نتائج معركة وادي الصفراء

نتائج معركة وادي الصفراء

ماذا كانت نتائج معركة وادي الصفراء ؟ حيث كانت معركة تخللها مواجهة أحد الجيوش العثمانية القوية بقيادة محمد علي باشا والي الدولة العثمانية على مصر لم يكن بالنسبة للسعوديين بالأمر السهل، فلا بد لهم من الاستعداد الجيد للمعركة ليحافظوا على البلاد، وميزة حماية الحرمين الشريفين.

نتائج معركة وادي الصفراء

انتهت معركة وادي الصفراء بانتصار الدولة السعودية الأولى وهزيمة جيش محمد علي باشا، فقد كانت معركة وادي الصفراء من أخطر المعارك التي خاضتها السعودية، وتكمن الخطورة في نوعية الاستعدادات الحربية، فقد واجهت دولة السعودية الأولى جيشًا قويًا لم تر مثله، فقد كان جيش محمد على باشا نظامي ومدرب، وكان قد خاض حربين وهي اجلاء الفرنسيين وحرب المماليك، فكان استعداد الجيش السعودي لمواجهتهم مبني على اختيار المكان المناسب للمعركة. [1]

وكان هذا النصر قد رفع من قيمة القائد العسكري للمعركة في الجانب السعودي وهو الأمير عبد الله بن سعود، فاقتنع والده بأنه يصلح لحكم الدولة من بعده ليكون ولي العهد والحاكم المستقبلي للسعودية. وكان للنصر مجموعة من الأسباب التي ساعدت عليه، أذكرها فيما يأتي: [1]

  • مساندة قبائل الحجاز خاصة عناصر من قبيلتي حرب وجهينة، فقد كانتا من أهل المنطقة وأدرى بشعابها.
  • فرض أسلوب القتال من العدو، فقد بنى السعوديون استراتيجيتهم على خطة حربية تعتمد على استدراج الجيش العثماني.
  • سرعة الحركة والقدرة على تضليل الخصوم، وبناء المتارس على الجبال.
  • وحدة الهدف، فالمبادئ الدينية عند السعوديين كانت ترتكز على العقيدة السلفية التي تنص على أن الجهاد واجب، فقد كان الوازع الديني باعثًا كبيرا على النصر.

اسباب معركة وادي الصفراء

تعددت أسباب معركة وادي الصفراء بين أسباب دينية وأخرى سياسية واقتصادية، ونفصل قليلًا في هذه الأسباب كما يأتي: [1]

أسباب دينية

وصلت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدولة العثمانية خلال وقت قصير، لذلك كان الاتصال الأول مع السعوديين عن طريق ولاة الحجاز عام 1771م، وقد انتقلت لهم أخبار الدعوة عن طريق التجار والحجاج النجديين، وعندما وصلت أخبار الدعوة الوهابية إلى أشراف مكة أرادو التعرف إليها، فطلبوا منه أن يرسل لهم فقيهًا ليناظر علماء مكة، وقد نالوا التبجيل بعد هذه المناظرة، ولكن عند تعيين الشريف غالب على الحجاز، استأذن أهل نجد من الشريف غالب لأداء فريضة الحج فمنعهم من ذلك وهددهم، وذلك بعد أن أقنعه له علماء مكة أن هؤلاء يرغبون بإزالة دينه ودين أبائه. [2]

وبالنهاية فإن المفاوضات بين السعوديين والأشراف باءت بالفشل في الحجاز ولم تجعلهم يتقبلون الدعوة السلفية ولا السماح للنجديين بالحج. ومع انتشار البدع والطرق الصوفية مع قدوم الحجاج الذي يعتبرها السعوديون من الأمور المخالفة التي يحاربونها، طلب الامام سعود بن عبد العزيز من الخليفة العثماني، إعادة المحمل الذي تصاحبه الطبول والمزامير لمخالفتها مقاصد الحج فاعتبرها السلطان العثماني إهانة. فأمر بإرسال حملات عسكرية من مصر إلى الحجاز. [2]

أسباب سياسية

شعرت الدولىة العثمانية بخطورة السعودية كدولة، وذلك بعد نجاحها في دخول الحجاز، وخروج الحرمين الشريفين من يد العثمانيين، فأدى ذلك إلى شعورها بفقد الزعامة التي تتمتع بها، في وقت كانت تعاني فيه الدولة العثمانية من مشاكل داخلية وتسعى للتغلب عليها وتقوية الصلات مع العالم الاسلامي، فاتجهت الدولة العثمانية لمحاربة الدولة السعودية، عن طريق واليها في مصر محمد علي باشا، الذي سافر إلى الحجاز وقاوم جيش السعوديين. [2]

كما اتهمت الدولة العثمانية السعوديين بالكفر وخروجهم عن طاعة ولي الأمر، ومن ناحية أخرى فقد نظر محمد علي باشا إلى الموضوع على أنه طريقة لتمكين نفسه وتوسيع نفوذه من خلال ضم الحجاز اليها، وبنفس الوقت ينال شرف كونه حامي الحرمين الشريفين. [2]

اسباب اقتصادية

حين تولى محمد علي باشا الولاية على مصر، كان الجند الأتراك يحدثون شغبًا أثر بشكل كبير على الحياة العامة في مصر، فطلب محمد علي باشا من الأعيان أن يدفعوا للجنود مرتباتهم المتأخرة حتى يخرجوا من البلاد، وقد كانت خزينة مصر خاوية فأراد فرض ضريبة ليتمكن من اخراج الجنود من مصر فرضوا بذلك الاقتراح، كما أن وجود الحملة الفرنسية لعدة سنين خلال حربها مع المماليك كانت قد استنزفت خيرات البلاد. [2]

وفي نفس الوقت فإن الحجاز تعتبر مطمعًا للكثير، وذلك يعود لوجود ميناء جدة التجاري فيها والذي يعد بوابة شبه الجزيرة العربية، كما أن جمارك الحج لها أثر كبير كمورد اقتصادي يدعم ويرفد الأقتصاد في مصر، وكان محمد على باشا يعرف بأمور التجارة ويعمل بها. [2]

موقع معركة وادي الصفراء

وادي الصفراء هو أحد الأودية الكبيرة في المملكة العربية السعودية، وهذا الوادي ينتمي إلى سلسلة جبال السروات باتجاه الغرب، ويبلغ طول الوادي أكثر من 120 كيلو تقريبًا، وتبدأ منابع الوادي غرب مركز الفريش 2 كم مربع تقريبًا في البحر الأحمر مرورًا في بدر. [3]

ويمتاز وادي الصفراء بطبيعة جغرافية تجعل منه منطقة عسكرية استراتيجية لأي جيش عسكري بسيط، حيث إن هذه الارتفاعات الشاهقة تجعل من الموقع محصنًا، وفيه دفاعات عسكرية ممتازة، فهو واد ضيق بين مجموعة جبال شامخة في أغلب نواحيه، وهذه الجبال من الصعب تسلقها، وهي تمتد مكونة سلسلة مزدوجة داخلها سهل من الرمل، ويمتاز السهل بأنه متعرج وشديد الانحدار، مما يعيق سير الجيوش القادمة. [3]

ذكرنا فيما سبق نتائج معركة وادي الصفراء، وأنها انتهت بنصر جيش الدولة السعودية على الجيش العثماني، وذلك على الرغم مما واجهته السعودية من صعوبات، كما أن موقع وادي الصفراء كان له أثر كبير في هذا النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *