التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو

التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو
التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو

التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو من أهم الأمور التي تم طرحها والواجب التعرف إليها، والتحقق من تفسيرها والتعمق في معانيها، وهي من الأسئلة الدينية التي تحتاج التوضيح من قبل المختصين في المجال الديني، وفي مقالنا هذا سنوضح إليكم تفسيرها، وفضلها وأجرها وأسبابها من خلال موقع محتويات.

التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو

إن التعود وضبط النفس وكظم الغيظ هو من أعظم الأخلاق الكريمة وتعني الحلم والأناة والتراحم والمسامحة، وهي من الأمور التي حثنا الله تعالى عليها ورسولنا الكريم لما لها من فضل كبير، حيث أن التعود وضبط النفس يساهم في تآلف الناس وتلاحمهم، بينهم وبين مجتمعهم دون الوقوع في أي مشكلات ومعوقات سلبية، أما عن ضبط النفس وهي نوع من التعرض للاستفزاز واختبار قدرة الإنسان على الانضباط والحلم وعدم مجاراة الآخرين.

شاهد أيضًا: ماذا يقول المسلم اذا شتم في نهار رمضان

فضل كظم الغيظ وضبط النفس

إن ضبط النفس وكظم الغيظ من مكارم الأخلاق العظيمة التي تعود إلى الإنسان بالعديد من الفضائل، وهي كالتالي:

  • الرحمة بالمخطئ، واللين معه والشفقة عليه، وتربية النفس على اللين والصبر والمسامحة والرضا، حيث قال تعالى في هذه الآية التي تفيد أن الإنسان يجتمع بالرفق واللين ولا يجتمع بالعنف والشدة “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”
  • حسن الثقة و سعة الصدر، وهي سبب يؤدي لدفع وتهدئة الغضب وتحمل البشر على العفو، وهذا أحد الدلائل على العفو ما دار بين الرسول وقريش: “مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟”  قَالُوا : خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، فقال لهم: “اذْهَبُوا فأنتم الطلقاء”.
  • علو الهمة وشرف النفس حيث يترفع الإنسان عن السب والشتم، وتعويد النفس على سماع الشتم وضبط النفس، والرد عليها بابتسامة عريضة أو المسامحة، وهذه أحد الدلائل، قال رسول الله: “مَنْ كَظَمَ غَيْظًا  وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ  دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ”.
  • استحياء الإنسان ووضع نفسه مكان المخطئ، وقال أحد الحكماء “احتِمالُ السَّفيهِ خيْر مِنْ التَّحلي بصورته والْإِغضَاء عَنْ الْجَاهِلِ خيرٌ مِنْ مشَاكَلتِه”.
  • طلب الثواب من الله عز وجل، ومن أحد الدلائل حيث قالت السيدة عائشة للرسول “هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ وقال : ” لَقَدْ لَقِيت مِنْ قَوْمكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ؛ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ! فَقَالَ النبيُّ: بَلْ أَرْجو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”.
  • تدريب النفس على المسامحة والصبر، وتمرين القلب على التنازل والمسامحة وترك الحقد والكراهية، وكما قال رسولنا الكريم: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صوَرِكم وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ “.
  •  قطع السب والشتم وإنهاؤه مع من صدر منهم، وذلك من خلال الصمت الذي تحفظ به قلبك ولسانك، ولأن الرد والمجادلة يضر ولا ينفع، حيث قال الله تعالى للسيدة مريم “فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا”.
  • رعاية المصلحة، وتجنب المخالفة تدل على السيادة، ولهذا أثنى الرسول على الحسن رضي الله عنه وقال: «ابْنِي هَذَا سَيد، وَلَعل اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِين”.
  • حفظ الجميل والمعروف، حيث قال رسولنا الكريم: “وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ” وكما قال الشافعي: “إِنَّ الْحُر مَنْ رَاعى وداد لَحْظَةٍ وَانْتَمى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَة”.

شاهد أيضًا: حوار بين شخصين عن الاخلاق .. حوار عن الأخلاق بين ثلاثة أشخاص

ما هي الأناة والحلم وفوائدها

إن معنى الأناة هو التثبت وترك العجلة والتمهل في تدبير الأمور، وهي الحلم والوقار، وهي المبالغة في الرفق، ويأتي الحلم بمعنى ضبط النفس والطباع وكظم الغضب ونقيضها السفه، ويعد الحلم سيد الاخلاق، وعلامة على كمال العقل، والقدرة على إمساك النفس والتعود والصفح والتسامح ومنع الانتقام، ومن فوائد التأني والحلم هي حماية الإنسان من الخطأ وظلم الآخرين كما يمنع الندم، ويحمي الإنسان من إغواء الشيطان وكيده، حيث أن العجلة من الشيطان، كما يساهم التأني والحلم على نيل محبة الله، وتعكس انطباعًا على النضج ورجاحة العقل وسكينة النفس.

شاهد أيضًا: كيف افرق بين الضاد والظاء مع الأمثلة التوضيحية

إلى هنا؛ نكون وصلنا إلى ختام مقالنا هذا وتعرفنا على التعود على ضبط النفس وكظم الغيظ هو الأناة والحلم، كما تحدثنا عن فوائد كظم الغيظ ودلائله، وفوائد الحلم والأناة والتأني، وأهم معانيها وتفسيراتها، على أمل أن ينال طرحنا هذا على إعجابكم.