من هم الشيوعيين ومن هو مؤسس الأفكار الشيوعية

من هم الشيوعيين؟ نسمع جميعًا عن مصطلح الشيوعية أو الشيوعيين ولكن معظمنا يجهل المقصود بهذا المصطلح أو يعرف معلومات قليلة عنه وقد تكون هذه المعلومات أو جزء منها خاطئة، وفي هذا المقال سنتعرف بشكلٍ أوسع على المقصود بالشيوعية والشيوعين، كما سنتعرف على الفرق بين الشيوعية والرأسمالية.

من هم الشيوعيين؟

الشيوعية هي حركة أو عقيدة تدعو إلى نظام غير طبقي  تكون فيه وسائل الإنتاج مملوكة للجميع، بمعنى آخر تقييد الملكية الخاصة واستبدالها بالملكية الجماعية، والهدف من ذلك هو القضاء على الصراعات الطبقية الموجودة في المجتمع سواء الطبقات الاقتصادية أو الاجتماعية وبالتالي خلق مجتمع لا طبقي يتشارك به جميع فئات المجتمع دون استثناء أو تفضيل لأحد على آخر، ويُدعى أصحاب هذا الفكر أو الحركة بالشيوعيين[1][2].

شاهد أيضًا: من هو موسوليني ويكيبيديا السيرة الذاتية

من هو مؤسس الأفكار الشيوعية؟

ترتبط الشيوعية في أكثر الأحيان بأفكار الفيلسوف الألماني كارل ماركس الذي لقبه العالم ” بأبو الشيوعية” الذي كان يعتقد بأنّ الرأسمالية التي كانت تُركز على الملكية الخاصة والربح الفردي هي نظام غير عادل يؤدي إلى عدم المساواة بين المواطنين، لذلك سعى باستبدال هذا النظام بنظام لا طبقي هدفه الرئيسي تقاسم جميع المواطنين مزايا العمل والموارد وتتولى الحكومة مهمة السيطرة على جميع الثروات والممتلكات، وبهذا لن يستعلي أحد على الآخر وسيكون الجميع سواسية كأسنان المشط، وبهذا ستكون الشيوعية البوابة الرئيسية لسد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، كما سينتهي زمن استعباد العمال واستغلالهم، ويتحرر الفقراء من الظلم والاضطهاد الواقع عليهم من قبل الأغنياء.

ومع ذلك لم يكن الألماني كارل ماركس هو أول شخص في التاريخ أنشأ النظام الشيوعي، فقد سبقه أرسطو وأفلاطون في مناقشة الشيوعية في العصور القديمة، ولكن ماركس كان أول من طور هذا الفكر لعقيدة شعبية ليصبح فيما بعد نظام يمارسه المواطنين، ويعتقد ماركس أنّ الرأسمالية هي السبب في مشاكل المجتمع.

ويعود السبب في إنشاء ماركس للنظام الشيوعي هو الثورة الصناعية التي أدت لظهور المصانع والاعتماد على الآلات في الإنتاج مما أنتج ظروف عززت الاضطهاد، وبالتالي تطور الطبقة العاملة (البروليتاريا).

وباختصار فإنّ الثورة الصناعية أدت لامتلاك طبقة من الأثرياء للمصانع وهذا جعل الطبقة الفقيرة تطلب العمل في هذه المصانع، واستغل الأثرياء ومالكي المصانع حاجة الفقراء وفرضوا عليهم أعمالًا شاقة، لذلك كانت من أوليات ماركس تحرير الطبقة العاملة، وكانت فكرته إنشاء مدينة فاضلة وهي أرض يعمل بها الجميع كل شخص بقدر استطاعته وفي النهاية تتقاسم جميع فئات الشعب الثروة، مما يعني أنّ جميع سكان الدولة سيتنازلون عن ممتلكاتهم الخاصة للدولة لتصبح هي الوحيدة التي تسيطر على الاقتصاد[3].

شاهد أيضًا: من هو اليهودي الذي اسس مذهب الشيوعية من خمس حروف

الفرق بين الشيوعية والرأسمالية

الشيوعية والرأسمالية كلاهما شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي، في ما يلي سنتعرف على الفرق بينهما[4]:

• تبنى الشيوعية على مبدأ حقوق المجتمع، بينما تُبنى الرأسمالية على مبدأ الحقوق الفردية للمواطنين.
• تعارض الشيوعية فكرة تقسيم المجتمع لطبقات اجتماعية؛ لأنّ الشيوعية تسعى لتكوين مجتمع لا طبقي لا يوجد فيه فجوة بين الغني والفقير، على عكس الرأسمالية التي تُفضل التميز الطبقي وبذلك يتم تقسيم المجتمع لطبقتين طبقة رأسمالية وهي طبقة الأغنياء وطبقة عاملة وهي طبقة الفقراء، وبذلك نجد تمييز طبقي كبير بين الغني والفقير.
• في النظام الشيوعي تتدخل الحكومة بشكل كبير بالممتلكات، بينما في النظام الرأسمالي يكون تدخل الحكومة محدود.
• في النظام الشيوعي تُمنح ملكية وسائل الإنتاج كرأس المال والأرض للدولة، بينما في النظام الرأسمالي تُمنح ملكية وسائل الإنتاج للمواطنين.
• في النظام الشيوعي يتم توزيع الأرباح العائدة من الإقتصاد على جميع العاملين في المؤسسة، بينما في النظام الرأسمالي فإن الربح هو ملك خاص لمالك المؤسسة أو المشروع.
• في النظام الشيوعي نجد هناك منافسة منخفضة بين الشركات؛ لأن الحكومة هي من تتحكم في السوق، على عكس الرأسمالية الذي نجد به منافسة قوية جدًا بين الشركات المملوكة للأفراد.
• في النظام الشيوعي تكون الأفضلية للمجتمع لا للفرد، على عكس النظام الرأسمالي الذي يعتقد أن حرية الفرد هو أمر حيوي.
• في النظام الشيوعي توزع الثروة على المواطنين حسب احتياجات كل فرد، أما في الرأسمالية يجب أن يعمل كل فرد لنفسه لتحقيق ثروة خاصة به.
• تنتشر الاشتراكية في الدول الشرقية في العالم، بينما تنتشر الرأسمالية في الدول الغربية.

شاهد أيضًا: لماذا دعت الحكومة البريطانية الى قيام جامعة الدول العربية

من هم الشيوعيين؟، في نهاية مقالنا نتمنى أنّ تكون المعلومات التي قدمناها عن الشيوعية والشيوعيين مُفيدة، وبقي أنّ نقول بأن الشيوعية والرأسمالية يمثلان عملة لها وجهان الخير والشر في الرأسمالية توزيع الثروة غير متساو فيزيد الأغنياء ثراءًا ويزيد الفقراء فقرًا، وفي الشيوعية توزيع الثروة عادل لكنه لا يسمح للأشخاص بالملكية الخاصة.