هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان

هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان
هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان

هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان هو أحد الأحكام الشرعية الخاصة بشهر رمضان المبارك والتي يجب على كل مسلم ومسلمة من الأسر الإسلامية والمتزوجين أن يكونوا عارفين بالرأي الشرعي لهذا الحكم المهم، وفي هذا المقال من موقع محتويات سوف نسلط الضوء على هل يجوز للزوجين النوم عاريان بالإضافة إلى الحديث عن حكم مجامعة الزوجة عبر الهاتف في الإسلام، بالإضافة إلى مجموعة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بهذا الحكم الشرعي المهم.

هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان

إنَّ نوم الزوجين بدون ملابس في نهار رمضان جائز في الإسلام بحسب قول أغلب أهل العلم، حيث إنّ الشرع الإسلامي أباح للزوجين أن يستمتعا ببعضهما بعضًا في نهار الصيام بشرط ألّا يحدث الجماع والإنزال، واستدلّ أهل العلم في هذا القول الشرعي بحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ورد في رواية السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- والتي قالت فيه: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ” [1] وفي فتوى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- قال: [2]

الصائم صوماً واجبا لا يجوز له أن يستعمل مع زوجته ما يكون سبباً لإنزاله، والناس يختلفون في سرعة الإنزال، فمنهم من يكون بطيئاً، وقد يتحكم في نفسه تمامًا، ومنهم من لا يملك نفسه، فهذا يحذر من الملامسة والتقبيل والنوم عريانًا.

أقوال العلماء في نوم الزوجين بدون ملابس

وردت عن أهل العلم العديد من الأقوال في مسألة نوم الزوجين بدون ملابس في شهر رمضان المبارك وفي غير هذا الشهر الفضيل، ومن هذه الأقوال:

  • قال الحافظ بن حجر رحمه الله:

واستدل به الداوديُّ على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه، ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسى أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته، فقال: سألت عطاءً فقال: سألتُ عائشة فذكرتْ هذا الحديث بمعناه، قال الحافظ: وهو نصٌّ في المسألة.

  • قال ابن حزم رحمه الله تعالى:

وحلالٌ للرَّجُلِ أَنْ ينظرَ إلى فرج امرأته -زوجته وأمَتِه التي يحل وطؤها- وكذلك لهما أنْ ينظرا إلى فرجه، لا كراهة في ذلك أصلاً، برهان ذلك الأخبار المشهورة عن طريق عائشة وأمِّ سلمة وميمونة أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أنهن كنّ يغتسلن مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الجنابة من إناءٍ واحدٍ، وفي خبر ميمونة بيان أنه عليه الصلاة والسلام كان بغير مئزرٍ لأنَّ في خبرها “أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ ثُمَّ أَفْرَغَ عَلى فَرْجِهِ وَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ”، فبطل بعد هذا أنْ يُلتفت إلى رأيِ أَحَدٍ، ومن العجب أنْ يُبيحَ بعضُ المتكلِّفين مِن أهل الجهل!! وَطءَ الفرجِ ويمنع من النظر إليه.

شاهد أيضًا: هل يجوز تذوق الطعام اثناء الصيام

هل يجوز للزوجين النوم عاريان

اتفق أهل العلم على أنّه يجوز للزوجين النوم عاريين في الإسلام، والأدلة على هذه الإباحة كثيرة من السنة النبوية الشريفة ومن القرآن الكريم، ومن هذه الأدلة:

  • دليل تحليل نوم الزوجين عاريين من القرآن الكريم، قال تعالى في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [3]
  • دليل تحليل نوم الزوجين عاريين من السنة النبوية الشريفة، هو الحديث الذي روته السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت فيه: “أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ” [4]

هل يجوز للزوجين النوم عاريان والزوجة حائض

أشار أهل إلى أنّ الأصل في الحكم الشرعي هو تحريم الجماع بين الزوجين في فترة الحيض، ولكن يجوز للمسلم أن يستمتع بزوجته في فترة الحيض من غير جماع، وبما أنّ الاستمتاع جائز والجماع محرم في فترة الحيض فإنه يجوز للمسلم أن ينام مع زوجته الحائض عاريين من باب الاستمتاع الذي أباحه أهل العلم، واستدلوا في تحليله أو إباحته بالعديد من الأدلة الشرعية، والله تعالى أعلم.

هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف

ورد عن أهل العلم أنّه يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف بعدة شروط وضوابط، وهي أن يضمن الطرفان سرية العلاقة عبر الهاتف وأن يضمن الطرفان أن هذه العلاقة سوف تكف عنهما الكثير من الأمور المحرمة، وإلّا فإنّ الجماع واقعًا هو الأولى بالنسبة للمسلم، وعلى المسلم أن يجامع زوجته في الواقع بدلًا من جماعها عبر الهاتف لأنّ هذا ما قد يرد فيه الاختلاف الذي من الأولى أن يبتعد عنه المسلم. [5]

شاهد أيضًا: ما حكم من افطر ناسيا في رمضان

حكم النوم بدون ملابس في رمضان

أجمع العلماء أنّه لا حرج على المسلم لو أنّه نام عاريًا أي بدون ملابس سواء في رمضان أو في غير رمضان، إذا كان يأمن أنّه لن يطلع أحد إلى عورته أثناء النوم، فحفظ العورة واجب، ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف أنّه قال: “احفظْ عورتَكَ إلا من زوجَتِكَ أو ما ملَكت يمينُكَ، قال: قلتُ فإذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ، قال: إنِ استطعتَ أن لا يَريَها أحدٌ فلا يَريَها، قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ إذا كان أحدُنا خاليًا، قال: فاللهُ أحقُّ أن يستحيِي منهُ من الناسِ” [6] والله تعالى أعلم.

هل يجوز للزوج أن يلمس عورة زوجته

يجوز للزوج أن يلمس عورة زوجته ويجوز للزوجة أن تلمس عورة زوجها، فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأشياء المحرمة في الجماع هي أن يأتي الرجل زوجته من دبرها، أو أن يأتيها في فترة الحيض والنفاس، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [7] فيجوز للمسلم أن يأتي زوجته في الزمان والمكان الذي شاء بشرط ألّا يأتيها من الدبر ولا في الحيض ولا في النفاس، والله أعلم.

هل يجوز النظر إلى عورة الزوج في الإسلام

يجوز للزوج في الإسلام أن ينظر إلى عورة زوجته ويجوز للزوجة أن تنظر إلى عورة زوجها، وهذا ما أكده أهل العلم في كثير من المواضيع، قال الألباني رحمه الله تعالى: “تحريم النظر بالنسبة للجماع من تحريم الوسائل، فإذا أباح الله تعالى للزوج أنْ يجامع زوجته، فهل يعقل أنْ يمنعه من النظر إلى فرجها؟! اللهمَّ لا”، وقال ابن حزم رحمه الله تعالى في هذه المسألة الفقهية المهمة: ” فأمر تعالى بحفظ الفرج إلا على الزوجة وملك اليمين، فلا ملامة في ذلك، وهذا عموم في رؤيته ولمسه ومخالطته”، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز تشهية الصائم

بهذه الأحكام الشرعية نختم هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان ومررنا فيه على مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة والتي من شأنها الكثير من الآراء الشرعية حول العلاقة الزوجية بين الزوجين في الإسلام.

المراجع

[1]صحيح البخاريالبخاري، عائشة أم المؤمنين، 1927، صحيح.
[3]سورة المؤمنونالآية 5، 6.
[4]صحيح مسلممسلم، ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، 317، صحيح.
[6]مجموع الفتاوىابن تيمية، معاوية بن حيدة القشيري، 21/337، ثابت.
[7]سورة البقرةالآية 233.