هل اقسم الله بالبحر

هل اقسم الله بالبحر
هل اقسم الله بالبحر

هل اقسم الله بالبحر ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من الإجابة عليها، وأسلوب القسم في اللغة العربيّة هو أحد الأساليب اللغوية وه هو أسلوب يُراد به تأكيد شيء لدى السامع من أجل محو أي شك في ذهنه، أو هو أسلوب يُراد به تأكيد المعنى باستخدام ألفاظ دالة على القسم أو اليمين، أو هو أسلوب نحوي لتأكيد المقسم عليه من جهة وبيان عظمة المقسم به من جهة آخر، فهل أقسم الله تعالى في القرآن الكريم بالبحر.

هل اقسم الله بالبحر

أقسم الله تعالى بالحر في القرآن الكريم وذلك في سورة الطور في الآية الكريمة في سورة الطور:وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، ويقول المفسرون أنّ معنى قول البحر المسجور هو البحر الموقد نارًا يوم القيامة، أو البحر المملوء بالماء، قال بعضهم‏:‏ إنما سمي “البحر المسجور” لأنه لا يُشرب منه ماء‏،‏ ولا يُسقى به زرع،‏ وكذلك البحار يوم القيامة‏، من المعاني اللغوية والأقوال التفسيرية أنّ “البحر المسجور” هو المملوء بالماء، والمكفوف عن اليابسة‏، وهو معنى صحيح من الناحية العلمية صحة كاملة، كما أثبتته الدراسات العلمية في القرن العشرين‏، ومن المعاني اللغوية والأقوال التفسيرية لهذا القَسَم القرآني أيضًا، أن “البحر المسجور” هو الذي قد أوقد عليه حتى حميَ قاعه، فأصبح مسجورًا، وهذا أيضًا من الحقائق العلمية، التي أكدتها الأبحاث العلمية في العقود المتأخرة من القرن العشرين، والتي لم يكن لبشر إلمام بها قبل ذلك أبدًا.[1]

شاهد أيضًا: دل قوله تعالى هو الذي مرج البحرين على ألوهية الله عز وجل

البحر في القرآن الكريم

البحر مخلوق من مخلوقات الله تعالى العظيمة، وله شأن عظيم في القرآن الكريم فقد شكر في ثلاثة وأربعين موضعا، وأمّا ما ورد عنه في الأحاديث النبوية الصحيحة فهو كثير أيضًا، فهو يذكر إمّا كجندي من جنود الله، وإمّا كولي من أولياء الله تعالى، وهو دائمًا مضرب للمثل لسعة الله تعالى ورحمته، وفيما يأتي ذكر لبعض المواضع التي ذكر فيها البحر في القرآن الكريم:[2]

  • ذُكر البحر في القرآن الكريم بأنّه من جنود الله تعالى في مواضع ستة، ومنها استجابة البحر لأمر الله تعالى، بانّه نجّى موسى عليه السّلام وأغرق فرعون وأعوانهن وجاء ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ”.[3]
  • ذُكر البحر في القرآن الكريم بأّنه ينفع العباد، وبأنّ الله سخره لعبادة حتّى يأكلوا منه اللحم، ويستخرجوا منه الحُليّ، وأنّه أجرى في السفن حتى تعين الناس على أمور دنياهم، وكل ذلك من فضل الله تعالى، وكان ذلك في قوله تعالى: “اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون”.[4]
  • ذُكر البحر في القرآن الكريم بأنّه ابتلاء من الله تعالى لعباده في السّراء والضرّاء، فعندما فسد اليهود وظلموا حرّم الله تعالى عليهم الصيد يوم السبت وابتلاهم بأن جعل الحيتان تأتيهم للشاطئ يوم السبت بالتحديد، وتغيب في كل الأيام، حتى يختبر مدى طاعتهم لأمر الله تعالى، فقال تعالى في كتابه العزيز عن ذلك: “وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”.[5]
  • ذُكر البحر في القرآن الكريم مرتبطًا بالعلم، في وجوه عدّة منها ضرب المثل فيه بسعة علم الله عزّ وجلّ، وذلك في قوله تعالى: “قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا”.[6]

وبهذا نكون قد أجبنا على السؤال هل اقسم الله بالبحر، وقد أقسم الله تعالى في البحر في كتابه العزيز، وذكره في الكثير من المواضع فهو أحد آيات الخالق عزّ وجل العظيمة، كما ذكر في أحاديث رسول اله عليه الصلاة والسّلام، لما له من الشأن العظيم كآية من آيات الله تعالى، فسبحان مَن أَنزَل هذه الآياتِ الدالةَ على أنَّها أُنزِلت من لَدُن حكيم خبير.

المراجع

[1]islamweb.netوالبحر المسجور02-05-2021
[3]سورة البقرةالآية 50
[4]سورة الجاثيةالآية 12
[5]سورة الأعراف الآية 163
[6]سورة الكهفالآية 109