هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد

هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد
هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد

هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد، هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من الإجابة عنها، فبعد التطور الذي حصل في أسليب التعليم وامتحاناتها، أصبح الغش في هذه الامتحانات والاختبارات أسهل، وأصبح متاحًا بشكلٍ أكبر، لذلك لا بدّ من معرفة الحكم الشرعيّ في هذا الأمر، فمن المعروف عن ديننا الإسلامي أنّه دين أمانة وأخلاق، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على حكم الغش في الاختبارات عن بعد.

الغش

الأمانة هي من واجبات المسلمين من ذكور وإناث في كل الأعمال من أفعال أو أقوال، فإذا ما ذهبت عنهم الأمانة حضرهم الغش، والغش في اللغة هو نقيض الأمانة، والشّيء المغشوش هو الشّيء المكدّر الّذي لا نقاء فيه ولا صفاء، وللغش العديد من الأنواع وجميعها بلا استثناء تعود بالضرر على المجتمع وأفراده، ومنها الغش في البيع والشّراء وذلك عن طريق إخفاء عيبٍ بالسّلعة أو البخس في ثمنها أو التّطفيف في مكيالها، كما هناك غش في العمل، والذي يقوم به العاملون الذين لا يتقون الله في وظائفهم، فيماطلون ويراوغون ويقصّرون في أعمالهم، ويحصلون على رواتبهم في نهاية المطاف بالكذب والحرام، وهناك الغش في نصيحة المسلم، فمن حقّ المسلم على أخيه أن ينصحه ويرشده ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، فإن لم يفعل فقد غشّه، والكذب على النّاس وتزوير الأقاويل، ونقض  العهود يعتبر غشّاً، وقد حرّم الإسلام الغش، ونهى عنه فالغش داءٌ خطيرٌ يدمّر الأمم والشّعوب، وفي هذا المقال سنعرف هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد أو ما يُسمى بالاختبارت الالكترونية.[1]

اقرأ أيضًا: حوار بين العلم والجهل

هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد

في الإجابة عن السؤال: هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد، فهو حرام، ولا يجوز في حال من الأحوال، فعند ضياع الأمانة يحضر الغش والكذب، فالأمانة من واجبات المسلم في كل مناحي حياته، من دراسة واختبارات وبيع وشراء، وقد تطوّرت أساليب التعليم بوجود التعليم الإلكتروني أو ما يُسمى بالتعليم عن بعد، ومعها تطوّرت أساليب الغش، وأصبحت أكثر سهولة، وهذا هو الامتحان الحقيقيّ، وهو امتحان الأخلاق والأمانة، فقد حرّم الإسلام الغشّ تحريمًا مطلقًا، وهذا ما قال به العلماء والفقهاء جميعًان معتمدان على ذلك بقولهم إن الغش في هذه الامتحانات تعطي للغاشّ سبلاً لا يستحقّها فيما بعد كوظيفةٍ كبيرةٍ وعملٍ لا يقدر عليه لأنّه وصل إليه بغشّه لا بجهده، والله تعالى أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: دعاء للتوفيق في الدراسة

حكم الغش في الاختبارات للضرورة

بعد معرفة الإجابة عن: هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد، فقد يسأل بعض الطلبة عن حكم الغش في امتحاناتهم مع وجود ذريعة لذلك، فمن المعلوم أنّ دين الإسلام حرّم الغش في كلّ أمور الدِّين والدنيا، ومنها ما يتعلّق بالاختبارات التعليمية سواء القريبة أو البعيدة منها، ولكنّ منهم من يتخّذ من القاعدة الفقهيّة الضرورات تبيح المحظورات سريعة للغش في الامتحان للضرورة، والقاعدة أنّه يُباح للمرء ارتكاب المحظور والممنوع عند الضّرورة الشديدة، كأن يحلّ هلاكٌ أو ضررٌ بالغّ بالدّين والنّفس والعقل والمال والعرض، فذلك يُبيح للمرء ارتكاب المحظور أو المحرّم؛ دفعًا للضّرر ضمن قيود الشّريعة، وليس كلّ مشقة تدخل في باب الاضطرار، فالاختبارات لا ضرورةً فيها لإباحة محظورٍ وهو الغشّ، وليس الخوف من تدني النتائج الدراسيّة بالضرورة التي تُبيح الغش والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: دعاء لتسهيل الامتحان والنجاح 

كفارة الغش في الاختبارات

الغشّ محرّم في الشريعة الإسلاميّة في كلّ قول أو عمل، وهو من الأخلاق المنافية للأمانة، فالمسلم لا يتصف بالخداع أو الكذب، وهما صفتان من صفات المنافقين فحسب، ومن ذلك الغش في الاختبارات فهو أمرٌ محرّمٌ وخلقٌ ذميمٌ، سواءً كانت المادّة دينيّة أو دنيويّة، وما يحصل عليه الطالب من درجات بالغش هي مشبوهة ومحرّمة، فالمسلم يصبح مؤتمنًا على ما تولّى فكيف يكون مؤتمنًا على عملٍ ما وهو قد حصل عليه بالغشّ والحيلة، وكفارةُ ذلك هو التوبة لله تعالى، واستغفاره جلّ وعلا من ذلك الذنب، وأن يستر على فعلته، فقد قُضي الأمر، وهو كغيره من الذّنوب إن تاب العبد منه تاب الله عليه، وذلك بعد الندم والعزم على عدم العودة لمثله، والله أعلم.[4]

وهكذا نكون قد عرفنا الإجابة عن السؤال هل يجوز الغش في الاختبارات عن بعد، وعرفنا الأحكام التي تتعلق بالغشّ في الاختبارات من الغش للضرورة وغيرها، وأخيرًا عرفنا ما هي كفارة ما قام بالغش في الامتحان.