ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني

ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني

ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني ؟ حيث أن التطبيع من المصطلحات التي تحمل الكثير من المعاني والتفسيرات والتحليلات التي يراها البعض جريمة لا تُغتفر، ولكن ما هو التعريف الدقيق لهذا المصطلح والذي ينطبق على دولة فلسطين والتعامل مع الاحتلال القائم على أراضيها على وجه التحديد؟ هذا ما سوف نُطلعكم عليه بالتفصيل من خلال هذا المقال حول المعنى الحقيقي للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وصوره وأهدافه.

ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني

عند الإشارة إلى ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني وُجد أن مصطلح التطبيع ينطبق خصيصًا على الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى جانب قطاع غزة وكذلك الفلسطينيين المقيمين خارج أراضي الدولة والعرب في جميع أرجاء الوطن العربي، ويُشير التطبيع إلى إقامة أي مبادرة أو مشاركة أو مشاريع متبادلة سواء على المستوى المحلي أو الدولي بطريقة مباشرة أو بشكل غير مباشر بين الفلسطينيين أو العرب وبين أفراد الكيان الصهيوني سواء كانوا أفراد صهاينة أو مؤسسات إسرائيلية، ولا يتطرق من يقومون بالتطبيع إلى هذا العدوان الغاشم والقتل والتعذيب والتنكيل والاضطهاد الذي تتم ممارسته ضد أبناء الشعب الفلسطيني، أي أن التطبيع باختصار يُشير إلى التعامل على وضع غير طبيعي (دولة إسرائيلية) على أنه أمر طبيعي ومسلّم به[1].

اقرأ أيضًا: هل يوجد سفارة اسرائيلية في تركيا وما هي طبيعة العلاقات بينهم

ما هي أشكال التطبيع

هناك عدة أوجه توضح ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي قد يتم بين العرب أو الفلسطينيين وبين مؤسسات أو أفراد إسرائيل والتي يتم نعتها بأنها بالفعل أحد صور التطبيع، ومنها ما يلي[2]:

  • إقامة أي مشاريع أو أنشطة مع الصهاينة من أجل تحقيق السلام دون الاتفاق على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني التي لا تقبل المفاوضة أو التصرف وفق ما أقره القانون الدولي العام.
  • المشاركة في أي مشروع أو إتفاقية سلام حتى وأن دعا إليها طرف ثالث إلى جانب طرفي النزاع العرب أو الفلسطينيين والصهاينة، وخصوصًا إذان كان مشروع سلام مزيف يرنو إلى الحفاظ على مصلحة الكيان الصهيوني وإجحاف حق الفلسطينيين.
  • الموافقة على أي مشروع يسعى إلى إعادة تزييف أو قراءة المشهد التاريخي من أجل ادعاء حق مزيف للإسرائيلين في الأراضي الفلسطينية أو القدس الشريف وأهمها الروايات الخاصة عن الصراع وحقيقة الاقتلاع والتهجير من أرض فلسطين وغيرهم.
  • موافقة أي من الدول العربية أو أبناء فلسطين على مشاركة الأفراد أو المؤسسات الإسرائيلية سواء داخل فلسطين أو خارجها في مشاريع تعمل على تمييع والتغاضي عن حقوق الفلسطينيين وخصوصًا إذا كانت تلك الأفراد أو الجماعات لا تقر بحق الفلسطينيين في أراضيهم
  • إقامة نشاط او مشروع يرفض او يتجاهل عن قصد أو غير قصد حق أبناء الشعب الفلسطيني في تقرير مصير دولتهم وكل شبر من أراضيها وخصوصًا حق كل لاجئ فلسطيني في العودة إلى أرض وطنه ولا سيما أن الكيان الصهيوني يسعى إلى ترويج مصطلح جديد يهدف إلى إلهاء العرب عن القضية الفلسطينية يحمل اسم (النظرة للمستقبل) من أجل تجاوز تاريخ الصراع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيلين وإبقاء الوضع كما هو عليه.
  • المشاركة في مشاريع أو أنشطة من أي نوع مع مؤسسات صهيونية أو أفراد صهاينة حتى وإن كنت تلك المؤسسات مدعومة دعمًا جزئيًا من الصهاينة أو الحكومة الإسرائيلية ومنها المهرجانات والمعارض وغيرهم والتي يتم إقامتها مع فئات صهيونية.

وأخيرًا؛ عند توضيح ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني فإن أي شكل من أشكال التعاون الذي يهدف إلى الصالح العام للصهاينة يُعد امر غاية في الخطورة، ولا سيما أن العرب يجب أن يكونوا في تصدي دائم لأي محاولة تطبيع، ولا سيما أن انتشار التطبيع سوف يجعل هذا الأمر غير طبيعي مع الوقت أمرًا طبيعيًا وسوف يقوي من شوكة الصهاينة بشكل أكبر طالما كان هناك من يدعمهم بصورة أو بأخرى من العرب.

أهداف التطبيع الإسرائيلي

يهدف هذا الكيان الصهيوني في ضوء ما معنى التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى نشر التطبيع مع مختلف الدول العربية بشكل غير مباشر من أجل طمس حقوق أبناء الشعب الفلسطيني والذي قد أقرت له الأمم المتحدة في القرار رقم 194 بأحقية الفلسطينيين في تقرير مصير وطنهم بأيديهم، ومع ذلك، يسعى الكيان الصهيوني بكل قوة إلى إقامة علاقات واتفاقيات ومعاهدات وأنشطة ومشاريع مع مختلف الدول العربية من أجل التأكيد على موافقة العرب على ما هو معروف حاليا باسم الدولة الإسرائيلية التي لا وجود حقيقي لها على الخريطة الحقيقية للعالم، ولذلك؛ يجب أن يكون العرب على وعي كامل بأهمية عدم الانصياع وراء عروض الكيان الصهيوني لهذا التطبيع الذي لا يصب سوى في مصلحة هذا الكيان الغاشم فقط.

وفي الختام؛ يُذكر أن الكيان الإسرائيلي يهدف إلى تحقيق التطبيع وترسيخه في الأذهان العربية حتى تقوي من وجودها في فلسطين و تجحف حقوق أبناء الشعب الفلسطيني وهو أمر لا تقبله مبادئ الدين ولا يتوافق مع مبادئ القومية والوطنية العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *