قصة عن حب الوطن

قصة عن حب الوطن

قصة عن حب الوطن من القصص الشيّقة التي تتناول موضوعًا في غاية الأهمية، فالدين والوطن أغلى ما يملكه الإنسان، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض إلّا ويعتز بوطنه ويتفاخر به، فهو معد الطفولة ومرتع الصّبا والشباب، وملجأ الكهولة، ومنبع الذّكريات، وموطن الآباء والأجداد وموئل الأبناء والأحفاد، ولهذا يُضحى لأجله بالغالي والنفيس، وتُسطر القصص أروع البطولات في حبّ الوطن والدفاع عنه، وإليكم قصة متميزة عن حب الوَطن.

حب الوطن

حب الوطن غريزة وفطرة موجودة لدّى كلّ فرد، فكلّ إنسانِ على هذه الأرض يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوطنه وبلده، فالوطن أقرب الأشياء إلى الفؤاد، يمنح أهله مشاعر الأمن والسلام والاستقرار، كونه يشهد مسقط رأس الشخص ومُستقر الحياة، والأرض التي يحيا عليها، وفيها يعبد الإنسان ربه ويؤدي عبادته، وفيها يرتوي بمائها العذب، وخيرات أرضها المتميزة، ولهذا تكون كرامة الإنسان من كرامة وطنه، ويفتديها بكلّ نفيس يمتلكه، ولا يقتصر حب الوطن على الإنسان؛ بل يُطال بالحيوانات، فتجدون الطيور تعيش في سعادة بوطنها ولا ترضَ بغير أوطانها وأعشاشها، وفي ذلك إشارة إلى ما يربط الإنسان بوطنه وحلّه ومقامه، وبالتالي تكون المواطنة وحب الأوطنا بالتزام قيمه ومبادئه، وتجد الشعراء يتغنون بحب أوطانهم، ومنهم أحمد شوقي الذي يقول:
وطني لو شغلت بالخلد عنه                 نازعتني إليه بالخلد نفسي

شاهد أيضًا: قصة قصيرة جدا

قصة عن حب الوطن

قصة عن حب الوطن هي القصة التي تدور أحداثها وشخصياتها بمحور ملتفّ التفافًا كاملًا بالوطن، وتظهر فيها مشاعر الحُبّ التي يكنّها الإنسان تجاه وطنه، وفيما يلي أروع قصّة عن حُبّ الوَطن:

يُحكى أن عصفورتين صغيرتين كانتا تعيشان في إحدى الأماكن من أرض الحجاز، وكانت أرضهما قليلة الماء شديدة الحرارة والهواء، وفي يوم من الأيام جلست العصفورتين تشكيان عن صعوبة العيش في موطنهما القاسي ذو الحر والجوع والظروف الموحشة، وأثناء حديثهما هبّت عليهما نسمة هواء جميلة قادمة من أرض اليَمن، فكم كانت مشاعر السعادة تبدو على العصفورتين من هذه النسمة التي أطلّت عليهما، وأخذتا تُزقزقان وتطيرا هنا وهناك فرحةً بنسمة الهواء القادمة من أرض اليمن، وعندما شاهدت نسمة الهواء العصفورتين الجميلتين تقفان على غصنٍ بائس فقير لا شجر ولا ثمر، قالت لهما إنَّ أمركما عجيب، فكيف تعيشان هنا في هذه الأرض الموحشة!!! أيتها العصفورتان الجميلتان أنتما في غاية الحُسن والجمال فكيف تعيشان هنا، ما رأيكما أن أحملكما معي إلى اليمن فهنالك الهواء النقي العليل، والأرض الغنية الخصبة، والمياه العذبة الباردة، والحبوب المنتشرة يمنةً ويسرةً، فقالت العصفورة: يا نسمة الريح، إنكِ ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، ولهذا فلا عِلم لكِ بالوطن وحبه والاشتياق له والوحشة بالبُعد عنه، فارحلي يا نسمة الهواء مشكورة، فمن المُحال أن نستبدل وطننا حتّى وإن كان البديل جنّة على الأرض.

