من أطلق على يافا هذا الاسم

من أطلق على يافا هذا الاسم

من أطلق على يافا هذا الاسم تعتبر مدينة يافا من المدن الفلسطينية والشامية العريقة ، وتحظى بالاهتمام من قبل الباحثين والدارسين، ولها مكانة خاصة في قلوب الفلسطينيين، ولها موقع متميز ورائع، حيث تنتشر أشجار الزيتون والبرتقال وغيرها، ولكن ما معنى اسم “يافا” إلام يعود هذا الاسم؟ ومن هو أول من أطلق هذا الاسم على مدينة يافا؟ هذا ما سنتحدث عنه بشيء من التفصيل أثناء هذا المقال.

من أطلق على يافا هذا الاسم

أول من أطلق عليها هذا الاسم هم الكنعانيون وذلك نسبة إلى “يافي” أو “يافث” وهو من أبناء نبي الله نوح عليه السلام، وتعني كلمة يافا بالكنعانية المنظر أو المشهد الجميل، وقد سميت بذلك لخضرتها وبهائها وجمال منظرها وطقسها الرائع، والاسم القديم لها كما هو معروف في اللغة الهيروغليفية هو يوبا أو يبو، وهي كلمة قديمة تعني الإبداع والجمال وقد سميت بذلك في عهد الملك تحتمس الثالث أي في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، كما وردت في إحدى برديات أنستازي الأول.

بعد حدوث الطوفان في عهد سيدنا نوح، وبناء العالم والحياة من جديد، قام أحد أبناء سيدنا نوح الذين نجوا معه ببناء تلك المدينة الرائعة، وكان اسمه يافي أو يافث فنسب المؤرخون المدينة إليه وفق اللغة الكنعانية، وكان ذلك خلال الألف الرابع قبل الميلاد، وقد أشارت الكتب التاريخية المعنية بتأريخ المدن والبلدان إلى أن كافة الأسماء التي سميت بها مدينة يافا تعني الجمال الفائق منذ العهد الفرعوني حتى العهد الكنعاني.

شاهد أيضاً: اكثر مدينة سياحية في العالم

موقع مدينة يافا الجغرافي

تقع مدينة يافا العريقة بموازاة  شاطئ البحر المتوسط، وتعد من أجمل المدن في المنطقة، وتبعد عن مدينة القدس المقدسة حوالي خمسة وخمسين كيلو مترًا من ناحية الغرب، وتقع مدينة يافا بين دائرة عرض 32.3 شمالاً وخطّ طول 34.17 شرقاً، تعرضت مدينة يافا حديثًا للغزو والاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وهو ما عرف وقتها بعام النكبة، حيث قام الاحتلال الإسرائيلي تفريغها من سكانها العرب واحتلها واخضعها لإدارته بالكامل.

تصل مساحة مدينة يافا إلى حوالي ستة كيلومترات ونصف، بينما يصل عدد سكانها إلى ما يقرب من ستين ألف نسمة، غالبيتهم من السكان اليهود بعد أن قام الإسرائيليون بطرد السكان العرب الأصليين منها، وهي بذلك تتفوق بموقعها الجغرافي بموازاة الساحل الشرقي للبحر المتوسط مما جعلها مركزًا تجاريًا مهمًا، وقد جعلها ذلك مطمعًا للمحتلين منذ القدم وكان آخرهم الغاصب الإسرائيلي.

يافا عروس البحر المتوسط

تتميز مدينة يافا بعدة مميزات تؤهلها لتكون واحدة من أهم المدن، ومن أبرزها:

  • أنها تعتبر مركزًا تجاريًا هامًا لوقوعها في منتصف القارات الثلاث، ومشرفة على العديد من الطرق والمواصلات الحيوية لإنعاش التجارية البحرية والبرية.
  • كما أنها تعد إحدى البوابات والمداخل الفلسطينية الهامة.
  • كما أن ميناء يافا يعد واحدًا من أهم الموانئ وأقدمها في المنطقة والعالم أجمع، حيث تعتبر منقذًا تجاريًا حتى منذ العهد الفرعوني وخلال حكم الكنعانيين للمنطقة.

شاهد أيضاً: اين تقع مدينة العلمين الجديدة

بماذا تشتهر مدينة يافا

  • هي مدينة ذات قيمة تاريخية عريقة حيث يعود تأسيسها إلى ما يزيد على الأربعة آلاف عام.
  • وتتميز أرضها بالخصوبة، ومياهها بالعذوبة حيث بتوسطها نهر العوجا العذب، وتنتشر فيها المزارع والأشجار والحمضيات، مما أهلها لتحتل مركزًا متقدما في تصدير الحمضيات للعالم.
  • تعد مدينة يافا بموقعها الفريد وجهة سياحية استثنائية حيث يقصدها السائحون من كل مكان للاستجمام كل عام.
  • أطلق عليها الكثير من الألقاب أبرزها عروس فلسطين.

