ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم

ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم ؟ سؤال من الأسئلة المترددة على أذهان المسلمين، فإنَّ شهر مضان هو أعظم أشهر السنّة وأكثرها فضلًا، جعله الله تعالى شهرًا للعبادة والطاعة والبركة، يضاعف الله تعالى فيه لعباده المتّقين الأجر والثواب، وقد كان شهر رمضان بكلّ تفاصيله على مرّ الزمان محطّ اهتمام المسلمين، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على سبب تسمية شهر رمضان، وأهم أعمال هذا الشهر الكريم وفضائله.

ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم

تضاربت الأقوال وتعددت في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، وقد ورد في سبب تسمية شهر رمضان المبارك عدد من الآراء ومنها نذكر:[1]

• إنّه كان يوافق في وقت قدومه شدّة الحر والتي كانت تسمّى بالرمضاء، والرمض هو الحرّ الشديد؛ لذا سمّي رمضان بهذا الاسم.
• لأنَّ الشهور كنت تسمّى بصفات الوقت التي كانت تأتي به فسمّي رمضان بهذا لموافقته الحرّ الشديد.
• كما قيل أنّه سمّي رمضان بهذا الاسم لارتماض الصائمين فيه أي معاناتهم من الحر والجوع فيه.
• وقد ورد أيضًا أن رمضان سمي بهذا الاسم لأنّه يرمض الذنوب أي يحرقها ويزيله.
• سمّي رمضان بهذا الاسم لأنّ قلوب المسلمين فيه تأخذ حرارة الموعظة والعبرة كما تأخذ الحجارة حرارة الشمس.

شاهد أيضًا: ماذا تسمى العشر الوسطى من رمضان

اسم رمضان في الجاهلية

كان يُعرف شهر رمضان في الجاهلية الأولى باسم تاتل والذي يرمز إلى شخصٍ يغرف الماء من البئر أو العين، وقد أشار الفلكيون أن شهر رمضان في الجاهلية الأولى كان يتوافق مع فصل الشتاء وازدهار النبات والمطر، ثم بعد ذلك تمّ تغيير أسماء الشهور في السنة وسمّوها وفقًا للظروف المناخية والجوية التي تحصل ضمن الشهر، وقد تمَّ هذا التغيير قبل قدوم الإسلام بنحو مئتي سنة، وسمّي عندها شهر رمضان بهذا الاسم لاشتداد الحر فيه، وزيادة الحرارة والرمضاء فسمّي رمضان بهذا الاسم، ويُقال أن تسمية رمضان كانت وفقًا لاقتراح كلاب بن مرة وهو أحد رجال قريش.[2]

لماذا سمي شهر رمضان بشهر القرآن

بعد توضيح ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم سننتقل لتوضيح سبب تسميته بشهر القرآن، فقد ذُكر شهر رمضان في القرآن الكريم مرّة واحدة وفيها اقترن ذكر شهر رمضان مع نزول القرآن الكريم فيه في قوله تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان“[3]، وذلك يدل على مكانة شهر رمضان الرفيعة وميّزته التي خصّه بها الله تعالى وهو نزول القرآن الكريم فيه، وقد نزل القرآن الكريم كاملًا في رمضان من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نَزل به جبريل عليه السلام على مراحل إلى رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد امتاز شهر رمضان بأنّه شهر العبادة والطاعة، فمنذ بدء شهر رمضان يُكثر المسلمون من العبادات والطاعات بما في ذلك قراءة القرآن فيجعلون قسمًا كبيرًا من وقتهم لتلاوة القرآن الكريم وتدبّر آياته، والجدير بالذكر أنّ ختم القرآن في رمضان الكريم لا يجب أن يكون هو الهدف الأول للمسلم بقدر ما يجب أن يكون هدفه التّدبر والتأمل في آيات الله سبحانه وتعالى وفهم آياته بشكل صحيح مع المحافظة على تلاوة القرآن الكريم الدائمة، وقد قال تعلى في كتابه الكريم: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”[4]، والله أعلم.[5]

فضائل شهر رمضان

بعد بيان ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم سننتقل للحديث عن فضائل شهر رمضان، فقد ميّز الله تعالى شهر رمضان عن سائر شهور السنة، وجعل له الكثير من الخصائص والفضائل، ومن هذه الفضائل نذكر:[6]

• جعل الله تعالى شهر رمضان شهرًا للتوبة والمغفرة وتكفير الذنوب.
• أنزل الله تعالى كلامه العظيم المتمثّل بالقرآن الكريم إلى الأرض في شهر رمضان المبارك.
• جعل فيه ليلة القدر التي يُعدّ العمل فيها خير من ألف شهر.
• يعتق الله سبحانه وتعالى ما شاء من عباده في شهر رمضان، فهو شهر العتق من النار.
• تُفتح أبواب الجنّة في رمضان، وتُغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين.
• جعل الله تعالى شهر رمضان شهرًا يعلّم الناس الصبر والإحسان، ويعوّدهم على ضبط النفس والتحكّم بالشهوات.
• إن شهر رمضان المبارك هو شهر الإحسان فتكثُر فيه الصدقات ويزيد الإحسان بين الناس كما يزيد التآلف بينهم.

أعمال شهر رمضان

بعد أن تحدّثنا عن ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم سننتقل للحديث عن أعمال شهر رمضان الذي يعدُّ شهر الخير والبركة لذا يزيد المسلم من سعيه في العبادة والتقوى والإكثار من العبادات والأعمال الصالحة، ومن أعمال شهر رمضان نذكر:[7]

• الحفاظ على صلاة الفجر في المسجد في جماعة.
• الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس في المسجد فيذكر الله تعالى ويدعوه ويسبّحه حتى تطلع الشمس.
• الحفاظ على صلاة التراويح في المسجد فإنّ لم يستطع الإنسان فيمكن أن يؤديها في المنزل.
• الابتعاد عن الفواحش والغيبة والنميمة في شهر رمضان، فلا يقتصر الصيام في رمضان عن الامتناع عن الأكل والشرب بل الامتناع عن الرفث والفسوق أيضًا.
• الإكثار من الدعاء في شهر رمضان المبارك والإلحاح بذلك والتوجه الدائم إلى الله سبحانه وتعالى.
• الإكثار من الصدقات فإنّ شهر رمضان هو شهر الخير والبركة كما أنّ أجر الأعمال الصالحة مضاعف للمسلم في رمضان بإذنه تعالى.

شاهد أيضًا: ما هو أفضل وقت لختم القرآن في رمضان

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ما سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، كما بيّن اسم رمضان في الجاهلية، والسبب الكامن وراء تسمية رمضان بشهر القرآن، كما ذكر أهم فضائل وأعمال شهر رمضان المبارك.