شاهد أيضًا: قصة حرف ع للاطفال

قصة عن حب الوطن للأطفال

يجب على الأهل غرس قيم ومعاني حب الوطن في نفوس أبنائهم من نعومة أظفارهم، وذلك ليتربوا على حبّ الأوطان، وتُساعدهم القصص في إثارة هذه المشاعر لديهم، وفيما يلي قصة عَن حُبّ الوطن للأطفال:

في أحد الأيام عادت الحمامة إلى عشها؛ فلم تجد ابنتها الصغيرة، فأخذت تبكي وتبكي على ابنتها، وفجأة توّقفت عن البكاء وقالت في نفسها: ماذا يفيدني البكاء؟؟ سأذهب لأبحث عن حبيبتي ابنتي، فطارت الحمامة، وأخذت تبحث وتُفتِش هنا وهناك عن ابنتها الصّغيرة التي اختفت من العش، ولم تترك مكانًا دون البحث فيه عن ابنتها، ولكنّها لم تجدّها، فعادت إلى البيت حزينة مكسورة، ولكنّها عندما دخلت عشّها فوجئت بوجود ابنتها في العش، فسألتها أين ذهبتِ يا ابنتي وكيف عُدتي إلى هنا؟؟ فقالت الصغيرة لقد طرت لأشاهد المناظر الجميلة ووجدت نفسي بعيدة عن عشي ولكني عندما قررت العودة إلى البيت لم أعرف أين اتجه!! ولكني شعرت فجأة كأن شيئًا يقود بي إلى الطّريق الصحيح لعشّنا، وفي وقتّها تذّكرت الأم كيف ضاعت هي نفسها في إحدى الأيام عندما كانت صغيرة، وأرشدها إلى العش حبّها إلى المكان الذي وُلدت فيه، وعندها قالت الأم لابنتها الصّغيرة: كلّ الذين يبتعدون عن بيوتهم يرشدهم حب الوطن إليها!!!

شاهد أيضًا: قصة يوسف عليه السلام مختصرة

حكاية طريفة عن حب الوطن

عادةً ما تكون الحكايات الطريفة من أنجع الأساليب لتقديم الفكرة المنشودة من الحكاية، ولحب الوطن نصيب من هذه الحكايات، فدعونا نستمتع بإحدى الحكايات الطريفة عن حُبّ الوطن التي رواها أحد الحكماء إلى طلابه:

في يومٍ جميل قال أحد الحكماء لطلابه: “الوطن يا أبنائي عزيز على أبنائه، وهو أغلى ما يكون في حياة كلّ إنسان ومهما كان هذا الوطن بائسًا أو فقيرًا أو مجدبًا أو صحراويًا أو صخريًا أو جبليًا …..فإنّه يبقى عزيزًا على أبنائه ومحبيه، حتّى ولو كان هذا الوطن تلال من الرمال أو مجموعة من الغابات والأشواك أو مُجرد صخور ورمال وجبال، فالوطن وحبّه يبقى مغروسًا في الوجدان، مُستقر في سويداء القلوب، ولكي تتأكدوا من كلامي سأقص عليكم هذه الحكاية:

