ما معنى قهر الرجال

ما معنى قهر الرجال؟ حيث لا يوجد شعور أصعب من قهر الرجال حيث أنه يقع دائمًا على الضعيف، وقد حذر الله والنبي عليه السلام من قهر الرجال وغلبة الدين كذلك، حيث إنهم يكونون بلاء على المرء وكرب شديداً لا يستطيع التخلص منهم إلا من أخلص وجهه لله عز وجل ودعاه للتخلص من ذلك الكرب واستعان به على ذلك.

ما معنى قهر الرجال

لقد استعاذ الحبيب المصطفى عليه السلام من قهر الرجال وذلك لأنه يكون بلاء يُصيب المرء في صدره ويكون هذا البلاء منشأ ضيق ومشقة وتعباً في الحياة، وقهر الرجال يُعد هو استعلاؤهم على الأشخاص بدون وجه حق لذلك حيث أنه لا يوجد أي حق للمرء على أن يستعلي على غيره، حيث قال مالك تحفة الأحوذي عن قهر الرجال في فيض القدير “ضلع الدين وقهر الرجال قرينتين فإن استعلاء الغير إن كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال”، وقهر الرجال من الممكن أن يصل بالمرء إلى أنه لا يستطيع جلب المنفعة لنفسه ولغيره ولا يمكنه أن يدفع الضرر عنه أو عن أهله، كما أن قهر الرجال قد يقطع صلة الرحم ومجافاتهم.

علاج قهر الرجال

قهر الرجال ليس بمرض جسدي يحتاج إلى تدخل الأطباء لوصف العلاج لكي يتم منع قهر الرجال ولكن هو عبارة عن مرحلة تصيب المرء ويفقد في وجودها الدفاع عن نفسه أو مجيء الخير له، ومن الممكن أن يتم علاج قهر الرجال بقوة الإرادة للمرء وصحة يقينه بذلك، وأن يتعلق المرء بالله عز وجل، لأن الله سيقويه على هذا القهر ويهون عليه كل شيء.

ويجب لجوء المرء إلى الله سبحانه وتعالى لكي يرفع عنه هذا البلاء، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه، وجعل فقرَه بين عينيْه، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانتِ الآخرةُ نيتَهُ جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّه جعل اللهُ فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شملَه، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له”.[1]

أحاديث الرسول عليه السلام في قهر الرجال

كما ذُكر عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال “ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أنْ نتعلَّمَ هذه الكلماتِ؟ قال: (أجَلْ، ينبغي لِمَن سمِعهنَّ أنْ يتعلَّمَهنَّ”.

وقال أيضًا عليه السلام لمواجهة القهر بالدعاء “اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ”، وكان عليه السلام يقول حين يشتد الكرب عليه “لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ، وربُّ العرشِ الكريمِ”.

شاهد أيضًا: المقصود بالظلم هو

قصص حدث بها قهر الرجال

يوجد الكثير من القصص التي وقع بها قهر الرجال ومن أشهر تلك القصص ما يلي:

كان أحد الرجال يقول لبائع بكم كيو البطاطا، فقال له البائع أن الكيلو من البطاطا بسبعين قرشًا، فقال الرجل للبائع هل من الممكن أن تزن لي نصف كيلو فقط بثلاثين قرشًا لأن ليس معي مال يكفي لكي تزن لي كيلو، فقال له البائع لا وأذهب لن أبيع للمتسولين وقال أنه يُفضل رميها في القمامة بدلًا من بيعها للمتسولين، فأتت ابنة الرجل تقول له ليس من الضروري عشاء اليوم يا أبي هيا بنا نذهب، وكان أبوها يشعر بالحزن الشديد والأسى وقد نزلت الدماء من فمه وأنفه وسقط على الأرض فاقد للوعي وعندما جاء الطبيب قال لهم أنه قد مات فسقطت بعده الطفلة فاقدة للوعي هي الأخرى، وفسر الطبيب ذلك الموقف بأن الرجل قد مات من شدة الكسرة التي أصابت قلبه لأنه لم يستطع أن يجلب العشاء لأطفاله، حيث حدث له ضغط نفسي وعصبي شديد أفضى به إلى انفجار داخلي، وقد مات الرجل بعد أن مد يده لأجل جلب العشاء لأولاده.

وفي النهاية نكون قد عرفنا ما معنى قهر الرجال حيث أن قهر الرجال وغلبة الدين من الأمور التي حذرنا ونهانا منها الله عز وجل والحبيب المصطفى عليه السلام في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك لأنهم يكونون كرب وبلاء في قلب من يتصف بقهر الرجال.