أين تقع ميانمار على الخريطة

أين تقع ميانمار على الخريطة
أين تقع ميانمار على الخريطة

أين تقع ميانمار على الخريطة هو سؤال من الأسئلة التي لا بدّ لنا من الإجابة عنها، لما نسمعه من تقارير عن هذه الدولة التي كثيراً ما ذُكرت في النشرات الإخباريّة، المحليّة والعالميّة، بسبب ظروفها المضطربة التي تعاني منها على مدى عقود، بالرغم من أنّها ذات حضارة عريقة، كما تمتلك مقوّمات جغرافيّة أخّاذة.

أين تقع ميانمار على الخريطة

تقع ميانمار على الخريطة في قارّة آسيا، [1] وتحديداً في القسم الجنوبيّ منها، وتُعرف باسم بورما أيضاً، يحدّها من الجهة الشماليّة الغربيّة كلّ من بنغلادش والهند، ومن الجهة الشماليّة الشرقيّة الصين، ومن الجهة الشرقيّة والجنوبية الشرقيّة كلّ من لاوس وتايلاند، أمّا من الجهة الجنوبيّة والجنوبيّة الغربيّة فيحدها بحر أنداما وخليج البنغال، وتعدّ ميانمار أكبر دولة في البرّ الرئيسيّ لجنوب شرق آسيا وتتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين، وهي عاشر أكبر دولة في آسيا من حيث المساحة، والتي تبلغ حوالي678500 كيلو متراً مربعاً (262000 ميل مربع)، ولديها 1930 كم (1200 ميل) من الساحل المتاخم على طول خليج البنغال، وتقع بين خطي عرض 9° و 29° شمالاً وخطي طول 92° و 102° شرقاً. عاصمتها نايبيداو،  وأكبر مدنها هي يانغون (رانغون)، وعدد السكّان فيها و-بحسب آخر إحصائيّة لعام 2017 م – يقدّر بحوالي 54 مليون نسمة. [2]

جغرافية ميانمار

تبلغ أعلى نقطة ارتفاع في ميانمار 5881 متراً (19295 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، ويوجد فيها العديد من السلاسل الجبليّة، مثل Rakhine Yoma و Bago Yoma وShan Hills  و Tenasserim Hills داخل أراضي ميانمار، وكلّها تمتد من الشمال إلى الجنوب من جبال الهيمالايا. تقسم سلاسل الجبال في ميانمار أنظمة الأنهار الثلاثة، وهي نهر إيراوادي وسالوين (تانلوين) وسيتاونج، ويعدّ نهر إيراوادي أطول نهر في البلاد حيث يبلغ طوله 2170 كيلومتراً (1،348 ميل)، يتدفّق إلى خليج مارتابان. كما توجد سهول خصبة في الوديان واقعة بين السلاسل الجبليّة، ويعيش غالبيّة سكان ميانمار في وادي إيراوادي، الذي يقع بين راخين يوما وهضبة شان. [2]

مناخ ميانمار

يقع جزء كبير من البلاد بين مدار السرطان وخط الاستواء، في منطقة الرياح الموسميّة في آسيا، حيث تتلقّى مناطقها الساحليّة أكثر من 5000 ملم من الأمطار سنوياً، إذ يبلغ معدّل هطول الأمطار السنويّ في منطقة الدلتا حوالي 2500 ملم (98.4 بوصة)، في حين أن متوسّط هطول الأمطار السنويّ في المنطقة الجافّة في وسط ميانمار أقل من 1000 ملم، وتُعرف المناطق الشماليّة فيها بأنّها الأكثر برودة، حيث يبلغ متوسّط درجات الحرارة 21 درجة مئويّة، أمّا المناطق الساحليّة والدلتا فتبلغ 32 درجة مئويّة. [3]

التنوع البيولوجي في ميانمار

تشتهر ميانمار بتنوّعها البيولوجي، ولا بدّ من المعلومات عنه لأهميّتها: [2] [3]