في يوم من الأيام كانت هنالك أمّ أفريقيّة سوداء البشرة ذات ملامح خشنة، وتضاريس صعبة وويلة وعريضة وغليظة، ورغم مظهرها القاسي إلّا إنّها كانت تمتلك قلبًا حنونًا ومشاعر وأحاسيس جيّاشة، وفي إحدى الليالي ذهبت المرأة إلى أحد المُستشفيات وكانت حاملًا لتضع صغيرها، وقد تمَّ ذلك بالفعل، فأنجبت طفلًا جميلًا بملامح أفريقيّة متميزة، فكانت فرحة الأم لا تُضاهيها أيّ فرحة في الوجود على صغيرها، ومرّت الساعات وشاءت الظروف إلى أن يقوم اللصوص بخطف الطفل وهو في مهده ويهربوا به في جنح الظلام القاتم، ووقتها جُنَّ جنون أمه، وأٌصيبت بحالة انفعال وحزن شديد، وغضبت الأم أشدَّ الغضب وبدأت بالبكاء والعويل والصراخ لعي وليدها، وتُنادي بأعلى صوتها على ابنها كي يعود إلى حضنها فهو فلذة كبدها ولا يُمكنها فراقه بهذه البساطة والسهولة، ولقد شاهدها طبيب كبير في السن، فقال لها: إليك يا سيدتي هذا طفل أوروبي الملامح أزرق العينين وردي الخدود أشقر الشعر أحمر الشفتين، خذيه إنه لكِ بدلًا من طفلك المفقود!!! لكن الأم الحزينة على ابنها رفضت هذا العرض المُغري، فهم يعرضون عليها طفلًا أجمل من طفلها ذو وجه أجمل وأعز، ولكنّها رفضت لأنّ ابنها المخطوف هو ولدها الذي خرج من أحشائها ولا يُعوّض عنه بأيّ شيء في الوجود.

وختم الحكيم لأبنائه قائلًا: هكذا الوطن يا أبناء قد يكون فقيرًا !!! خشنًا !!!! فظًا !!!! قاسيًا !!!! لكنه يظل أعز الاوطان.

شاهد أيضًا: قصة النبي يونس مختصرة

قصة عن حب الوطن في الإسلام

حثّنا ديننا الإسلاميّ الحنيف على حبّ الأوطان، ولنا في ذلك قدوتنا وحبيبنا النبي مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم تسليمًا كثيرًا، حيث كان نبينا يحب وطنه، ويكره الخروجَ منه، ولم يخرج منه إلّا بعدما لاقى من المشركين أصنافَ العذاب والأذى، وصبر على ذلك، ولكن انتهى به الأمر للخروج من وطنه الذي أحبّه حبًا جمًا، ولقد وقف مبيّنا الكريم يُخاطب مكة المكرمة مودعًًا لها وهي وطنه الذي أُخرج منه قائلًا: “ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ”، وذُكر أنّه قالها بلهجة حزينة مليئة بالأسف والحزن الشديد والشّوق إلى وطنه.

وكانت الهجرة النبويّة من أروع ما يُجسّد لنا حبّ الوطن في قلب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، ولهذا كان الرسول يسأل الله أن يرزقه هو وأصحابه حبَّ المدينة حبًّا يفوق حبَّهم لمكة، نظرًا لما شهدته المدينة المنورة من مكانة وتميّز في احتضان دعوة الرسول والإسلام، وكانت الموطن الثاني لرسولنا الكريم، حيث كانت الحامية للنبي ودعوته ونصرته، وروّيّ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اللهم حبِّبْ إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ).[1]

قصه قصيرة جدًا عن حب الأوطان

كان يا ما كان في صبيحة أحد يوم استيقظ أبو محمد صباحًا ثمَّ تناول فطوره، وذهب إلى أرضه يزرع المزروعات ويسقيها، وفي وقت العصر توّجه مُحمّد إلى والده، وقال مرحبًا يا أبي لقد أحضرت لكَ طعام الغداء، ثمَّ جلسا أكلان تحت شجرة، وسأل مُحمد واله: لماذا تهتم بهذه الأرض كثيرًا يا أبي؟؟؟؟ فقال الأب: ورثت هذه الأرض عن أجدادي، وهي كنز ثمين فنحن نأكل من خيراتها وثمارها ونبيع منها كي نكسب قوت يومنا، وفقا مُحمد لأبيه أعدك يا أبي أن أُحافظ على هذه الأرض ما حييت.

إلى هنا نصل بكم لنهاية هذا المقال؛ الذي قدّمنا لكم من خلاله قصة عن حب الوطن وهي أروع القصص التي يستمتع الجميع لها، كونها تقصُّ علينا أجمل القصص وأعظمها في محبة الأوطان والدفاع عنها بالغالي والنفيس.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حب الوطن من دروس الهجرة النبوية , 14/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *