قصيدة غازي القصيبي في الملك فهد

قصيدة غازي القصيبي في الملك فهد

قصيدة غازي القصيبي في الملك فهد وتعد من القصائد التي تؤرّخ مرحلة زمنية من مراحل البلاد، ولها قيمة شعرية جميلة، ولها قصّة سنقوم على سرد أحداثها، وفي ذلك يهتم موقع محتويات بتبيان القضية، وسرد أحداث القصّة والقصيدة التي قام الشاعر والدكتور غازي القصيبي بإرسالها إلى الملك فهد بن عبد العزيز، بعد أن نتعرّف بقصة القصيدة.

قصة القصيدة التي أرسلها غازي القصيبي إلى الملك فهد

ويعرّف الرجل الذي كان يشغل منصب وزير الصحة، بأنّه الرجل المخلص في وقت ليس من السهل أن تجد فيه مخلصًا، وفي وقت الطفرة البترولية، الذي كان وقتًا مناسبًا للنهب من الوزراء الموقرين، كان القصيبي يقود وزارة الصحة بكل اقتدار حتّى ذاع صيت القصيبي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، وكان أوّل من بدأ بالزيارات التفقدية للمستشفيات وبعده تبعه الوزراء تقليدا له،

إلّا أنَّ الاخلاص لم يعجب بعض المسؤولين، والصيت الذي وصل إليه، فبدأوا بمشوار ومضايقات للقصيبي، وذلك بشويه سمعته، ومحاربته، ولا طاقة للقصيبي على مواجهتهم، فقال قصيده على غرار قصيدة المتنبي التي عاتب بها سيف الدولة فوجه القصيدة وهي للملك فهد رحمه الله، وقد نشرت تقريبا عام 1405 بجريدة الجزيرة عن طريق رئيس التحرير المالك، وقد تم ايقافه آنذاك، ولم يرجع إلّا قريبا وهو رئيس التحرير الحالي..

وكانت هذه القصيدة القشة التي قصمت ظهر البعير لأنّه تم تفسيرها على نحو خاطئ، فقد صيغت على أنّها استهزاء من الامراء والوزراء والمسؤولين! وفيها وجد أعداء القصيبي ضالتهم، لتتم على أثرها اقالته.

شاهد أيضًا: كم حكم الملك فهد وأهم إنجازاته في المملكة

قصيدة غازي القصيبي في الملك فهد

وهي القصيدة التي يبحث عنها كثير من الناس، بغية استرجاع ذكريات تلك المرحلة، وتفاصيل قصّة النزاهة التي تشبه أحداث دراما ليس من السهل ان تتكرر كلّ يوم، وفي ذلك نسرد لكم أحداث القصيدة:

بيني وبينك ألف واش ينعبُ ** فعلامَ أسهب في الغناء وأطنبُ
صوتي يضيع ولا تحسّ برجعه ** ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ

واراك ما بين الجموع فلا أرى ** تلك البشاشة في الملامح تعشبُ
وتمر عينك بي وتهرع مثلما ** عبر الغريب مروعاً يتوثبُ

بيني وبينك ألف واش يكذبُ ** وتظل تسمعه ولست تكذّبُ
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن ** من قبل بالزيف المعطر تعجبُ

سبحان من جعل القلوب خزائنا ** لمشاعر لما تزل تتقلبُ
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي الـ ** بيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا

هذي المعارك لست أحسنُ خوضها**من ذا يحارب والغريم الثعلبُ
ومن المناضل والسلاح دسيسة**ومن المكافح والعدو العقربُ

تأبى الرجولة أن تدنس سيفها**قد يغلِب المقدام ساعة يغلَبُ
في الفجر تحتضن القفار رواحل**الحر حين يرى الملالة يهربُ

والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه**حينا ويصغي للوشاة فينضبُ
والقفر اصدق من خليلٍ وده**متغير متلون متذبذبُ

سأصبُّ في سمع الرياح قصائدي**لا أرتجي غنماً ولا أتكسبُ
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي**إن السراب مع الكرامة يشربُ

أزِف الفراق فهل أودع صامتاً**أم أنت مصغ للعتاب فأعتبُ
هيهات ما أحيا العتاب مودة**تُغتال أو صد الصدود تقرُّبُ

يا سيدي في القلب جرح مثقل**بالحب يلمسه الحنين فيكسبُ
يا سيدي والظلم غير محبّبٍ**أما وقد أرضاك فهو محببُ

ستقال فيك قصائد مأجورة**فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم**أما القلوب فجال فيها أشعبُ

لا يستوي قلم يباع ويشترى**ويراعةٍ بدم المحاجر تكتبُ
أنا شاعر الدنيا تبطّن ظهرها**شعري يشرق عبرها ويغربُ

أنا شاعر الأفلاك كل كليمة**مني على شفق الخلود تلهبُ

شاهد ايضًا: قصيدة الامام تركي بن عبدالله في السيف الاجرب

من هو غازي القصيبي

بعد أن عرفنا قصيدة غازي القصيبي في الملك فهد، لا بدّ أن ننتقل بكم إلى معرفة الدكتور غازي القصيبي، وهو غازي عبد الرحمن القصيبي من مواليد 2 مارس 1940 – 15 أغسطس 2010، شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى سنوات عمره الأولى في الأحساء، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم، حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعات أخرى من جامعات أمريكا.[1]

وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة ولكن لمرض أخيه نبيل اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس ولم يجد التخصص المطلوب فيها فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه حياة في الإدارة.

شاهد أيضًا: من هو القائل يوم ان كلٍ مـن خويه تبرا حطيت (الاجرب) لي خوي مباري

قصيدة غازي القصيبي في رثاء الملك فهد

فسبحان الله الذي جعل الأيام بين الناس دول، وفي وفاة الملك فهد التي احزنت وأدمعت قلوب الجميع، حرص كثير من الشعراء على التعبير عن حزنهم بأبهى عبارات الشعر والنثر، وقد قال غازي القصيبي في رثاء الملك فهد قصيدته الشهرية:

لَمْ نَجدهُ… وقيل: هذا الفِراقُ!
فاستجارت بدمعِها الأحداقُ

كانَ ملءَ العيون فهدٌ… فما
حِجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ؟!

عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ

عَجبَ القبرُ… حين ضمّ الذي
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ

عجبَ الشوطُ… والجياد قليلٌ…
كيف يهوي جَواده السبّاقُ

هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
مثل بحرٍ… والتفّتِ الأعناقُ

هو يومُ الوفاءِ… حبّ بحزنٍ
نتساقاهُ… والكؤوسُ دهاقُ

وقفَ الموتُ في الطريق… ولكنْ
زحفتْ… لا تخافُهُ… الأشواقُ

يا أبا فيصلٍ! عليك سلامُ الله…
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ!

قد يهمك أيضًا: قصيدة عن بيعة الملك سلمان وكلمة قصيرة عن بيعة الملك سلمان

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه قصيدة غازي القصيبي في الملك الفهد، وتناولنا بين سطور المقال القصة التي حدثت وخلّفت تلك القصيدة، ثم لنسرد معلومات عن غازي القصيبي، ولنختم أخيرًا بقصيدته الشهيرة في رثاء الملك فهد.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , غازي القصيبي , 26/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *