آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي

آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي
آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي

آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي، سؤال يتبادر إلى ذهن الكثير، ومن المعلوم أنَّ التكرار أسلوب من أساليب العرب المعروفة، ومن المعلوم أيضًا أنَّ كلَّ ما جاء في القرآن الكريم له فائدة ومعنى وإن كثر تكراره، ومن هنا سيتمُّ ذكرة السورة التي تكررت بها هذه الآية، كما سيتمُّ ذكر هذه الآية ووبيان تفسيرها، وفي الختام سيتمُّ بيان الحكمة من كرار الآيات في القرآن الكريم، وفيما يأتي ذلك.

آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي

إنَّ الآية القرآنية التي تكررت في سورة الرحمن 31 مرة هي قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، ومعنى هذه الآية: فبأيّ نِعَم ربكما معشر الجنّ والإنس من هذه النعم تكذّبان.[4]

سورة الرحمن

بعد الإجابة على سؤال آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي، سيتمُّ الحديث عن السورة التي ذُكرت فيها هذه الآية، إنَّ سورة الرحمن من السور المكية وذلك حسب قول جمهور أهل التفسير والصحابة، وهي السورة الخامسة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وقد سُميت بذلك لابتدائها باسمٍ من أسماء الله الحسنى وهو اسمُ الرحمن، وقيل في سبب نزولها هو قول المشركون: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}،[1] فتكون تسميتها باعتبار إضافة (سورة) إلى (الرحمن) على معنى إثبات وصف الرحمن، وقيل أيضًا أنَّها نزلت بسبب قول المشركين: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}،[2] وفيما يأتي بعض مقاصدها:[3]

  • إثبات الاتصاف بعموم الرحمة؛ ترغيباً في إنعامه بمزيد امتنانه، وترهيباً من انتقامه، بقطع إحسانه، وعلى ذلك دلَّ اسمها (الرحمن) لأنه العام الامتنان.
  • أراد الله أن يقدم في عدد آلائه أول شيء ما هو أسبق قدماُ من ضروب آلائه، وأصناف نعمائه، وهي نعمة الدين، فقدم من نعمة الدين ما هو أعلى مراتبها، وأقصى مراقبها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه، وأخَّر ذكر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان.
  • فيها ردٌ على المشركين الذين يزعمون أنَّ الذي علم رسول الله من البشر، ورداً على مزاعمهم أن القرآن أساطير الأولين، أو أنه سحر، أو كلام كاهن، أو شعر.
  • فيها تذكير بدلائل قدرة الله -عزَّ وجلَّ- فيما أتقن صنعه.
  • فيها تنويه بشأن العدل، والامر بتوفيه الحقوق لأصحابها.
  • بين الله حال المؤمنين، فذكر أنهم صنفان، أحدهما أرفع درجة من الآخر؛ فأولهما: له جنتان في أعلى درجات الجنان. وثانيهما: له جنتان أدنى من السابقتين، ووصف هذه الجنان وصفاً رائعاً، يبين ما فيهن من جلائل النعم التي يتنعم بها هؤلاء وأولئك.
  • بينت السورة بأن كل من على الأرض فانٍ، وأنه سبحانه هو الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام.
  • بينت السورة كذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- له شؤون كثيرة في خلقه كلَّ يوم.
  • بينت السورة أيضًا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- سيقصد مجازاة خلقه يوم القيامة.
  • الموعظة بالفناء، والتذكير بيوم الحشر والجزاء. وختم السورة بتعظيم الله، والثناء عليه.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تسمى عروس القرآن

الحكمة من تكرار قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}

إنَّ الحكمة من تكرار هذه الآية هو التنبيه على عظم نعم الله -عزَّ وجلَّ- على الإنسان، وأنَّها جديرة بأن تُشكر، كما أنَّها تنبيهٌ للمسلم بضرورة شكر الله -عزَّ وجلَّ على كلِّ هذه النعم، وأن يصدِّق بما دلت عليه من حق الله -عزَّ وجلَّ- بالتوحيد والاعتراف بأنَّه رب العالمين، وأنَّه المستحق لأن يعبد ويطاع، فهي نعم امتن الله بها إلى عباده وأحسن بها عليهم، فلا ينبغي للمؤمن من الجن والإنس أن يكذِّب بشيء من ذلك بل يجب عليه أن يشكر هذه النعم، وأن يستعين بها على طاعته سبحانه، وأن يستفيد منها في سلامة وقوة إيمانه وفي خوفه من الله وتعظيمه.[5]

شاهد أيضًا: ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال آية قرآنية تكررت في إحدى السور 31 مرة ما هي، والذي تمَّ فيه الحديث عن سورة الرحمن وذكر مقاصدها، كما تمَّ ذكر الآية التي تكررت واحدٌ وثلاثون مرة فيها مع بيان تفسيرها، والختام تمَّ ذكر الحكمة من تكرار هذه الآية.