يعتبر التذكر أدنى مستويات التفكير صح أم خطأ حيث أن التذكر هو قدرة العقل على استرجاع ما قام بحفظه في السابق من أفكار ومشاعر ومواقف وعلوم وأماكن وأشخاص وعلاقات اجتماعية، وهو أحد أهم وظائف المخ ويرجع ذلك لكون إنسان بلا ماض هو إنسان بلا مستقبل وعاجز عن ممارسة حياته الاجتماعية بصورة طبيعية ومعرفة حقوقه وواجباته تجاه الأشخاص والأشياء لعدم قدرته على معرفة صلتهم به.
يعتبر التذكر أدنى مستويات التفكير
يعد التذكر أدنى مستويات التفكير فعلًا، العبارة صحيحة، ويرجع ذلك إلى كون التذكر سمة عامة عند معظم الكائنات سواء أكانت هذه الكائنات هي البشر أم الحيوانات أم حتى الحشرات فالجميع يملكون القدرة على التذكر، بينما يتميز البشر عن باقي المخلوقات بمستويات تفكير أعلى مثل القدرة على الفهم والتحليل والاستيعاب والابتكار.
أنواع التذكر
توجد ثلاثة أنواع للتذكر هي كالتالي:
- التذكر الحر: ويعني تذكر الأشياء بصورة عشوائية غير مرتبة، وغالبًا ما يكون التذكر في التذكر الحر يبدأ من المعلومات والأحداث الأقرب ثم الأبعد لأن الوقائع الحديثة تكون أقرب إلى الذاكرة.
- والتذكر الملقن: وهو الذي يستخدم في الاختبارات والامتحانات حيث يقوم الفرد في هذا النوع من أنواع التذكر بتذكر ما قام بحفظه والمراجعة عليه سابقًا حين يتم سؤاله عنه، ويتذكر الفرد في هذه الحالة كل ما ذاكره بنفس الجودة طالما أنه قد ذاكره بنفس الاهتمام.
- التذكر المتسلسل: ويعني القدرة على تذكر الأحداث حسب ترتيب وقوعها وتذكر الأفكار بترتيبها الصحيح، عادة ما يستخدم هذا النوع من أنواع التذكر في كافة مناحي الحياة التي يعيشها الفرد حيث يستخدم البشر قدرتهم على التذكر المتسلسل لترتيب الكلمات والأحداث اليومية داخل العقل، كما يستخدم بشكل بسيط في عمليات التفكير المنطقي.
شاهد أيضًا: من مستويات التفكير المركب القدرة على
العوامل المؤثرة على التذكر
توجد خمس عوامل أساسية تؤثر على قدرة الإنسان على التذكر وهذه العوامل هي:
- عامل الانتباه: يؤثر الانتباه على عملية التذكر بشكل كبير حيث أن الفرد إذا حاول تذكر موقف أو حدث أو جملة لم يكن يصغي إليها بالتركيز الكافي سيواجه صعوبة شديدة في تذكرها أو قد لا يستطيع فعل ذلك على الإطلاق لأن عدم انتباهه قد أثر على قدرته على تذكر الأحداث، كما أن الانتباه للمشاعر أكثر من المواقف قد يؤدي إلى أن يتذكر الشخص الموقف الذي يرغب في تذكره بشكل عاطفي خاطئ حيث يميل العقل لتضخيم المواقف الخاصة بالعواطف سواء أكانت إيجابية أو سلبية وإعطائها أكبر من حجمها.
- وعامل الدافع: يعد الدافع هو أحد أكثر العوامل التي تساعد الإنسان على فعل ما يريده ومن ذلك التذكر فإذا كان الشخص لديه دافع قوي لتذكر أمر ما فسيستطيع تذكره ولو بشكل مشوش.
- عامل السياق: يتأثر الإنسان بالسياق الذي يحاول التذكر فيه، فإذا كان سياق وقوع الحدث وسياق محاولة التذكر متشابهان قد يساعد ذلك الشخص الراغب في تذكر الحدث على تذكره بشكل أسرع.
- عامل التشوش: إذا قام الشخص بحفظ معلومات متتالية دون فاصل بينهم للتدرب على كل معلومة على حدة أو إذا مر بمواقف متتابعة مفاجئة بلا هدنه قد يتشوش عقلة بسبب خروج المعلومات أو المواقف من الذاكرة قصيرة الأمد وعدم إرسالها إلى الذاكرة طويلة الأمد بسبب المفاجئة مما قد يؤدي إلى عدم استطاعة الشخص تذكر هذه المعلومات أو المواقف أو تذكرها بشكل مشوش.
- وعامل الحالة: تؤثر حالة الشخص في قدرته على استرجاع المواقف والمعلومات حيث أن الشخص إذا حاول استرجاع المعلومات في حالة شبيهة للتي تلقاها فيها عندها يستطيع بسهولة أن يسترجعها بخلاف ما إذا حاول استرجاعها في حالة مختلفة فستكون عملية التذكر أكثر صعوبة.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه يعتبر التذكر أدنى مستويات التفكير حيث أن القدرة على التذكر بالرغم من أنها أدنى درجات التفكير إلا أنها نعمة كبيرة من نعم الله على الإنسان حيث أنه بدون ذاكرة لا يستطيع التعلم ولا يعرف له بيت ولا أهل ولا مال فيكون كالحيوانات أو أقل منهم.
