أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان وأدعيته

أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان وأدعيته
أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان

أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان وأدعيته هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال. فالمؤمن يحرص على اغتنام شهر رمضان المبارك أفضل ما يكون من الاغتنام. كذلك يساعدنا موقع محتويات في بيان ما هي اعمال ثاني يوم من شهر رمضان التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها.

خصائص شهر رمضان

قبل كل شيء وقبل الخوض في ذكر أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك لا بدّ من ذكر بعض الفضائل والخصائص التي خصّها المولى -عزّ وجلّ- لهذا الشهر دونًا عن بقيّة الشهور. و من خصائص شهر رمضان المبارك:[1]

  • صيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام. كذلك روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ“.[2]
  • كذلك من خصائصه أنّه شهر القرآن الكريم. قال تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه}.[3]
  • كما أنّ فيه ليلة القدر. تلك الليلة التي تعدّ خيرًا من آلاف الشهور. قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.[4]
  • كذلك في رمضان يفتح الخالق أبواب جنانه ويغلق أبوب النار. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ“.[5]

شاهد أيضًا: بداية شهر رمضان 2021

أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان

إنّ المسلم يفرح لقدوم شهر رمضان. و كذلك قد يتبادل مع إخوانه الكثير من التهاني والعبارات المباركة لقدوم شهر رمضان. كما يحرص المسلم على العبادة والطاعات في هذا الشهر أكثر ما يكون في غيره. وذلك لما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[6] ولا بدّ من التنوبه على أنّه لا يوجد أعمال مخصوصة ليومٍ في رمضان دونًا عن سواه. ولكن من باب الاستئناس بما يستحبّ للمسلم القيام به، سيتمّ ذكر أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان فيما سيأتي:

  • الحرص على الصيام السليم والصحيح. وذلك لما له من الجزاء عند المولى عزّ وجلّ. كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّكُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فلا يَرْفُثْ يَومَئذٍ وَلَا يَسْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَومَ القِيَامَةِ، مِن رِيحِ المِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ”.[7]
  • كذلك لا بدّ للمسلم أن يكون في رمضان جوادًا سخيًّا يكثر من الصدقات. كما روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”.[8]
  • العفو عند المقدرة، وكذلك مقابلة السوء بالإحسان. فإذا أساء أحدهم للمسلم ينبغي عليه أن يحتسب أمره للمولى عزّ وجلّ، ويردّد قول: “اللهم إني صائم”.
  • كما ينبغي على المسلم الإكثار من القيام والذكر والدعاء لله سبحانه وتعالى.
  • و كذلك الحرص على أداء صلاة التراويح.
  • تلاوة جزء من القرآن الكريم على أقلّ تقدير. حرصًا على تحقيق وإنجاز ختمة كاملة في نهاية الشهر الكريم.

شاهد أيضًا: أفضل دعاء قبل الافطار في رمضان

دعاء اليوم الثاني من شهر رمضان مكتوب كامل

والدعاء في شهر رمضان هو من أجلّ الأعمال التي يتقرّب بها العبد من خالقه. وجاء دعاء ثاني يوم رمضان (دعاء 2 رمضان) كما يلي:

  • اللَّهُمَّ قَرِّبْنِي فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ، وَ جَنِّبْنِي سَخَطَكَ وَ نَقِمَاتِكَ، وَ وَفِّقْنِي فِيهِ لِقِرَاءَةِ آيَاتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
  • ومن الأدعية التي كان يدعو بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طيلة أيّام الشهر الكريم. وفي وقت الإفطار ما رواه معاذ بن زهرة: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أفطرَ قالَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمتُ وعلَى رزقِكَ أفطَرتُ“.[9]
  • كذلك روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “كانَ إذا أفطرَ قال : ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ”.[10] وهي من الأدعية التي كان يدعو بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في اليوم الثاني وطيلة أيّام الشهر الكريم كذلك.
  • اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، وَ هَذَا شَهْرُ الصِّيَامِ، وَهَذَا شَهْرُ الْإِنَابَةِ، وَهَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ، وَهَذَا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَهَذَا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ.
  • كذلك اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي فِي هذا الشهر النُّعَاسَ وَالْكَسَلَ، وَالسَّأْمَةَ، وَالْفَتْرَةَ، وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ، وَالْغِرَّةَ.
  • اللَّهُمَّ ارْزقْني فِيهِ تَمَامَ صِيَامِهِ، وَبُلُوغَ الْأَمَلِ فِي قِيَامِهِ، وَاسْتِكْمَالَ مَا يُرْضِيكَ فِيهِ، صَبْرًا وَإِيمَانًا، وَيَقِينًا وَاحْتِسَابًا، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنَّا بِالْأَضْعَافِ الْكَثِيرَةِ، وَالْأَجْرِ الْعَظِيمِ.

YouTube video player

رمضان شهر الدعاء

كذلك بعد ذكر أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان وأدعيته، لا بدّ من الحديث عن رمضان شهر الدعاء. فشأن الدعاء في الإسلام عظيم، فمن خلاله يخاطب العبد ربّه طالبًا ما قد يطلبه، وبه تستجلب النعم وتدفع النقم. والدعاء هو العبادة. و كذلك كان الدعاء في رمضان له من الأجر العظيم ما له. وفي شهر رمضان تَكثر مواطن وساعات الإجابة، ولَعَلَّ الحكمة في كثرة إجابة دعاء رمضان هو ختام آيات رمضان من سورة البقرة في قَولِ الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.[11] وكذلك الدعاء سببٌ لدفع غضب الربّ. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من لم يسألِ اللَّهَ يغضبْ عليهِ“.[12] كما أنّ الدعاء واحدٌ من أهمّ الأسباب التي تدفع إلى انشراح الصدور، وتفريج الهموم، وزوال الغموم، وتيسير الأمور.[13]

أعمال اليوم الثاني من شهر رمضان وأدعيته مقالٌ فيه تَمّ الحديث عن الخصائص التي قد خَصّها الله تعالى لشهر رمضان المبارك دونًا عن بقيّة الشهور. و كذلك ذكر المقال الأعمال التي ينبغي على المسلم القيام بها في اليوم الثاني لهذا الشهر. كما ذكر الأدعية التي يمكن للمرء أن يدعو بما شاء منها. وفي الختام ذكر المقال أن رمضان هو الشهر الذي ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يكثر من الدعاء فيه.

المراجع

[2]صحيح مسلممسلم/عبد الله بن عمر/16/صحيح
[3]سورة البقرةالآية 185
[4]سورة القدرالآية 1،2،3،4،5
[5]صحيح مسلممسلم/أبو هريرة/1079/صحيح
[6]صحيح البخاريالبخاري/أبو هريرة/38/صحيح
[7]صحيح مسلممسلم/أبو هريرة/1151/صحيح
[8]صحيح البخاريالبخاري/عبد الله بن عباس/6/صحيح
[9]ضعيف أبي داودالألباني/معاذ بن زهرة/2358/ضعيف
[10]الجامع الصغيرالسيوطي/عبد الله بن عمر/6571/صحيح
[11]سورة البقرةالآية 186
[12]تخريح مشكاة المصابيحابن حجر العسقلاني/أبو هريرة/2/411/حسن كما قال في المقدمة