يقول ابن القيم عن المطر

يقول ابن القيم عن المطر

يقول ابن القيم عن المطر ، حيث يعتبر المطر نعمةً من نعم الله سبحانه وتعالى التي أنعمها علينا، وهو حالةٌ فلكية لا يزال العلم يدرسها ويحللها حتى الآن، وألف العلماء حولها الكثير من الكتب، كما كتب الأدباء والشعراء عن المطر أجمل الكلام، وفي هذا المقال سنبين لكم بعضًا مما قاله ابن القيم رحمه الله عن المطر.

يقول ابن القيم عن المطر

يقول ابن القيم عن المطر: “فيرشُّ السَّحاب على الأرض رشًّا، ويرسلُه قطرات منفصلة، لا تَختلط قطرةٌ منها بأخرى، لا يتقدَّم متأخِّرُها ولا يتأخَّر متقدِّمها، ولا تدرِك القطرة صاحبتَها فتمتزج بها، بل تنزِل كلُّ واحدة في الطريق الذي رسم لها لا تعدِل عنه، حتَّى تصيب الأرضَ قطرة قطرة، قد عُيِّنت كل قطرة منها لجزءٍ من الأرْض لا تتعدَّاه إلى غيره، فلوِ اجتمع الخلْقُ كلُّهم على أن يَخلقوا قطرةً واحدة، أو يُحصوا عدد القطر في لحظة واحدة، لعجزوا عنْه، فتأمَّل كيف يسوقُه -سبحانه- رزقًا للعباد والدَّوابِّ والطَّير والذَّرِّ والنَّمل، يسوقه رزقًا للحيوان الفلاني، في الأرْض الفلانية، بِجانب الجبل الفلاني، فيصِل إليْه على شدَّة الحاجة والعطش”.

ويقول أيضًا: “تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الأرض من علو ليعم بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما أتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد، فاقتضت حكمته أن سقاها من فوقها فينشئ سبحانه السحاب وهي روايا الأرض ثم يرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الأنثى”. [1]

شاهد أيضًا: اسباب عدم نزول المطر

نبذة عن ابن القيم

اسمه شمس الدين محمد بن أبي بكر، ويُكنّى بأبي عبدالله والمشهور بإبن قيم الجوزية، وهو ابن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي، وأما قيم الجوزية فهو والده، ويُقال له قيمًا؛ لأنه كان قيمًا لمدة من الزمن على المدرسة الجوزية بدمشق في منطقة البزورية التي كانت تُسمى قديمًا بسوق القمح، وقد اشتهر أبناءه وأحفاده من بعده بهذا الاسم، وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية، وتتلمذ ابن القيم على يد كوكبة من أهل الفضل والعلم، فنهل من معارفهم، وتأثر بهم، وأخذ من علومهم، ومن شيوخه: عيسى المطعِّم، وابن عبد الدائم. [2]

حكم وعبر عن المطر

نزول المطر من السماء فيه الكثير من العبر والحكم التي يرسلها الله تعالى لعباده مع هذه النعمة العظيمة، وفيما يأتي بعض من هذه الحكم: [3]

  • المطر نعمة عظيمة من الله تعالى يُغيث بها عباده في الأرض، فيصف المطر بالبركة والنعمة في قوله: “وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد”.
  • المطر ماء طاهرٌ مطهر، وهو سبيل الحياة للكائنات في هذه الأرض، وأحيانًا يصفه سبحانه وتعالى بالطهر، في قوله: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا”.
  • المطر رحمة يُنزلها الله عز وجل من السماء، فقال -سبحانه- في ذلك: “فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
  • من أسباب الرزق في هذه الحياة هو المطر، فقد قال تعالى: “وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ”.
  • المطر سبب من أسباب الحياة الرئيسية، وقال ابن القيم يصف عجائب قدرة الله عز وجل في إنزال المطر: “فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقًا للعباد والدواب والطير والذر والنمل، يسوقه رزقًا للحيوان الفلاني في الأرض الفلانية بجانب الجبل الفلاني، فيصل إليه على شدة الحاجة والعطش”.

شاهد أيضًا: الملك الموكل بالمطر

عبارات عن المطر

أجمل العبارات التي تُقال تلك التي تتحدث عن المطر، فتكون نقيةً كنقائه، وفيما يأتي عبارات جميلة عن المطر:

  • ما أجمل المطر عندما ينزل من السماء ويتساقط على الأرض ليعطينا الحياة، ويمنحنا أملًا جديدًا ورؤية للمستقبل من خلال التأمل في أسباب هطوله.
  • إن صوت المطر وهو يتساقط على الأرض أو على الزجاج ينسج سيمفونيةً جميلة يعجز عنها أشهر العازفين في هذا العالم، بل إن سيمفونية المطر هي من وحي الخيال.
  • رائحة الأرض عندما ينزل المطر أجمل من رائحة العطور، حيث تُشعرنا بإحساس جميل، وطاقة مضاعفة، واندفاع كبير نحو الغد والحياة.
  • رؤية حبات المطر وهي تتساقط كفيلٌ بأن يُطهر العين والنظر من كافة الشوائب والملوثات التي يراها الإنسان طيلة حياته.
  • أثناء تساقط المطر تُعطينا رؤية الشعاب المرجانية مع صوت هدير الأودية متعةً وسعادة، وابتهاجًا من القلب، فالحمد لله على نعمة المطر.

قصيدة عن المطر

يُعطي المطر وأجواءه الشعراء دافعًا نحو نسج الشعر الجميل، حيث يرى الشاعر أنّ المطر هو الحالة الطقسية المناسبة لسيتذكر محبوبته، أو ليمشي بصحبتها تحت قطرات المطر المتساقطة، كما تُساعد الألفاظ المعجمية المتعلقة بالمطر الشاعر على كتابة شعر عميق يليق بالمطر، ومن أفضل من الشاعر السوري نزار قباني ليتحدث عن حالته أثناء تساقط المطر، فيقول في ذلك:

عاد المطرُ، يا حبيبةَ المطرْ
كالمجنون أخرج إلى الشّرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون، أتركه يبلل وجهي وثيابي
ويحوّلني إلى إسفنجة بحريّة
المطر يعني عودة الضّباب
والقراميد المُبلّلة، والمواعيد المُبلّلة
يعني عودتك وعودة الشّعر
أيلول يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصّيف كانت يدكِ مسافرة
أيلول يعني عودةَ فمك، وشَعْرك ومعاطفك
قفّازاتك وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسّيفْ
المطر يتساقط كأغنية مُتوحّشة

شاهد أيضًا: ماذا نقول عند نزول المطر

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ماذا يقول ابن القيم عن المطر، حيث يصف المطر بكل حالاته، ويتحدث عن عجائب قدرة الله عز وجل من خلال المطر، كما قدمنا لكم عِبرًا عن المطر.

المراجع

  1. ^ alukah.net , نعمة الأمطار , 02/01/2022
  2. ^ m.marefa.org , ابن قيم الجوزية , 02/01/2022
  3. ^ alukah.net , عبر من نعمة المطر , 02/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *