فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب

فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب
فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب

فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب، معلومٌ أنَّ الشرع الحنيف استحبَّ صيامَ يومِ عاشوراءَ، ورتب فضلًا عظيمًا على ذلك، فما هو هذا الفضل؟ وهل يجوز للمسلم إفراد اليوم العاشر بالصيام؟ وما هو الأفضل له؟ وما سبب استحباب صيامِ اليوم العاشر؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات عبر السطور التالية.

فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب

لم يرد فضلٌ مخصوصٌ في صيامِ يوم تاسوعاء، إنَّما الفضلُ ورد في صيام يوم عاشوراء، حيث أنَّ صيامه سببٌ في تكفير ذنوب عامٍ من ذنوب العبد،[1] ودليل الحديث الذي رواه أبو قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- حيث قال: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)،[2] وهذا فضل صيامِ عاشوراءَ على وجه الخصوص، ولا بأس من بيان فضل الصيامِ على وجه العموم، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أضاف هذه العباة العظيمة إلى نفسه، حيث قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به)،[4] وهذا دليل على عظم شأن الصيام.
  • أنَّ الصيامَ يعدُّ من أفضل الأعمال عند الله -عزَّ وجلَّ- ودليل ذلك قول أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- حيث قال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه).[5]
  • أنَّ الصيامَ وقاية من شهوات الدنيا وعذاب الآخرة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).[6]
  • أنَّ الصيامَ يشفع لصاحبه يوم القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ).[7]
  • أنَّ الصيام سبب لدخول الجنة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ).[8]

شاهد أيضًا: ما هو اجر صيام عاشوراء وتاسوعاء

هل يجوز إفراد عاشوراء بالصيام

يجوز للمسلم إفراد يوم عاشوراء بالصيام، إلَّا أنَّ الأفضل له أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده؛ إذ أنَّ ذلك هو السنة الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ اليومَ التاسِعَ)،[9] ويرجع سبب استحباب صيامِ يوم تاسوعاء مع عاشوراء إلى سببين، وفيما يأتي بيانهما:[10]

  • إن في صيام اليوم التاسع مع العاشر مخالفة صريحة وواضحة لليهود؛ إذ أنَّهم يقتصرون على صيام اليوم العاشر، وهذا السبب مستنبط من الحديث الذي رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).[11]
  • إن في صيام اليوم التاسع احتياط لصيام اليوم العاشر، خشية نقص الهلال، ووقوع غلطٍ، فيكون اليوم التاسع هو اليوم العاشر.

شاهد أيضًا: حديث عن فضل صيام يوم عاشوراء

سبب استحباب صيام عاشوراء

يرجع سبب استحباب هذا اليوم إلى أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نجَّى فيه موسى -عليه السلام- ومن آمن معه من بطش فرعون وجنوده، فأمر النبيُّ بصيامه شكرًا لله -عزَّ وجلَّ- على ذلك، وقد جاء هذا السبب في الحديث الذي رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[12]

شاهد أيضًا: سبب صيام عاشوراء ومراتب صيامه وفضله

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء اسلام ويب، وفيه تمَّ بيان أنَّ صيامَ عاشوراءَ سبب من أسباب تكفير ذنوب عامٍ من ذنوب العبد، كما تمَّ بيان فضائل الصيام على وجه العموم، ثمَّ تمَّ بيان حكم إفراد عاشوراء بالصيامِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان سبب استحبابِ صيامِ عاشوراءَ.

المراجع

[2]صحيح مسلممسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1162، صحيح
[4]صحيح البخاريالبخاري، أبو هريرة، 5927، صحيح
[5]صحيح النسائيالألباني، أبو أمامة الباهلي، 2222، صحيح
[6]صحيح البخاريالبخاري، أبو هريرة، 1904، صحيح
[7]صحيح الجامعالألباني، عبدالله بن عمرو، 3882، صحيح
[8]صحيح البخاريالبخاري، سهل بن سعد الساعدي، 1896، صحيح
[9]صحيح ابن ماجهالألباني، عبدالله بن عباس، 83/2، صحيح
[11]صحيح مسلممسلم، عبدالله بن عباس، 1134، صحيح
[12]صحيح البخاريالبخاري، عبدالله بن عباس، 2004، صحيح