  • يوجد فيها أكثر من 16000 نوع من النبات، و314 من الثدييات، و1131 من الطيور، و293 من الزواحف، و139 من البرمائيات، و64 نظاماً بيئيّاً بريّاً، بما في ذلك الغطاء النباتي المداري وشبه المداري، والأراضي الرطبة التي تغمرها المياه موسميّاً، وأنظمة السواحل والمدّ والجزر، والنظم الإيكولوجيّة لجبال الألب.
  • تضم ميانمار بعضاً من أكبر النُظم البيئيّة الطبيعيّة في جنوب شرق آسيا، لكن النظم البيئيّة المتبقيّة مهدّدة بسبب الاستغلال للأراضي الخضراء لصالح بناء المنشآت الإسمنتيّة، ووفقاً للقائمة الحمراء لفئات ومعايير IUCN للنظم البيئيّة، تمّ تحويل أكثر من ثلث مساحة أراضي ميانمار إلى أنظمة إيكولوجيّة بشريّة المنشأ وذلك على مدار القرنين أو الثلاثة قرون الماضية، فحوالي نصف أنظمتها البيئيّة مهدّدة.
  • في مؤشر الأداء البيئيّ العالمي (EPI) حصلت على تصنيف احتلت خلاله المرتبة 153 من أصل 180 دولة في عام 2016 من بين قائمة الأمكنة الأسوأ بيئياً في بلدان جنوب آسيا.
  • وهذا يفرض أن تواجه عدداً من التحديات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصادية وتحديات السياسة الخارجية للدولة، حيث كان لدى البلاد مؤشّر سلامة المناظر الطبيعية للغابات لعام 2019 وهو متوسط الدرجات 7.18 / 10، مما جعلها تحتل المرتبة 49 عالميّاً من بين 172 دولة.
  • وقد ساهم النموّ الاقتصادي البطيء في ميانمار في الحفاظ على الكثير من طبيعتها البكر وأنظمتها البيئيّة.
  • تغطي الغابات فيها- بما في ذلك النموّ النباتيّ الاستوائيّ الكثيف كما في خشب الساج الثمين في ميانمار السفلى – أكثر من 49 ٪ من أراضي البلاد، بما في ذلك مناطق غابات الأكاسيا والخيزران والماغنوليا تشامباكا. حديثاً تمّ إدخال زراعة جوز الهند ونخيل التنبول والمطاط. وفي المرتفعات الشماليّة، يغطّي البلوط والصنوبر جزءاً كبيراً من الأراضي.
  • منذ أن دخل حيّز التنفيذ القانون الجديد الذي يمنع قطع الأشجار من الغابات عام 1995، عادت المساحات الخضراء الشاسعة بالظهور وعادت معها موائل الحياة البريّة بكافة أطرها.
  • تدعم الأراضي الواقعة على طول السّاحل جميع أنواع الفاكهة الاستوائيّة وكانت في السّابق مليئة بأشجار المانغروف. أمّا في وسط ميانمار حيث المنطقة الأكثر جفافاً في البلاد، فإنّ الغطاء النباتي فيها متعثّر النمو.
  • أمّا الحيوانات فتعيش فيها النمور، ووحيد القرن، وجاموس الماء البريّ، والفهد، والخنازير البريّة، والغزلان، والظباء، والفيلة، والتي يجري ترويضها أو تربيتها في الأسر لاستخدامها كحيوانات تساعد في العمل.
  • وفرة الطيور ظاهرة جديرة بالملاحظة في ميانمار، حيث يوجد فيها أكثر من 800 نوع، بما في ذلك الببغاوات، الطاووس، طائر الأدغال الأحمر، طيور الحائك، الغربان، مالك الحزين، البومة وغيرها الكثير من الأنواع.
  • ومن بين أنواع الزواحف هناك تعيش التماسيح، وثعابين الكوبرا والثعابين البورميّة والسلاحف.
  • كما يوجد مئات الأنواع من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة على نطاقات واسعة وبكميّات وفيرة، وهي من المصادر الغذائيّة المهمةجداً التي يعتمد عليها السكان في ميانمار.

السياحة في ميانمار

يعدّ قطاع السياحة في ميانمار ضعيف جدّاً وفي مستوياته الدنيا، حيث تضع الدولة ضرائب على الخدمات السياحيّة المتعلّقة بالقطاع الخاص، إلّا أنّه لا بدّ من ذكر بعض المعلومات عن السياحة فيها: [3]