ميناء يافا

يعتبر ميناء يافا من أهم الموانئ العالمية على الإطلاق حيث يطل على ثلاث قارات، وكان حتى قبل التاريخ وفي الحضارات القديمة يعتبر من أبرز المراكز التجارية في الزمن القديم، ولكن في العام 1965م وبعد استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على مدينة يافا، قام الاحتلال بتعطيل وإغلاق ميناء يافا خوفًا من تسلل الفلسطينيين إليها بعد تهجيرهم منها على يد اليهود، ولكنه مؤخرً بدأ العمل على إحياء ميناء يافا من جديد، وفتحه أمام بعض السفن الصغيرة، ولكن بمراقبة صارمة ومستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أجمل ما قيل عن يافا

منذ ما يزيد على أربعة آلاف سنة تحدث أحد المؤرخين الفرعونيين المعنيين بتأريخ ووصف المدن وهو أنستازي الأول عن جمال مدينة يافا، وذلك عندما زارها وافتتن بجمالها وكان شاعرًا فصاغ فيها كلامًا رقيقًا يعبر عن إعجابه الشديد بمدينة يافا وإطلالتها المدهشة والبهية على ساحل البحر المتوسط، وهذا يدل على أن بلدة يافا عريقة وضاربة بجذورها في الحضارات القديمة، ويدل ذلك أيضًا على أنها مدينة جميلة، وأن جمالها ورونقها لم يتغيرا منذ مرور آلاف السنوات على هذا الوصف البديع لمدينة يافا من المؤرخ والشاعر الفرعوني أنستازي الأول.

شاهد أيضاً: ما هو اول ميناء في السعودية

كلام عن يافا

هناك الكثير من الكلام الذي يمكن أن نقوله عن مدينة يافا العريقة من أهمه:

  • أنها وردت في التوراة عدة مرات تحت اسم يافو.
  • أنها من المدن التي استولى عليها الملك الآشوري سنحاريب عند قيامه حملته عام  701 قبل الميلاد، وضمها لملكة وبقيت تحت قبضته فترة طويلة من الزمن.
  • خلال القرن الخامس قبل الميلاد ورد ذكر اسمها في نقش (لاشمونازار) أمير صيدا.
  • أبرز صفات أهل يافا الأصليين الكرم والشهامة والمروءة، أما الآن فمعظم سكانها من اليهود، والأقلية العربية بها مازالت تتمسك بالعادات والتقاليد العربية.
  • تتميز قرى قضاء يافا بزراعة البرتقال والليمون والزيتون.
  • تحدث عنها “زينون”، موظف الخزانة المصرية الذي ذكر أنه زارها خلال الفترة ما بين 259-258 قبل الميلاد خلال حكم بطليموس الثاني بكلام بديع يدل على جمالها.
  • تحدثت بعض الأساطير اليونانية عن مدينة يافا حيث نسبت تسميتها باسم يوبي إلى بنت إله الريح عند الرومان، مما يدل على اهتمام كافة الحضارات القديمة بمدينة يافا وتحدثها عنها.

الأهمية الزراعية والتجارية لمدينة يافا

تتميز مدينة يافا بأنها أرض خصبة جيدة الخضرة والصناعة والزراعة ومن أشهر أشجارها أشجار البرتقال اليافاوي أو الشموطي الذي يعتبر صاحب شهرة دولية ومطلوب بشدة في أوروبا، وهذا جعلها من أبرز المدن الفلسطيني المصدرة لأجود أنواع البرتقال والحمضيات في العالم، ولما استولى عليها الإسرائليون حاولوا الاستفادة منها ومن أرضها، فازرعوا أشجار البرتقال على ضفتي نهر العوجا، وقد اتخذوا منها مركزًا عالمياً للتجارة بإشرافها على القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، وإطلالتها المميزة على البحر المتوسط وامتلاكها نهرًا عذبً هو نهر العوجا، ووجود الكثير من الطرق البرية والبحرية التي تسهل التجارة والتبادل التجاري.

أبرز المعالم السياحية والتاريخية في مدينة يافا

تتميز مدينة يافا بأنها تضم الكثير من المعالم السياحية والتاريخية المتميزة ومن أهمها:

  • مسجد يافا الكبير: الذي يعد أكبر وأقدم مسجد في مدينة يافا، مازال المسلمون المتواجدون في المنطقة يصلون فيه حتى اليوم.
  • مسجد حسن بك: وهو من أبرز معالم مدينة يافا.
  • كنيسة القلعة: وهي من المزارات المسيحية الهامة في يافا.
  • ساحة الساعة الشهيرة: في وسط مدينة يافا والشاهدة على الكثير من أحداث المدينة.
  • ساحة العيد: التي كانت تقام فيها المناسبات الدينية و صلوات الأعياد.
  • الحمامات القديمة: وهي حمامات أثرية منذ العهد المملوكي.
  • الكثير من المزارات الدينية والتاريخية التي لا يمكن حصرها.

شاهد أيضاً: سبب انفجار ميناء جبل علي الحقيقي

وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال عن من أطلق على يافا هذا الاسم وعرفنا أن تلك التسمية ترجع إلى اللغة الكنعانية حيث سموها بذلك نسبة إلى من بناها وهو يافي أو يافث ابن سيدنا نوح عليه السلام، إلى جانب التعرف على الجانب المشرق من المدينة من حيث موقعها الجغرافي وجذورها التاريخية وأهميتها التجارية والزراعية والسياحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *