قصة قصيرة عن الحب

قصة قصيرة عن الحب

قصة قصيرة عن الحب ، يبحث الناس عن قصص الحب التي تشبههم ويشبهونها، فمنذ فجر كتابة القصص وهي دائمًا ما تدور عن الحب أو يدفعها الحب أو تحاول التخلص من الحب، فالحب جزء من قصة الانسان التي بدأت مع بداية وجوده، وكانت سبب في الداراما البشرية الملحمية على طول الزمن، وإن قصص الحب لا تُمل ولا تنفد ولا تختزل، فهي جزء منّا ومن ماضينا ومن مستقبلنا الذي نطبح عليه، إذ يكمّل الإنسان حبه، ويَنقُص بغيابه، وفي هذا المقال مجموعة من القصص القصيرة عن الحب التي ربما يجد المرء نفسه في ثنايا كلماتها.

قصة قصيرة عن الحب

لم تكن جنان تعرف الحب سابقًا، ولم يكن الحب يعرف الطريق إلى قلبها كذلك، إذ تبحث جنان عن خطوة جديدة تدفعها في طريقها لطلب العلم، والتميّز فيه، فقد استطاعت العام الماضي أن تكون من الثلاث الأوائل في صفّها، وتطمح هذا العام لتكون الأولى بامتياز في صفها وفي مدرستها بالكامل، وأعدت لهذا منذ بداية العام حيث أخذت المذاكرة على محمل الجد، وتفرّغت بالكامل لهذا الشيء، فانقطعت عن صديقاتها وجاراتها وحتّى أهلها تقريبًا، فهي لا تجتمع بهم إلا حول مائدة طعام، أو عند خروجها من غرفتها إلى المدرسة، وعودتها من المدرسة إلى غرفتها.

لكن صمود صديقتها وجارتها لم تستطع السّكوت أكثر فزارتها في صباح الجمعة وأكدت عليها أن ترافقها في رحلة طويلة أعد لها والدها، ورغم محاولات جنان الكثيرة بأن تتجنّب الخروج في الرحلة،واستطاعت اقناعها في نهاية الأمر، عندما صعدت جنان في السيارة، كانت تفكّر بوجهها الذي صار شاحبًا مصفرًا، وبدأ شعرها بتساقط خفيف نتيجة التوتّر المتواصل والجهد المبالغ فيه والنّوم غير المنتظم، وفقدت بشرتها نضارتها التي كانت محل اعجاب جميع من يراها، التزمت الصمت تمامًا، وانشغلت بصورتها التي باتت تكرهها، وفي المقابل كان هناك شخصًا يتأملها بصمت أيضًا، غير أنه يراها أجمل من في الكون.

ثم نزلوا من السيارة وقررت الصديقتان الإبتعاد قليلًا للمشي، وعندما وصلوا إلى مقعد خشبي عتيق، جلست جنان بينما قررت صمود أن تذهب بحثًا عن مكان تبتاع منه شيء لشربه، تحفّز الفهد، وظنّ أنّها فرصته المناسبة، فريسة وحيدة ضعيفة، راقب خطوات أخته صمود تبتعد، وتسلّح بصبر صيّاد محترف، بهدوء حكيم يَخبُر ألوان الصّيد وطرائِقه، حتى أصبحت صمود على مسافة مناسبة، ثم انقض.

تفاجأت صمود لرؤيته، تلعثمت فلم تستطيع حتّى رد التحيّة التي ألقاها، ثم سمح لنفسه بالجلوس إلى جانبها دون استئذان، كما سمح لنفسه أن يُلقي دعابة ويضحك عليها لوحده، بينما هي تحافظ على صمتها العنيد، وعندما أخبرته أن يذهب لأبيه علّه يحتاج بعض المساعدة رفض، وعرضها عليها بعض السكاكر التي يحملها في جيبه، فرفضت.

عاجلته جنان تسأله عن مقصده باخبارها عن حياته البائسة ومعاناته المستمرة، فقال أنه ورغم جميع ما يمر به إلّا أن هناك دقيقتين فقط في يومه، دقيقتين ليس أكثر، هن اللاتي يجعلن ليومه معنى، وتدفعه لمواصلة حياته وانتظار اليوم التالي ليعش نفس الدقيقتين، الدقيقة الأولى هي التي يرى جنان صباحًا وهي تغادر منزلها وتقصد المدرسة، والدقيقة الثانية هي عند..

قاطعته جنان على الفور، وتأملت بشرته السمراء وعينيه اللاتي يحملن من المشاعر أثقلها، وأكثرها صدقًا، خافت أن يكون كلامه حقيقي، خافت أن يخبرها بما لا تريد سماعه، فهي لا تود أن تضيع ما بدأته من اجتهاد ومثابرة منذ بدئ العام، لا تريد أن يشغل حياتها أي شيء آخر غير مذاكرتها، لكنّه أخبرها بما يشعر، وصرّح، فالفهد لا يستطيع انتظار فريسته أكثر وصارحها بحبه.