  • أهمّ الوجهات السياحيّة والأكثر شعبيّة في البلاد: هي المدن الكُبرى، مثل يانغون وماندالاي؛ المواقع الدينية في ولاية مون وبيندايا وباغو وهبا آن؛ ومسارات الطبيعة كما في بحيرة Inle ،Kengtung ، Putao ، Pyin Oo Lwin ؛ والمدن القديمة مثل باغان ومراك يو؛ وكذلك شواطئ نجابالي، نجوي ساونج، ميرغي.
  • إنّ جزءاً كبيراً من البلاد محظور على السيّاح، والتفاعل ضعيف بين الأجانب وشعب ميانمار، لا سيما في المناطق الحدوديّة، التي تخضع لرقابة صارمة . وفي عام 2001 أصدر مجلس ترويج السياحة في ميانمار أمراً للمسؤولين المحليّين يقضي بحماية السياح والحدّ من “الاتصال غير الضروري” بين الأجانب والمواطنين البورميّين العاديّين، تحت طائلة العقوبة والسجن.
  • الطريقة الأكثر شيوعاً وأماناً في السفر إلى ميانمار عن طريق الطيران الجويّ، وباقي الطرق المؤدّية للدخول إلى أراضيها تمثّل مشكلة حقيقيّة، حيث لا يوجد فيها خدمات النقل كالحافلات أو قطارات تربط ميانمار بدولة أُخرى، ولا يمكن السّفر بالسيارة أو الدراجة الناريّة عبر الحدود، وإنّما يجب قطعها سيراً على الأقدام، ولا يوجد فيها طريق بحري أو نهري، وفيها معابر حدوديّة قليلة مخصّصة فقط لعبور المركبات الخاصة.

معلومات عامة عن ميانمار بورما

تتنوّع الثقافات في ميانمار، بالإضافة إلى الثّقافات الأصليّة فيها كالبوذيّة والبامار الذين هم سكّان البلاد الأصليّين في المنطقة الجنوبيّة، إلاَّ أنّها تأثّرت أيضاً بثقافات الدول المجاورة، والتي تجلّت في كلّ مفاصل المجتمع كلغتها ومأكولاتها وموسيقاها ورقصاتها ومسرحها: [2] [3]

  • يشتهر فيها الرقص البورميّ، المسمى بـ(ياما زاتداو) وهو الملحمة الوطنيّة في البلاد، مقتبسة من رامايانا الهنديّة، وقد تأثرّت بشكلٍ كبير بالنسخة التايلانديّة والهنديّة في الفنون المسرحيّة.
  • الدير، وهو مركز الحياة الثقافيّة، حيث يتمّ تبجيل الرهبان ودعمهم من قبل الناس، ومراسم شينبيو هي أهم أحداث سن الرشد للذكور، يدخل خلالها الدير لفترة قصيرة، يتمّ تشجيع جميع الأطفال الذكور في العائلات البوذيّة على أن يكونوا مبتدئين (مبتدئين في البوذية) قبل سن العشرين، وأن يصبحوا رهباناً بعد سن العشرين، وأمّا الفتيات فيخضعن لطقوس ثقب الأذنين ووضع الحلقات المعدنيّة الدائريّة كبيرة الأحجام.
  • تتجلى الثقافة البورميّة بشكل أكثر وضوحاً في معظم القُرى حيث تُقام المهرجانات المحليّة على مدار العام، وأهمها مهرجان الباغودا، ومهرجان السنة البورميّة ثينجيان.
  • أمّا بالنسبة للمطبخ البورمي، فيتميّز باستخدام مكثّف لمنتجات الأسماك، مثل صلصة السمك (المأكولات البحريّة المخمّرة)، والجمبري المجفف. والموهينجا هو طبق الإفطار التقليدي الوطنيّ في البلاد.
  • أمّا في الرياضة، فالرجال يلعبون chinlone واحدة من فنون الدفاع عن النفس، وهي من الرياضات الوطنيّة التقليديّة في ميانمار، وكرة القدم المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
  • تحظى مفاهيم الفنّ التقليديّ البورميّ بشعبيّة واحترام من قبل الشعب، وقد تطوّر الفن المعاصر بسرعة كبيرة، ويتمتّع الفنانون الذين ولدوا بعد الثمانينيات بفرص أكبر لممارسة الفن خارج البلاد.
  • بسبب المناخ السياسيّ في ميانمار، لا توجد الكثير من المؤسّسات الإعلاميّة، ومعظمها مملوكة من قبل القطاع الخاص، وتخضع لرقابة صارمة.
  • معظم الأفلام المُنتجة في الوقت الحاضر هي أفلام كوميديّة، وبعضها الآخر عبارة عن أفلام بتقنية التصوير المنزلي نظراً لانخفاض التكلفة.

لكلّ مهتمٍّ بمواقع البلدان، ولكلّ مَن يسأل أين تقع ميانمار على الخريطة، لابدّ له من أن يقرأ هذا المقال التعريفيّ، إذ سيبدو للسائل أنّه يقرأ الخريطة مكتوبة وليست مصوّرة، عن هذه البقعة من العالم التي كانت إلى وقت قصير منسية خارج نطاق دائرة الضوء والإعلام.

المراجع

[1]openstreetmap.orgصلة: بورما (50371)2/ 2/ 2021
[2]britannica.comMyanmar2/ 2/ 2021
[3]nationsonline.orgMyanmar - Burma2/ 2/ 2021