لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا

لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا

لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا الفن هو واجهة المجتمع، وهو المعبر عن تراث الأمة، وكل أنواع الفنون ترصد الوجدان وتستهدف وتعبر عنه بقوة وعنفوان، والفن انعكاس لما يشعر به الفنان، وترجمة صادقة عن رؤيته الفنية وطريقة تذوقه للحياة، وفي هذا المقال نرصد لكم علاقة الفن بالأخلاق، وهل يناقش الفنان فيما يقدمه من إهمال أم لا.

لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا

لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا تلك العبارة خاطئة لأن الفنان يستطيع أن يناقش أية فكرة يحاول من خلالها ترسيخ الأخلاق والقيم الفاضلة، بالإضافة إلى تناول الموضوعات الاجتماعية ورصد الظواهر السلوكية والأخلاقية ومعالجتها.

شاهد أيضًا: ماهي العوامل التي تدخل في بناء العمل الفني

أهمية الآداب الفنون في حياة الإنسان

للفن دور كبير في حياة البشر فهو يعبر بصدق عن وجدانهم ومشاعرهم ويجعلهم الفن يتفاعلون معه معبرين عن ارتياحهم اندهاشهم ويرسخ في البشر الأمل والتفاؤل وحب الأشياء الجميلة، كما أنه يهذب الوجدان ويرقق المشاعر ويريح القلوب ويدفع الإنسان إلى الخير، والفنان كغيره يخطي ويصيب ويحاسب على خطئه أو يغفره له المجتمع إن تراجع عنه، وذلك راجع إلى أن الفنان يستطيع أن يستخدم رئيسته أو قلمه في توصيل رؤيته دون اصطدام بالأخلاق، فعندما ينحاز عن الآداب والأخلاق إلى التجاوز وكسر التابوهات الاجتماعية والأخلاقية والدينية فلابد أن يخضع للمناقشة وربما المساءلة.

يناقش الفنان في عمله الفني موضعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا

نعم فهو بريشته أو قلمه أو أدوات نحته أو أدائه التمثيلي يستطيع أن يساهم بقوة في انخراط المجتمع في الأخلاق الفاضلة من خلال استهداف القيم النبيلة والدعوة إليها بطريق غير مباشر من خلال لوحة جميلة، أو موضوعًا خلابًا، أو أداء تمثيلي أو مسرحي هادف.

الفن في مواجهة أزمة القيم

يشهد الفن في الفترة الأخيرة تصادمًا عنيفًا مع القيم، حيث يلجأ بعض الفنانين إلى كسر وتحطيم كل القواعد الأخلاقية تحت اسم حرية التعبير، وأشهر مثال على ذلك تلك الصور المسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – والتي سمح بها تحت حرية التعبير غير أنها أثارت فتنة عالمية كادت تؤدي إلى مشاكل كثيرة.

شاهد أيضًا: من الفنان الذي رسم لوحة الموناليزا

الفن والأخلاق

من المفترض أن الفن لا يعادي الأخلاق بالعكس فيجب أن يكون الفن بكل أنواعه في خدمة الأخلاق وغرس القيم في نفوس أفراد المجتمع، ولاسيما الصغار والأطفال والمراهقين الذين يتأثرون كثيرًا بمواقف الفنانين وطريقة تعاطيه مع الحياة ويقلدونهم، وقديمًا قالوا الفن أخلاق، ومن زاوية أخرى فالأخلاق ينبغي أن تدفع الفن إلى أن يكون فنًا ملتزما يساعد على الرقي ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية وتعزيز الظواهر الإيجابية، ويجب تحفيز الفنانين الملتزمين بمعايير الأداء والعمل الفني الهادف والنبيل وتمييزهم ومنحهم الجوائز إذا كانوا مبدعين حقيقيين.

شاهد أيضًا: تعريف الشكل في الفنون التشكيلية

أول من ربط بين الفن والأخلاق

لا يعرف بالتحديد أول من ربط بين الفن والأخلاق؛ لأن الفن قديم ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، ومنذ وجد الفن وجدت الأخلاق، وفي الأحفوريات القديمة نجد دائمًا أن الفن يحفز على القيم والأخلاق، ولكن ينبغي التذكير بأن الدين الإسلامي من أكثر الأديان التي ربطت بين الفن والأخلاق، فالإسلام لا يحرم الفن على إطلاقه رسمًا ونحتًا وغناءً وتمثيلًا ولكنه نظم العلاقة بين الفن والأخلاق، فلا ينبغي أن تحد الأخلاق من إبداع الفنان، ودون المساس بأي من مكونات العمل الفني وفي نفس الوقت لا يسمح للفنان باختراق الحواجز والتابلوهات والممنوعات القيمية والأخلاقية، وبالاختصار دعا الإسلام إلى الفن الشامل الهادف الخالي من التجاوزات، وكما قيل: غاية الفن النقد والحكم.

في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على  لا يناقش الفنان في عمله الفني موضوعًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا وعرفنا أن تلك العبارة خاطئة؛ لأن الفنان ينبغي أن يتناول بريشته أو بقلمه أو أدائه الموضوعات الدينية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *