هل يجوز تقطيع صيام القضاء

هل يجوز تقطيع صيام القضاء
هل يجوز تقطيع صيام القضاء

هل يجوز تقطيع صيام القضاء ؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أوجب على المسلمين صيام شهر رمضان الفضيل، وجعله ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وحرَّم عليهم الإفطار في لغير عذر، وأباح في بعض الظروف وأوجب في ظروفٍ أخرى لهم الإفطار فيه، على أن يتمَّ قضاءَ الصيامِ بعد زوال العذر، وسيتمُّ في هذا المقال تخصيص الحديث عن قضاءَ الصيامِ.

هل يجوز تقطيع صيام القضاء

نعم يجوز للمسلم تقطيع صيام قضاءِ شهر رمضان الفضيل، ودليل ذلك قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[1] ووجه الدلالة من ذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يشترط في الآية الكريم التتابع في القضاءِ، كما يجوز للمسلم التتابع فيه، وهذا هو الأفضل والأسلم؛ حيث أنَّ المرءَ لا يعرف وقت منيته، فيخشى أن يموت قبل أن يتمَّ ما عليه من قضاء، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ ثلةٌ من أهلِ العلم ذهبوا إلى وجوب التتابع في صيامِ القضاءِ، إذا كان الإفطار متتابعًا، مثل المرأةِ التي تفطر بسبب الحيض.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز قضاء الصيام بدون نية

حكم قضاء الصيام

اتّفق العلماء على وجوب قضاء المسلم للأيّام التي أفطرها في شهر رمضان؛ سواءً كان الفِطْر بسبب عذرٍ شرعيٍ، كالسفر، والمرض، والحيض، أو دون عذرٍ شرعيٍ -مع ترتُّب الإثم عليه-، والأفضل التعجيل في القضاء؛ إسقاطاً للواجب، وإبراءً للذمّة، مع الإشارة إلى أنّ وقت القضاء يبدأ بعد انتهاء رمضان.[3]

شاهد أيضًا: حكم صيام القضاء بعد رمضان الثاني

كفّارة عدم قضاء صيام رمضان

اتفق أهل العلم على استحباب المبادرة في قضاء ما فات المسلم من صيام في رمضان؛ لأنّ قضاء الواجبِ واجبٌ تنشغل به ذمة المكلّف، وذهب كثير من أهل العلم إلى ترتُّب الإثم على مَن أخّرَ قضاء رمضان حتى حلّ رمضان الذي يليه بغير عُذر، وتعدّدت أقوالهم في لزوم الفِدية عليه، وبيان المسألة فيما يأتي:

  • الجمهور: قال جمهور الفقهاء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة بلزوم الفِدية لمن أخر صيام رمضان حتى دخل رمضانٌ آخر؛ مُستدلّين بفِعل بعض الصحابة، كأبي هريرة، وعبدالله ابن عبّاس -رضي الله عنهما-، وتكون الفِدية بإطعامِ مسكينٍ عن كلّ يوم أفطرَه مُدّاً من قمح، أو دقيق، أو نصفَ صاع من تمر، أو شعير، فيُخرج الفِدية مع القضاء، وإن قدَّمَها، أو أخَّرَها عنه، أجزَأَه ذلك، وله أن يُطعم بعدد الأيّام التي أفطرَها مساكينَ في يوم واحد؛ لِما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- من أنّه فَعَل ذلك عندما أفطرَ أيّامًا من رمضان، وذهب الجمهور إلى عدم جواز إخراج الكفّارة نقدًا، وإنّما يجب أن تكون أعيانًا.[4]
  • أبو حنيفة: قال بعدم لزوم الفِدية؛ واستدلّ على ذلك بأنّ الله -تعالى- أمرَ بالقضاء، ولم يذكر الإطعامَ في قوله -تعالى-: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَر}، ويجوز إخراج قيمة الطعام نقدًا؛ لأنّ المقصود من الإطعام سَدّ حاجة المسكين؛ وهذا حاصل بالطعام، وبقيمته، وتُحدَّد قيمة الإطعام بسعر المِقدار الواجب إخراجه.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم دعاء نية الصيام

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز التقطيع في صيام القضاء ؟ كما تمَّ بيان حكم قضاءِ الصيامِ،تمَّ بيان كفارة عدم قضاءِ صيامِ رمضان، وبيان أقوال الفقهاء في لزوم الفدية فيمن أخرَّ القضاء حتى دخل عليه رمضانٌ آخر، وفي الختام تمَّ بيان حكم التتابع في صيام النذر والكفارة.