سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم

سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم
سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم

سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم ؟ هو احد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحظى بمقام محمود، ومكانة رفيعة، ومنزلة جليلة يوم القيامة إذ اختصه الله من بين المرسلين جميعًا بالشفاعة، وهي شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أهل الجنّة ليدخلوها، وشفاعته في مَن دخل النار من المسلمين ليخرجوا منها، وعليه فإنّ الشفاعة لا تكون للإنسان نفسه بل لغيره، فلماذا سُمّي بالمقام المحمود.

سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم

سمي بالمقام المحمود لأنّ جميع الخلائق يحمدون محمدًا صلّى الله عليه وسلّم على ذلك المقام لأنّ شفاعته سبب فكّ كربتهم من أهوال المحشر والانتقال إلى الحساب والفصل بين الخلائق، حيث يشفع الرسول عليه الصلاة والسلام في الخلائق كلّها يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى وهي الشفاعة التي يُطلَق عليها اسم الشفاعة العُظمى وذلك حينما يقف الناس يوم القيامة مَوقفًا عصيبًا مُنتظِرين الحساب، فيتوسّلون بالأنبياء عليهم السلام كي يُعجّل الله سبحانه وتعالى الحساب والقضاء بينهم، فيتوسّلون بآدم، ثمّ بنوح، ثمّ بإبراهيم، ثمّ بموسى، ثمّ بعيسى، إلى أن ينتهي بهم الأمر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو صاحب الشفاعة العُظمى يوم القيامة بين الأنبياء، فيشفع حينها لأهل الموقف جميعًا، وذلك المقصود بقَوْله تعالى: “وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا”[1]، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من شروط الشفاعة المثبتة والفرق بينها وبين الشفاعة المنفية

أسباب استحقاق شفاعة الرسول يوم القيامة

بعد معرفة ، سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم ، سنذكر سبب نيل شفاعة رسول الله، وينال المسلم شفاعة النبيّ عليه الصلاة والسلام بالحرص على الإتيان بعّدة أعمالٍ معينة نذكر منها:[3]

  • توحيد الله سبحانه وتعالى؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ”.[4]
  • الدعاء بعد الأذان، وسؤال الوسيلة والمَقام المَحمود لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: “مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ رَواهُ حَمْزَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن أبِيهِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”.[5]
  • كثرة الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وهكذا نكون قد بيّنا سبب تسمية المقام المحمود بهذا الاسم، وذكرنا كذلك ما ه يالأعمال التي لا بدّ للمسلم أن يقوم بها في الدّنيا، حتى يستحقّ أن يشفع له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة.

المراجع

[1]سورة الإسراءالآية 79
[4]صحيح البخاريأبو هريرة، البخاري،99، صحيح.
[5]صحيح البخاريجابر بن عبدالله،البخاري،4719، صحيح