فصاحت به صمود هل جننت! حين أوقعت ما حملته من مشروب على الأرض لما سمعت من أخيها ما سمعت، وحذرّته أنه إذا لم ينصرف حالًا فإنها ستخبر أبيها بكل شيء، فما كان من الفهد إلّا أن انسحب وقد شعر أن روحه التي انسحبت أما جسده فبقي على الكرسي العتيق بجانب جنان.

وبعد سبع سنوات لم تسمع بها شيء من أخبار فهد، قد كان في ليلة اجتمعت فيها النجوم فوق منزل جنان، وأحاطته ريح الفرح، وملأته الورود، وتزيّنت فيه كما لم تفعل من قبل، فقد جاء فهدها تتقدّمه أخته صمود و والديه، ليخطبها كما يفعل فهد أصيل يحترم فريسته، واجتمع معها وحيدين لبضع دقائق، ذكرته بدقيقتين كان يعيش عليهم أيامه ويفرح بهم، وأخبرها أنه منذ ذلك اليوم قطع على نفسه عهدًا أن لا يرى فريسة غيرها، وأن لا يعود للصيد أبدًا، فالمؤمن الحق يبحث عن الجنان، ويسعى للجنان، ويرتاح في جنان الخُلد.

قصّة حُب عروة وعفراء

عاش عروة في منزل عمّه الذي يكون والد عفراء عقب وفاة والده، وهكذا تربيا مع بعضهما، فنشأت علاقة الحب بينهما وهم صبيان، وظل عروة حتى كبر وهو يتمنى أن يتكلل حبهما الطاهر بالزواج، فتقدم الى عمه يطلب عفراء منه، وكانت قلة المال هي العقبة في طريق زواجه، فقد غالت أسرة عفراء في المهر، ما جعل عروة يعجز عن تأديته، ورغم أن عروة صارح عمه بحب عفراء ابنته، وألح بتكرار طلبهن غير أن عمه ظل يماطله ويمنيه بالوعود لأنه فقيرًا، ثم طلب عمه منه أن يسعى في الأرض جمعًا للمال علّه يفلح ويستطيع جمع ما يكفي للمهر، ولم يتقاعس عروة فانطلق من فوره قاصدًا المال ليجتمع بعفراء.

وبعد أن أفلح عروة في جمع ما يكفي للمهر، رجع إلى عمه ليسمع بخبر وفاتها، وبل ويريه قرًا جديد الصنع ليقول له أن هذا قبرها، انهار عروة تمامًا وندب حظّه، وبكى وفاة محبوبة طويلًا، حتى تفاجأ بوصول خبر أن عفراء لم تمت بل إنّها تزوّجت من أموي غني من الشّام في غيابه، نزل الأموي بحيّ عفراء ورآها فأعجبته، فخطبها على الفور من والدها، ثمّ تمّ الزواج على الرغم من رفضها له، وأخذها إلى الشّام في محل اقامته.

عندما علم عروة بذلك انطلق من فوره إلى الشام ونزل ضيفًا على زوج عفراء، وعلم الزّوج أن عروة أبن عم زوجته، لكنه لا يعلم بحبّهما، ولأنه لم يلتق بها بل بزوجها، فقد قام هذا بالمُماطلة في اخبار زوجته بنبأ وصول ابن عمها، فألقى عروة بخاتمه في إناء اللّبن وبعث بالإناء إلى عفراء مع جارية من الجواري، فعلمت عفراء على الفور أن ضيف زوجها هو حبيبها السابق فالتقاها، وحرصًا منه على سمعة عفراء وكرامتها، واحترامًا لزوجها الذي أحسن ضيافته وأكرم نزوله، غادر عروة وقد ترك عفراء وحالها.

وبعد مضي زمن، مرض عروة مرضًا شديدًا وأصابه السّلأ حتّى فتك به تمامًا، وأسدل الموت على العاشقين ستار الختام بموت عروة، وعندما بلغ نبأه عفراء اشتدّ حنينها إليه، وقد ذابت نفسها حسرات عليه، وبقيت تندب رحيله حتى لحقت به بعد فترة وجيزة، وقد دفنت في قبر بجوار عروة.

شاهد ايضًا: ما هو الفرق بين الحب والعشق

قصّة حُب كثير وعزة

كان كثير أحد الأسماء البارزة في قصص العشق من اولئك الذين ارتبطت أسمائهم باسم المعشوقة، فكثر هو كثير بن عبدالرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة، شاعر متيّم من شعراء العصر الأمويّ، توفّي والده عنه وهو صغيرًا فعاش في بيت عمّه وأوكل له مهمة رعاية قطيعه من الإبل والماشية، وكانت حبيبته عزّة بن حُميل بن حَفص من بني حاجب بن غفار، نسبها كناني وكنّاها كثير في شعره بأمّ عمرو، وكان يسميها مرة الضميرية وأخرى ابنة الضمري نسبةً إلى أصلها الذي يعود إلى بني ضمرة.

وشيع في قصة حبهما أنه ذات يوم وهو يرعى كثير إبله وغنمه، رأى بعض النسوة من بني ضمرة فسألهن عن أقرب ماء يورد إليه غنمه فقامت إحدى الفتيات بإرشاده إلى مكان الماء، وكانت تلك عزة التي دلّة على مكان الماء، وقدد اشتعل حبها في قلبه منذ اللحظة الأولى، وانلطق ينشد بها الشّعر وكتب أجمل ما قال من شعر وغزل في عزة.

وقد عُرفت عزة بجمالها وفصاحتها فهام بها كثير عشقًا، وكتب أبيات الشعر في حبه لها مما أغضب أهلها فسارعوا بتزويجها من آخر، ورحلت عزة مع زوجها إلى مصر، فانهار كثير وانفطر قلبه وهاجت مشاعره ولم يجد سوى الشّعر ليفرّغ به ألمه وحزنه على فراق معشوقته، ثم لحق بها إلى مصر حيث دارها بعد زواجها وفيها صديقه عبدالعزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة والعيش اليسير، وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في اليوم ذاته، فقيل: مات اليوم أفقه النّاس وأشعر النّاس.

قصّة حب جميل وبثينة

في العصر الأموي انطلعت شرارة عشق جميل وبثينة، فهو جميل بن معمر العذري، وهي بثينة بنت الحباب، وكان جميل يرعى ابله حين رأى بثينة للمرة الأولى، وكانت بثينة قد جمعة ابلها لترد الماء بهم، فنفرت ابل جميل فسبّها ولم تسكت بثينة وإنّما ردذت عليه، لكنه عوضًا عن الغضب أعجب ببثينة، فاستملح سبها له، وأحبها وأحبته، وراحا يتوادان سرًا، واشتد هيام جميل ببثينة واشتد هيامها به، لكن قومها وأهلها رفضوه زوجًا لابنتهم، بل انهم سارعوا في تزويج بثينة لفتى من قبيلتهم.

لكن هذا الزواج لم يغير من حبهما الكبير شيئًا، بل على العكس، فكان جميل يلقى بثينة سرًا بسبل وطرق يبتدعها في غفلة الزوج، وكان الزوج يعلم باستمرار تلك العلاقة، فيشكوا بثينة إلى أهلها، ويشكو أهلها إلى أهل جميل، فنذروا قتله، ففر جميل إلى اليمن حيث أخواته، وأقام بهم زمنًا، ثم عاد إلى وطنه ليجد قوم بثينة قد رحلوا إلى الشام فتبعهم، وأخذ النور يخبو ثم ينطفئ سراج العشق، وتودّع بثينة الحياة بعيدة عن جميل الذي وهبته حبها واخلاصها، وودع العاشق حياته على أمل اللقاء بعد الموت.

شاهد ايضًا: قصة عيد الحب الحقيقية

قصّة حب قيس وليلى

هذه قصة الحب الشهيرة التي كان بطلها قيس بن الملوّح وابنة عمه ليلى بنت المهدي، يرعيان ابل اهلهما، وعندما كبرا حجبت عنه ليلى، لكن قيس ظل على حبه، كما ظلت ليلى على حب قيس، ولما انتشرت قصة عشقهما المتبادل غضب والدها، ورفض تزويج قيس لها، فحزن قيس ومرض لحرمانه من معشوقته، فراح والده إلى أخيه والد ليلى، وقال له:”إن ابن أخيك على وشك الهلاك أو الجنون، فاعدل عن عنادك وإصرارك”. لكن والدها رفض وظل على عناده، وأصر على تزويج ابنته ليلى لغير قيس.

وعندما علم والدها أن ابنته تبادل قيس الحب هددها إن لم تقبل الزواج بغيره ليمثلنّ بها، فوافقت على مضض، ومضت عدة أيام فقط قبل أن تتزوج ليلى بآخر، وهو ورد بن محمد فاعتزل قيس الناس، وهام في الوديان ذاهلًا لا يفيق من ذهوله إلا على ذكرى ليلى، وصار قيس يزور آثار ديارها ويبكي وينظم الشعر في حبهى حتى لقبه الناس بالمجنون، وظلت ليلى تبادله ذلك الحب العظيم حتى مرضت فألم بها الداء والهزال، فماتت قبله وعلم بموتها فما كان منه إلا أن داوم على قبرها راثيًا لها ولحبّها، حتى تبعها بعد ذلك ميتًا.

مع نهاية قصة قصيرة عن الحب التي استعرضنا فيها قصة قصيرة ربما عشناها جميعًا أو سنعيش الحب من خلالها وعلى نفس نهجها، فإننا ندعوا الله أن يرزقنا بقلب نقي ودود يحبنا ونحبه ويجمعنا في ما يرضيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *