هل الحرية الفكرية مطلقة

هل الحرية الفكرية مطلقة

هل الحرية الفكرية مطلقة أم مقيدة؟ فمنذ قديم الأزل اهتم كافة المفكرين بالحرية الفكرية وحدودها ويرجع ذلك لكون الحرية الفكرية تحدد حقوق البشر وواجباتهم، فعلى أساس حدود الحرية الفكرية أو إطلاقها توضع القوانين التي تجرم انتقاد أفكار معينة أو أشخاص معينين ويتوجب على المواطنين احترام هذه القوانين لكيلا يتعرضوا للملاحقة القانونية.

هل الحرية الفكرية مطلقة

نعم الحرية الفكرية مطلقة في أي مجتمع من المجتمعات البشرية سواء أكانت هذه الحرية حرية فكرية أم حرية تصرف، ويرجع ذلك لكون الحرية الإنسانية تتحدد على أساس مصالح الإنسان وعقله وإمكانياته وما قد يكون حرية عند البعض قد لا يكون كذلك عند الأخرين، فحدود الحرية سواء أكانت حرية تصرف أم حرية فكرية يضعها كل مجتمع على أساس ثقافته ودينه.

الحرية الفكرية في المفهوم الإسلامي والقانوني

تختلف الحرية الفكرية في المفهوم الإسلامي عن الحرية الفكرية في المفهوم القانوني على النحو التالي:

  • في المفهوم الإسلامي الحرية الفكرية هي ما ميز الله تعالى البشر به عن الحيوانات أي قدرتهم على التفكير واعتناق الأفكار التي يرونها صحيحة من غير قسر ولا إكراه ولكن ضمن حدود معينة، فالنظام الإسلامي يضع حدود للحرية الفكرية للأفراد هي ألا ينشروا الفساد في المجتمع ولا يدعوا إلى الكفر ولا يحلوا ما أحل الله أو يحرموا ما أحلة.
  • في المفهوم القانوني وطبقًا للمادة الرابعة من إعلان حقوق الإنسان الحرية الفكرية هي قدرة الإنسان على التصريح بأي فكرة أو معتقد يعتقد به طالما أنه لا يضر بالآخرين، فالحرية في النظام القانوني الحالي تقوم على أساس واحد فقط هو عدم الإضرار بالأخرين لا غير أما فيما عدا ذلك من حق أي إنسان أن يستخدم حريته الفكرية في اعتناق من يشاء من أفكار ونشرها.

شاهد أيضًا: بحث عن التفكير الناقد .. مهارات ومعايير التفكير الناقد

الأدلة على احترام الدين الإسلامي للحرية الفكرية

قام الدين الإسلامي باحترام الحرية الفكرية العلمية والسياسية والدينية وحث عليها في الكثير من الآيات والأحاديث على النحو التالي:

  • الحرية الفكرية العلمية: حث الإسلام على نشر الحرية الفكرية العلمية بين أفراد المجتمع والدليل على ذلك قوله تعالى “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت” حيث أن الله تعالى قد حث البشر في هذه الآية على التدبر في أمر العالم والمخلوقات من حولهم والتفكير فيها وفي كيفية خلقها.
  • الحرية الفكرية الدينية: بين الله تعالى في كتابه الكريم أن الإنسان لكي يؤمن بالدين ينبغي عليه أن يؤمن به عن اقتناع لأن الله سيسأله عن دينه يوم القيامة، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الزخرف موبخًا الذين لا يتفكرون في دينهم “بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مهتدون، وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون” فالله عز وجل في هذه الآيات يبين أن عدم التفكر في الدين والإيمان به لأنه موروث من الآباء يعد أحد طباع الكافرين والخالدين في جهنم.
  • والحرية الفكرية السياسية: فقد طبق النبي أوضح الأمثلة للحرية السياسية حيث كان يستشير أصحابه في كل صغيرة وكبيرة من مسائل الدولة الإسلامية حتى قال عنه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه “ما رأيت أحدًا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله” وقد كان النبي يفعل ذلك استجابة لأمر الله تعالى حين قال في كتابه الكريم “فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر”

وفي النهاية نكون قد عرفنا هل الحرية الفكرية مطلقة أم لا فالحرية الفكرية هي أساس تقدم أي مجتمع لكن هذه الحرية يجب أن تكون مقيدة بأن تكون فيما يصلح المجتمع ويعمل على تقدمه بما لا يضر بحقوق الأخرين ولا حريتهم الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *