لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم

لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم
لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم

لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي يجب أن نجيب عليها، فالصلاة تُعدُّ الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، وعمادُ الدين، وتأتي في الفرضية بعد الشهادتين، وهي من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى، كما أنّها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فهي سبب للفلاح والفوز لمن حافظ عليها، وسبب للخسارة لمن ضيّعها وتساهل فيها، ولأهميّتها فقد كانت الوصية الأخيرة للنبي عليه الصلاة والسلام، وتُعدُّ الصلاة العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان المُكلّف ولا تنفك عنه طوال حياته، والصلاة التي يُريدُها الله تعالى هي الصلاة التي يخشع فيها صاحبها، ويُحافظ عليها بشُروطِها وآدابها.

لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم

سميت صلاة العشاء بهذا الاسم لأنّها تدل على الصلاة التي وقتها بوقت العشاء وهو في اللغة من غياب الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر، وهو وقت العتمة،[1] وصلاة العشاء هي الصّلاة الخامسة والأخيرة، وهي صلاة جهريّة، عدد ركعاتها أربع ركعات في الحضر، وركعتان في السّفر، يتوسط الأربع ركعات قعود وتشهّد، يجهر الإمام أو المنفرد في الرّكعتين الأوليّتين بالقراءة، ويسرّ بالرّكعتين الثّالثة والرّابعة، ووقتها من بعد غياب الشّفق الأحمر إلى نصف الليل وهذا وقت اختيار أما ما بعد ذلك فهو وقت ضرورة وعلى ذلك قال جمهور العلماء بعدم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد نصف الليل إلّا للضرورة القصوى؛ لدخول وقت صلاة الفجر، تصلّى العشاء كباقي الصّلوات المفروضة في جماعة، وصلاة الجماعة واجبة على الرّجال دون النّساء، ومن أخّر صلاة العشاء جماعة بحجّة أنّه سيصليها مع قيام اللّيل فقد لحقه الإثم.[2]

شاهد أيضًا: لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين

كيفية صلاة العشاء بالتفصيل

أجمع العلماء على أنّ صلاة العِشاء تؤدّى أربع ركعاتٍ، يجهر المُصلّي إمامًا أو منفردًا في قراءته في أوّل ركعتَين، ويُسرّ في الآخرتَين، ويجلس للتشهّد بعد كلّ ركعتَين، وتُؤدّى صلاة العِشاء بالكيفيّة التي تُؤدّى بها باقي الصلوات، وبيان ذلك فيما يأتي:[3]

  • يتوجّه المُصلّي نحو القِبلة بكامل جسده، وينوي في قلبه أداء صلاة العِشاء.
  • يرفع يديه إزاء منكبَيه مكبرًا تكبيرة الإحرام؛ بقَوْل: “الله أكبر”، ثمّ يضع يدَيه على صدره، بجَعْل كفّه الأيمن على ظهر كفّه الأيسر.
  • يقرأ دعاء الاستفتاح، فقد أخرج الإمام البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً- فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.[4]
  • يقوم مُكبّرًا رافعًا يديَه إزاء منكبَيه؛ لِأداء باقي الرَّكعات على نحوٍ مماثل للركعة الثانية، مع الاقتصار في القراءة على سورة الفاتحة.
  • يجلس بعد أن يُنهي السَّجدة الثانية من الركعة الرابعة مُتورِكًّا؛ ويكون ذلك بأن ينصب قدَمه اليُمنى مُخرجًا من تحت ساقها قدمه اليُسرى، ومُمكّنًا مقعدته من الأرض، وواضعًا يدَيه على فخذَيه على نحوٍ يُماثل وضعهما في التشهّد الأوّل.
  • يقرأ التشهّد كاملاً، مع قَوْل: “اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ”، ثمّ ينهي صلاته بالتسليم يميناً ويساراً بقَوْل: “السلام عليكم ورحمة الله”.

شاهد أيضًا: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام

حكم تأخير صلاة العشاء

بعد الإجابة عن لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم، سيأتي الحديث عن حكم تأخير صلاة العشاء، ذهب جمهور الْفقهاء، السّادة الحنفية، والسّادة الحنابلة وقول عند السّادة الشّافعيّة، إلى القول باستحباب تأخير صلاة العشاء إلى ثلث اللّيل، وقال الزّيلعي: قد نقل في استحباب تأخير صلاة العشاء أخبار كثيرة صحاح، وهذا القول هو مذهب أكثر أهل العلم من صحابة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وتابعيه، ومن الأحاديث التي يستدلّون بها على ما ذهبوا إليه من استحباب تأخير صلاة العشاء قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأََمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْل أَوْ نِصْفِهِ”،[5] وقيّد بعض الحنفيّة استحباب تأخير صلاة العشاء في الشّتاء، أمّا في الصّيف فيندب بتعجيلها وبعدم التّأخير، وقال الشيخ ابن باز ولأهل البلد الإباحة في اختيار التّأخير إذا رأوا مصلحتهم في ذلك فلا بأس، لأنّ النّبي صلّى اللَه عليه وسلَم رغب في تأخير صلاة العشاء، لحديث ابن رباح الذي رواه: “أَعْتَمَ النّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالعِشَاءِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَقَالَ: الصَّلَاةَ يا رَسولَ اللَّهِ، رقَدَ النِّسَاءُ والصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ ورَأْسُهُ يَقْطُرُ يقولُ: “لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي – أوْ علَى النَّاسِ وقَالَ سُفْيَانُ أيضًا علَى أُمَّتي – لَأَمَرْتُهُمْ بالصَّلَاةِ هذِه السَّاعَةَ”[6]، بينما ذهب السّادة المالكيّة إِلَى أفضليّة عدم التّأخير للفرد والجماعة التي لاَ تنتظر غيرها وتقديم جميع الصَّلوات المفروضة في أول وقتها المختار بعد التأكد من دخوله، ولا يستحبّ تأخير صلاة العشاء إلّا لمن احتاج إلى ذلك بسبب عذر ما كصنعة أو حرفة أو أي عمل آخر، وقال بذلك أيضًا في قول آخر السّادة الشّافعية، قَال النَّوَوِيُّ: وَالأْصَحُّ مِنَ الْقَوْلَيْنِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا أَنَّ تَقْدِيمَ صلاة العشاء أَفْضَل، ثُمَّ قَال: وَتَفْضِيل التَّأْخِيرِ دليله أَقْوَى، ولكن يستحب لجماعة المسجد تأخيرها قليلًا ليجتمع النّاس.[7]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال لماذا سميت صلاة العشاء بهذا الاسم، وعرفنا كذلمك كيف يؤدي المسلم صلاة العشاء بالتفصيل، وأخيرًا ذكر حكم تأخير صلاة العشاء إلى وقت متأخر من الليل.

المراجع

[2]wikipedia.orgصلاة العشاء26-04-2021
[3]صحيح البخاريأبو هريرة،البخاري،744 ، صحيح.
[5]صحيح الترمذيأبو هريرة،الألباني،167، حديث صحيح.
[6]صحيح البخاريعطاء بن أبي رباح،البخاري،7239، حديث صحيح.