نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي

نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي
نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي

نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي مثل هذه الأسئلة مهمة جدًا في باب الطّهارة، ويجب على كل امرأةٍ أن تكون عالمةٌ بإجابات هذه الأسئلة؛ لأنّه يعدُّ من فقه النِّساء الواجب عليهن تعلمه، ومن أجل ذلك أفردنا هذا المقال للإجابة عن هذا السؤال.

حكم الدم التي تنزل قبل الدورة

بالنِّسبة لحكم الدم النّازل ما قبل الدّورة اختلف في شأنه أهل السُّنة والجماعة، وبأنّ هذه القطرات هل تعدُّ من فترة الحيض أم  لا تعدُّ منها، ولقد أوردنا فيما يخصُّ هذه المسألة آراءً لفقهاء المذاهب الأربعة:[1]

  • المذهب المالكي: مما ذهب إليه المالكيَّة في هذه المسألة أنَّ تلك النُّقاط تعدُّ من فترة الحيض، واستندوا إلى ما ذهبوا إليه بأنَّ الحيض لا يتقيَّد بفترة محدّدةٍ من الزمن أو بكميَّةٍ محدَّدةٍ.
  • جمهور الفقهاء: أمّا جمهور الفقهاء فقد ذهبوا إلى أنَّ الدَّم الذي يسبق فترة الدَّورة الشَّهريَّة لا يعدُّ من الحيض، وذلك لأنَّهم اعتبروه أقل من فترات الحيض التي تأتي عادةً للمرأة، إلّا أنّهم اختلفوا في أقلِّ فترةٍ من الممكن أن يطلق عليها اسم الدورة الشّهريّة، فأصحاب المذهب الشَّافعيّ والحنابلة قالوا بأنَّ تلك الفترة تحدّد بيومٍ وليلة، وأمّا الحنفيَّة فقد ذهبوا إلى أنَّ أقل فترة للحيض هي ثلاثة أيام بلياليها.

شاهد أيضًا: اسباب نزول الدورة مرتين بالشهر

نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي

إنّ الصّلاة من العبادات المهمة والتي لا تسقط إلّا بيقين، ومن أجل ذلك كان للعلماء في قضيّة الصّلاة لمن رأت دمًا قبل الدّورة الشّهريّة المعتادة مجموعة من الآراء والمذاهب، وهي كالآتي:

جمهور العلماء

لقد قال جمهور العلماء أنَّ هذا الدَّم الذي قُدِّر له أن ينزل قبل  فترة الدَّورة الشَّهريَّة إنّما هو دمٌ مشكوكٌ فيه هل يعدُّ من الحيض أم لا يعدُّ حيضًا، والعبادات التي فُرضت من الله -سبحانه وتعالى- بشكل يقينيّس وقطعيٍّ على المؤمنين تعدُّ من الأمور الثَّابتة في عنق من كُلف بها، ومن أجل هذا لا يجوز أن تسقط إحدى العبادات اليقينيَّة بأمرٍ غير يقينيِّ، مثل نزول هذه القطرات من الدّم  المشكوك بأمره.[1]

ابن عثيمين

وفي هذه المسألة سُئل ابن عثيمين عن المرأة التي تلاحظ وجود بعض الدّم ما قبل فترة الحيض وبعد ذلك انقطع، وما لبث بعد ذلك أن دخلت في فترة الحيض النِّظاميّة، فردّ ابن عثيمين بأنّ دم الحيض هو دمٌ معلومٌ شكله وصفاته ووقته إلى جانب ما يرفقه من أعراض، وهذا الدَّم هو دم الحيض الذي تترتب عليه الأحكام الشَّرعيّة من تركٍ للصَّلاة أو الصِّيام، وغير هذا لا يعدُ من فترة الحيض وقد استند إلى ما ذهب إليه بقول أمِّ عطيَّةٍ قالت: كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا”.[2][3]

ابن جبرين

أمّا ابن جبرين فقد قال بأنَّ هذا الدَّم إنّما هو فاسدٌ، فلا يتوجَّب معه تركٌ للصَّلاةِ أو الصِّيام، أمّا إن دخل وقتٌ للصَّلاة فما عليها إلّا أن تستنجي وتحمي ثيابها من التَّلوث بهذه الدِّماء ومن ثمّ تتوضأ وتصلي فورًا انتهائها من الوضوء، ويجب عليها أن تتوضأ لكل وقت صلاةٍ طالما بقيت على هذه الحال،  أمّا في حال لم يخرج منها دمًا جديدًا ما بين وقتي الصَّلاة، ولم يُنقض وضوؤها فلها أن تصلي الوقت الآخر من دون أن تجدد وضوءها، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم نزول دم خفيف قبل الدورة

نزول دم خفيف قبل الدورة هل طبيعي

قد تلاحظ المرأة في بعض الأحيان أنّ هناك بعض قطرات من الدَّم على ثيابها الدَّاخليَّة، وقد يكون هذا الأمر خارج فترات الدَّورة الشَّهريَّة، أو ربما يكون سابقًا للدَّورة الشَّهرية بفترة قصيرة، فهذا الأمر قد يكون طبيعيًّا وقد يحدث مع بعض النَِّسوة، ولكن في بعض الحالات يكون مؤشرًا للعديد من الأمور الخطيرة، والتي من الأفضل مراجعة الطَّبيب بشأنها للاطمئنان على الحالة بشكل عام.[4]

وإلى هنا يكون المقال قد وصل إلى نهايته بعد أن بيّنا فيه آراء الفقهاء في الإجابة عن سؤال نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي ، مع بيان حكم الدّم الذي ينزل قبل الدّورة وهل يعدُّ من فترة الحيض.

المراجع

[2]صحيح البخاريالبخاري، أم عطية نسيبة بنت كعب، 236، صحيح