من هما الجديدان

من هما الجديدان

من هما الجديدان وماذا يقصد بهذا المصطلح سؤال يُطرق كثيرًا على أذهان الباحثين في هذه الأيام، ومن أجل ذلك أفردنا هذا المقال لنتحدَّث عن مصطلح الجديدان ونزيل الغموض عنه بالإضافة لذكر دلالته وعلى ماذا يُطلق، وهل يوجدُ بابٌ خاصٌّ ينتمي إليه في اللغة العربيَّة، أسئلةٌ سنجيب عنها فيما بعد.

الثنائيات الضدية

هناك مصطلح الثُّنائيات أو المُثنّيات المتلازمة في اللغة العربية، وقد تُعرف أيضاً باسم المثنّيات التي لا مفرد ولا جمع لها، ولقد ذُكرت في الكتب العربية القديمة باسم ما جاء مثنى في الكلام المستعمل، فهي مجموعة من المصطلحات التي تأتي على أوزان التَّثنية التي أطلقها قدامى العرب على ثُنائيّات الأشياء المُرتبطة مع بعضها برابطٍ ما، وتنقسم هذه المُثنّيات في اللغة العربي إلى مثنين اثنين هما كالآتي:

  • مُثنيات تلقينيّية: فالمثنّى التلقيني هو ذاك المثنى الذي إذا ما أُفرد لم يعطي أي فائدة في المعنى الذي اختصّ به في التثنية، ولا يصح إطلاقه في حالة الإفراد على أحد المسميين، مثل كلمة الثّقلان وهما الإنس والجن، أو كما مرَّ معنا الجديدان وهما الليل والنَّهار.
  • والمُثنّى التغليبي: وهو المثنى الذي يصحّ إطلاق مفرده على أحد المتغلب من المثنيين، ومن هذين المثنيين كلمة الأبوان أو القمران أو العُمران أو المغربان والكثير غيرهم، وتُعد المُثنّيات من المزايا التي تتفرد بها اللغة العربية، كما يُلاحظ أيضاً أن العرب كانت تُثنّي الأغلب والأقوى، فقالوا للوالدين: الأبوان وهما الأب والأم، كما أنّ العرب قد تُغلب الأخف في النّطق  على أحد المثنيين كالعُمرين وهما أبو بكر الصِّديق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، وفي بعض الأحيان يغلبون الأنثى في التّثنية مثل المروتان ويُقصد بهما الصّفا والمروة.[1]

شاهد أيضًا: مقال عن اهمية وجمال اللغة العربية قصير

من هما الجديدان

الجديدان هما الليل والنّهار ويُطلق على الليل والنّهار مصطلح الأجدّان، والجديدان اسم مثنى من الاسم جديد، وقد أُطلق هذا المصطلح على الليل والنّهار وذلك لأَنَّهما لا يَبليانِ أَبداً، ومن الثُّنائيات التي أُطلقت على الليل والنَّهار غير لفظ الجديدان، هي الحارسان والملوان والرِّدفان والحرسان، كما أنَّه أطلق على الليل والنَّهار اسم الأهرمان والجاران والأجدان، ولقد قالت الشّاعرة الخنساء:

إنَّ الجَدِيدَينِ مع طُولِ اختِلافِهما

لا يَفسُدانِ ولكن يَفسُدُ النّاسُ.[1]

على ماذا يطلق الأسودان

والأسودان هما التَّمر والماء، وقد أُطلق عليهما اسم الأسودين لكون التَّمر أسود اللون فغلبهما العرب بصفة واحدة وهي السواد في التَّمر، وقد ورد اسمهما في حديث أمِّ المؤمنين السَّيدة عائشة رضي الله عنها إذ قالت: “ابْنَ أُخْتي إنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إلى الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ، وما أُوقِدَتْ في أبْيَاتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَارٌ، فَقُلتُ يا خَالَةُما كانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْالأسْوَدَانِ: التَّمْرُ والمَاءُ”،[2][3]وقيل هما العقرب والحيّة كما قيل أنَّهما الحرَّة والليل.

ومن هنا وصلنا في نهاية مقال من هما الجديدان إلى أنَّه مصطلحٌ ثنائيٌّ يُطلق على الليل والنَّهار، وقد ذكرنا أنَّه ينتمي إلى باب الثُّنائيات الضِّدية وهو باب يظهر البلاغة في اللغة العربيَّة، ومن ثم أوردنا مصطلح الأسودان الذي يدلُّ على التَّمر والماء.

المراجع

  1. ^ marefa.org , قائمة المثنيات في اللغة العربية , 11-05-2021
  2. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 2567، صحيح
  3. ^ islamweb.net , الأسوادان ما هما ولماذا سميا بذلك , 11-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *