حكم التهنئة بالكريسماس

حكم التهنئة بالكريسماس
حكم التهنئة بالكريسماس

حكم التهنئة بالكريسماس هو أحد الأحكام الشرعية المُهمة والتي لا بدَّ من تسليط الضوء على رأي الشريعة الإسلامية بها، فقد بيّن لنا دين الإسلام الحدود والضوابط الاجتماعية التي يجب مُراعاتها عند التعامل مع الآخرين من المُسلمين ومن غير المُسلمين، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر حكم التهنئة بالكريسماس، وحكم تهنئة الكفار بأعيادهم، كما سنذكر حكم الاحتفال بعيد الكريسماس.

حكم التهنئة بالكريسماس

إنَّ حكم التهنئة بالكريسماس هو مُحرَّم وغير جائز، وذلك باتفاق أهل العلم، وقد بيَّن ذلك ابن القيم في قوله: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنيهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمـاً عند الله”، حيث أنَّ في هذه التهنئة مُباركة للكافرين بشعائهم وأعمالهم التي تُناقض الشريعة الإسلامية وأحكامها، وفي ذلك رضا وموافقة ودعم لأهل الكفر، والله أعلم.[1]

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

إن حكم تهنئة الكفار بأي عيد من أعيادهم أو أي مناسبة من مناسباتهم الدينية التي ليس لها أي أساس في الشريعة الإسلامية، هو أمرٌ غير جائز ومُحرَّم، سواء أكانت هذه التهنئة بمناسبة الكريسماس أو رأس السنة الهجرية أو الصيام أو الصلاة التي لا تُشابه صلاة وصيام المُسلمين، فإنّ في ذلك تأييد لهم على معصيتهم وكفرهم، وقد قال في ذلك ابن القيم: “فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه”، والله أعلم.


شاهد أيضًا:
ما حكم الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية

حكم الاحتفال بالكريسماس

إذا كان حكم التهنئة بالكريسماس هو أمر مُحرَّم ومنهي عنه، فإنَّ الاحتفال بهذا العيد هو أشد حُرمة، فإنَّ في مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من غير المُسلمين تعاونٌ معهم على أداء شعائر الكافرين وتشبّه بهم وبعاداتهم، وقد نهى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن التشبّه بالكفار وبأخلاقهم وعاداتهم، كما إنَّ في هذا الاحتفال عون للكافرين على الإثم الذي نهى عنه تعالى في كتابه الكريم في قوله: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”[2]، والله أعلم.[3]

حكم زيارة النصارى في أعيادهم

إنَّ زيارة النصارى بهدف التهنئة في أعيادهم سواء أكان ذلك في المنزل أو في الكنائس هو إقرار بأعمالهم ونهجهم الباطل الذي يُخالف الشريعة الإسلامية، وإنَّ زيارة النصارى في عيد الكريسماس وغيره من الأعياد هو أمرٌ غير جائز ومنهي عنه في الإسلام، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب على المُسلم عدم الرد على تهنئة الكافرين بأعيادهم لأنَّها أعياد لا تُرضي الله تعالى في أصلها وأفعالها، والله أعلم.[4]

هل يجوز بيع شجرة الميلاد

لا يجوز للمُسلم مُشاركة غير المُسلمين من السهود أو النصارى أو غيرهم في شعائر وعادات دينهم وأعيادهم وشعائرهم، وإنَّ ذلك يشتمل على الاحتفال بأعيادهم أو التهنئة والزيارة بأعيادهم، وكذلك المُتاجرة بمُستلزمات هذه الأعياد ومن ذلك بيع وشراء أشجار عيد الميلاد، فإنَّ ذلك أمرٌ مُنكر ومُحرَّم، فإنَّ المتاجرة وبيع مُستبزمات أعياد غير المُسلمين تأخذ حكمها من حيث الحُرمة وعدم الجواز، والله أعلم.[5]


شاهد أيضًا:
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية للمسلمين

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن لنا أحد الأحكام الشرعية والفقهية المُهمة وهو حكم التهنئة بالكريسماس، وأكَّد على حُرمة تهنئة الكافرين ومشاركتهم في أعيادهم وشعائرهم وزيارتهم فيها، بالإضافة إلى ذكر حكم المُتاجرة بشجرة عيد الميلاد وبيعها أو شرائها.