هل اسلم النجاشي وماذا قال النجاشي للمسلمين

هل اسلم النجاشي وماذا قال النجاشي للمسلمين
هل اسلم النجاشي

هل اسلم النجاشي من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن الهجرة كانت في سنة 615 م، وكان ملك الحبشة في ذلك الوقت هو النجاشي، أسماء بن أبجر، بحسب ما ورد في الكتب التاريخية التي تعود إلى هذه الفترة، وكان الدين السائد في ذلك الوقت الديانة المسيحية، وهذا واضح من الحوار الذي أجراه ابن عم رسول الله وهو جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – عاش المهاجرون المسلمون في أرض الحبشة لبعض الوقت في عهد الملك الصالح نجوس، الذي دعمهم وكان عونًا لهم على أرض الحبشة.

من هو النجاشي

هو أصحمة النجاشي أسلم ومات قبل الفتح وهو ملك الحبشة وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إليه خبر وفاته ولم يره، وفي عهده انتشر العدل والسلام في البلاد فانتشرت سمعته وانتشرت سيرته في كل مكان وقد آوى النجاشي الحبشة المسلمين الفارين من ظلم كفار قريش الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة المعاملة وحسن الجوار، ويحتمل أن نجوس الحبشة قد مات عام 630 م، والجدير بالذكر أن النجاشي ملك الحبشة هي الرجل الوحيد الذي عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلى الجنازة بعد وفاته.

هل أسلم النجاشي

نعم النجاشي أسلم، فعندما سأل النجاشي جعفر عن ربه أجابه أنه هو الذي أرسل بينهم رسولاً، وأنه هو الرسول الذي بشر الله به عيسى واسمه أحمد إلى الكهنة ورجال الدولة أن ما قاله عن يسوع ومريم يطابق ما يعرفونه ولم يضف أكثر من ذلك مقدار ذلك العود، ثم نطق الشهادتين، وقد ثبت بالأدلة الصحيحة في السنة النبوية إسلام النجاشي أصحمة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ”.[1]

أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى الحبشة

بدأ الاضطهاد والمضايقات يؤثر على المسلمين من منتصف ونهاية السنة الرابعة للنبوة، ووصل ذروته في منتصف العام الخامس كان لا بد للمسلمين من التحرك وإيجاد حل للتخلص من هذا العذاب، وكان ذلك تماشيًا مع فترة نزول سورة الكهف، حيث ورد فيها عدد من القصص والدروس ومنها أن اعتزال الكفار يقي من الفتن، كما تلاه نزول سورة الزمر التي أشارت إلى الهجرة، وعرف النجاشي بالملك العادل، لذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم عليه – أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة وكان أول وفد للمغتربين في رجب من السنة الخامسة للنبوة، وكان من اثني عشر رجلاً وأربع نساء وترأس الوفد عثمان بن عفان والسيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما.

شاهد أيضًا: هاجر المسلمون الأوائل إلى

لحاق المشركين بالمسلمين إلى الحبشة

اهتز المسلمون تحت جنح الظلام، متجهين إلى الحبشة، فاختاروا ذلك الوقت حتى لا يلاحظهم قريش، وخرجوا إلى البحر إلى ميناء الشعيبة، وتمنى الأقدار الجمع بينهم مع اثنين من التجار السفن التي نقلتهم إلى الحبشة، لذلك شعرت قريش بمحاولتهم الذهاب إلى الحبشة وحاولت اللحاق بهم، ولكن بمجرد وصولهم إلى شاطئ قريش، انطلق المسلمون بأمان.

المشركون يطلبون من النجاشي تسليم المسلمين

اتخذت قريشًا قرارًا بالانضمام للمسلمين إلى الحبشة، لكن الحبشة كانت مملكة قوية لا يمكن مهاجمتها، بالإضافة إلى العلاقات الطيبة بين مكة والحبشة، لذلك قررت قريش إرسال وفد إلى الحبشة تطلب منها إرجاعها المسلمون إليها، ولأن ملك الحبشة – النجاشي – معروف بعدالة يجب على قريش أن يستخدم أسلوب الحيلة للوصول إلى هدفه، فأرسلت أذكى رجالها وأقدرهم دهاءاك وهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة وقوبلت القضية الشخصية بالبعثة الرسمية.

وأرسلت قريش للوفد العديد من الهدايا القيمة رشوة حتى يقبل النجس تسليم المسلمين، ولم يذهب عمر بن العاص مباشرة إلى النجاشي، بل ذهب إلى البطاركة الذين هم كبار رجال الدين والسياسيين هناك وأخذوا الهدايا لهم، مما يضمن لهم ذلك قف بجانبه ضد المسلمين ثم دخل عمرو إلى النجس وكان لقاء طيبًا، وقدم له عمرو الهدايا، ثم بدأ يتحدث، وتحدث معه عن المسلمين ووصفهم بأنهم جماعة الحمقى الذين دخلوا بلاده، وأنهم هم انتهكوا دين قومهم لأنهم لم يدخلوا دين قومك.

وأوضحوا له أن نبلاء الناس قد جاؤوا إليه ليرجعوهم، ووقف البطاركة إلى جانبه ودعموه بكلماته، وكان هدف عمرو وعبد الله ألا يسمع النقوس كلام المسلمين ويقتنعوا به لكن النجاشي كان ملكًا عادلًا، فلم يقبل أن يسمع من جهة، وتشاور الملايين فيما بينهم، واختاروا أن يكون جعفر بن أبي طالب المتحدث الرسمي باسمهم جميعًا، لأنه تحدث سابقًا بالنجاشي وألف حديث معه وهو خطيب قادر على الكلام بحكمة ولأنه هاشمي قرشي.[2]

وقوع المناظرة أمام النجاشي

اجتمع الأساقفة والبطاركة وكبار رجال الدولة والنقوس في وسط الاجتماع، وكان من جهة عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، ومن جهة أخرى المسلمون بقيادة جعفر بن أبي طالب على الفور سأل النقوس المسلمين عن دينهم، وتحدث معه جعفر عن الفرق بين عصور ما قبل الإسلام وعاداتها في عبادة الأصنام من ناحية أخرى، فإن الإسلام هو دين التوحيد وعاداته السامية وآدابه من ناحية أخرى وعد جعفر له الكثير من فضائل الإسلام، ثم روى جعفر ظلم المشركين وظلمهم للمسلمين، وطلب منه العدل معهم.[3]

شاهد أيضًا: من هي المرأة التي شاركت في غزوة أحد

النجاشي يتأمل قول جعفر بن أبي طالب

سمع النجاشي أقوال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وأحسوا بالبشاعة والجهل الذي يعيش فيه كفار قريش، وشبّهوا حياة ما قبل الإسلام بفضائل الإسلام التي جعفر تحدث عنهم، لذلك صدقهم.

النجاشي يطلب من جعفر أن يتلو شيئًا من القرآن الكريم

وبعد أن سمع النجاشي أقوال جعفر، طلب منه أن يقرأ له ما أنزله الله عليهم، وقرأ له جعفر بداية ما نزل عليه بحياء فبكى النجاشي وأساقفته ورفضوا تسليم المسلمين لكفار قريش وحيث رأى أن ما سيتبعه جعفر سيخرج، أحضر هو وعيسى من مكان واحد، وأعاد لهم النجس هدايا المشركين.

ماذا قال النجاشي للمسلمين

قال نجاشي الحبشة قولته الشهيرة لجعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي كان يتحدث باسم المسلمين المهاجرين: “يا معشر القسيسين والرُّهبان، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه، مرحبا بكم، وبمن جئتم من عنده، فأنَا أشهدُ أنَّه رسول الله وأنَّه الذي بشَّر بهِ عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك، لأتيتهُ حتَّى أحملَ نعليهِ، امكثوا في أرضي ما شئتمْ، وأمرَ لهم بطعام وكسوة، وقال: ردوا على هذين هديتهم”.

الهجرة إلى الحبشة

بعد اشتداد أذى مشركي قريش على من آمن برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بداية الدعوة الإسلامية، رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، واختار رسول الله هذه البلاد لأن أهلها هم من أهل الكتاب ولأنها بعيدة عن مكة، وهو بعد يوفر الأمان والحماية للمسلمين، ولأنها كاملة مستقل سياسياً، ولأن هناك ملكاً من أهل الكتاب لا يظلم فيه أحد إطلاقاً، وهو أسماء النجاشي، الملك العادل الذي جعل العدل أساس ومنصة حكمه في الحبشة، وهذا ستسلط المقالة الضوء على أسماء نجوس، ملك الحبشة، من عدة جوانب.[4]

شاهد أيضًا: من هو أول جبار في الأرض لعنه الله

بينا في هذا المقال الإجابة على سؤال: هل اسلم النجاشي؟  فعنْ أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “نعَى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- النَّجاشيَّ لأصحابِهِ بالمدينةِ، فصفُّوا خلفَهُ فصلَّى علَيهِ، وَكَبَّرَ أربعًا.”

المراجع

[1]مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير، كتاب جامع الأصول، صفحة 187. بتصرّف11/08/2021
[2]صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 44-45. بتصرّف 11/08/2021
[3]صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 44-45. بتصرّف 11/08/2021
[4]راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 4-5. بتصرّف11/08/2021