ الله -تعالى- أنزلها في كفار قريش وأنهم سينهزمون والنّبي محمد -عليه الصّلاة والسّلام- سينتصر عليهم، وكانت هذه الآية من المعجزات الغيبية، وتحدّثنا عن أنواع الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم.

المراجع

  1. ^ القمر , آية45
  2. ^ quran.ksu.edu.sa , سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) , 19-05-2021
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 4876،صحيح
  4. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 4877، صحيح
  5. ^ islamweb.net , التفسير الكبير » سورة القمر » قوله تعالى سيهزم الجمع ويولون الدبر , 19-05-2021
  6. ^ alukah.net , إعجاز القرآن , 19-05-2021
  7. ^ آل عمران , آية 44
  8. ^ التوبة , آية 107-108
  9. ^ الروم , آية 8-6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *