قصة مسجد ايا صوفيا المتحف الذي عاد مسجدا

قصة مسجد ايا صوفيا

قصة مسجد ايا صوفيا المتحف الذي عاد مسجدا في الأيام القليلة الماضية بموجب قرار من الحكومة التركية من الأمور التي أثارت جدلا واسعًا بين النشطاء في جميع الدول العربية بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، كما أثار فضول الكثيرين للبحث عن هذا المسجد والتعرف على تاريخه وأسباب تحويله من مسجد إلى متحف ثم إعادته كمسجد مرة ثانية ونتعرف على هذه التفاصيل عبر سطور المقال.

ما هو ايا صوفيا

آيا صوفيا تعني الحكمة المقدسة وهو الاسم الذي تم إطلاقه على الكنيسة الأكبر في اسطنبول خلال الحكم الروماني، وتم بنائها ثلاث مرات في ذات المكان. وكانت هذه الكنيسة هي كاتدرائية العاصمة خلال حكم الإمبراطورية اليونانية الشرقية.

شاهد أيضًا: عادات وتقاليد سكان اسطنبول

متى تم بناء ايا صوفيا

تم بناء كنيسة آيا صوفيا في عصر الإمبراطور اليوناني جوستنيان الأول، وكان ذلك في عام 537 ميلادية، وكانت تحتل مكانة بارزة في قلوب المسيحين، وعندما تم بنائها كانت تعتبر أضخم مبنى في العالم، كما أنها كانت شاهدة على التقدم المعماري في تلك الحقبة.

بدأ العمل في بناء الكنيسة في عام 532 م، واستمر العمل بها خمس سنوات، وأوصى الإمبراطور جوستنيان حينها بأن يكون التصميم المعماري للكنيسة تصميمًا فريدًا، وكانت أكبر كاتدرائية أرثوذكسية في العالم لما يزيد عن ألف سنة.

شاهد أيضًا: توسعة الحرمين الشريفين والاعتناء بجميع المشاعر المقدسة

تاريخ ايا صوفيا

قبل التعرف على قصة مسجد ايا صوفيا نتعرف على تاريخ هذا المبنى، حيث مرت كنيسة آيا صوفيا بالعديد من المراحل التاريخية التي كانت شاهدة على العصور والإمبراطوريات التي مرت بها، ومن أهم تلك المراحل:

في بداية إنشاء هذه الكنيسة كانت الكاتدرائية الخاصة بطائفة الأرثوذكس، وظلت على هذا الحال منذ بنائها حتى عام 1204 حينما تم تحويلها بواسطة الإفرنج إلى كاتدرائية كاثوليكية تابعة للإمبراطورية اللاتينية.

في عام 1261 قامت الإمبراطورية البيزنطية باستعادة أراضيها من اللاتين، وأعادتها مرة أخرى كاتدرائية أرثوذوكسية وظلت على هذا الحال حتى قام المسلمين بقتخ القسطنطينية.

في عصر الدولة العثمانية بقيادة السلطان محمد الفاتح قام المسلومن بفتح القسطنطينية، وتحولت كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وكان ذلك حوالي عام 1453 ميلادية. وظلت مسجدًا لمدة تزيد عن أربعة قرون.

شاهد أيضًا: من هو فاتح القسطنطينية

قصة مسجد ايا صوفيا

كان من الأمور المتعارف عليها في العصور القديمة أن المنتصر في الحرب تؤول له ملكية جميع المرافق العامة الموجودة بالبلد أو المدينة، ولما كان فتح القسطنطينية في عهد العثمانيين كان يقضي بأن تؤول لهم ملكية تلك المرافق، فقد أمروا بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد جامع تقام فيه الصلاة للمسلمين، حيث أمر محمد الثاني أن يتم إفراغ الكنيسة من محتوياتها وتهيئتها لإقامة الصلاة فيها وهو ما تم بالفعل.

وهناك بعض الآراء التي تقول بأن محمد الفاتح قد اشترى الكنيسة من المسيحيين وقتها، غير أن الدلائل التاريخية تشير إلى أن هذا الأمر عارٍ تماما من الصحة، وأن الكنيسة قد تم تحويلها إلى مسجد عنوة.

في عام 1935 م، بعد سقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية على يد كمال الدين أتاتورك، أمر أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف وتم إزالة السجاد المخصص للصلاة، وإظهار بعض النقوش المسيحية التي كانت قد تم إخفائها بواسطة المسلمين.

في الأعوام العشرة الأخيرة ارتفعت بعض الأصوات التي تنادي بتحويل المتحف إلى مسجد مرة أخرى، وفي عام 2016 قامت جمعية حماية الآثار التاريخية بتركيا، وهي أحد المنظمات غير الحكومية برفع دعوى قضائية تطالب بإعادة فتح المسجد مرة أخرى أمام المصلين، ولكن المحكمة رأت في هذا الوقت أنه يجب أن يظل المتحف كما هو.

في 10 يوليو 2020 قامت المحكمة الإدارية العليا التركية بتأييد قرار تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد، وقام رئيس الوزراء التركي بالتوقيع على قرار إعادة فتح المسجد، وأٌيمت فيه أول صلاة جمعة يوم الرابع والعشرين من يوليو 2020.

شاهد أيضًا: معلومات عن مسجد جواثا الأثري في الاحساء

وبهذا نكون قد انتهينا من التعرف على المراحل التاريخية التي مر بها مبنى آيا صوفيا كما تعرفنا على قصة مسجد ايا صوفيا المتحف الذي عاد مسجدا مرة أخرى بقرار المحكمة الطإدارية العليا التركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *