من اول من سعى بين الصفا والمروة

من اول من سعى بين الصفا والمروة
من اول من سعى بين الصفا والمروة

من اول من سعى بين الصفا والمروة سؤال من الأسئلة المطروحة بين جموع المُسلمين، فقد جعل الله تعالى السعي بين الصفا والمروة ركنًا من أركان الحج والعمرة، وجعلها عبادة يُؤجر عليها المُسلمين، وفي هذا المقال سنذكر أصل هذه العبادة وأول من قام بها، كما سنبيِّن حكم السعي بين الصفا والمروة ومشروعيته ودليله، كما سنوضِّح شروط السعي بين الصفا والمروة، والحكمة منه.

من اول من سعى بين الصفا والمروة

إنَّ أول من سعا بين الصفا والمروة هاجر أم النبي اسماعيل -عليه السلام- وزوجة خليل الله ابراهيم عليه السلام، وذلك بعد أن تركها النبي ابراهيم في صحراء مكة هي وطفلها الرضيع اسماعيل، في وسط مكان خالٍ من البشر والشجر، وذلك بأمر من الله تعالى، وهي صابرة مُحتسبة وتقول: “إذن لا يضيعنا”، وقد حدث سعيها بين الصفا والمروة بعد أن نفذ قوتهما من الماء والطعام، وبات ابنها جائعًا يبكي، فذهبت تبحث في مكان مهجور عن الماء أو الطعام لابنها، فصعدت إلى جبل الصفا تبحث دون أن تجد شيئًا فتنزل إلى الوادي وتصعد إلى جبل المروة ودون جدوى وتكرر ذلك سبع مرَّات حتى يُدركها التعب واليأس، فيُنزل الله تعالى لها جبريل -عليه السلام- ليضرب بجناحه الأرض ويخرج الماء لتروي ابنها اسماعيل وتقول للماء: “زمِّي زمي”، وسُمّيت الماء بماء زمزم.[1]

شاهد أيضًا: دعاء بداية السعي وأفضل الأدعية المشروعة المستحبة في الحج والعمرة

مشروعية السعي بين الصفا والمروة
إنَّ السعي بين الصفا والمروة هو عبادة تؤدى حسب الفريضة، وإنَّ الفريضة هي أنَّ السعي هو ركن من أركان الحج العمرة ويجب تأديته فيهما، أمَّ الطواف بشكل عام فهو سنة يُمكن تأديتها في الحج والعمرة وفي غير ذلك من الأوقات، وإنَّه مُستحب لمن يسكن مكة أن يُكثر من السعي بين الصفا والمروة فهي عبادة كغيرها من العبادات يُؤجر العبد على تأديتها.[2]
دليل السعي بين الصفا والمروة
إنَّ السعي بين الصفا والمروة ركن أساسي من أركان الحج والعمرة، وقد ورد ذكر الصفا والمروة في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف في عدد من المواضع منها:
  • في القرآن الكريم: وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم”[3]
  • في الحديث النبوي الشريف: وذلك في الحديث الوارد عن عبد الله بن عمر: “سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: عن رَجُلٍ طَافَ بالبَيْتِ في عُمْرَةٍ، ولَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ أَيَأْتي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَطَافَ بالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطَافَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ سَبْعًا، {لقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وسَأَلْنَا جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما فَقالَ: لا يَقْرَبَنَّهَا حتَّى يَطُوفَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ[4]
شروط السعي بين الصفا والمروة
لابدَّ من توفر بعض الشروط في السعي بين الصفا والمروة لثبات صحَّة السعي، ومن هذه الشروط:[5]
  • الاستيعاب: وذلك بأن يقطع الساعي المسافة التي بين الصفا والمروة كاملًا.
  • الترتيب: وذلك بأن يبدأ الساعي من الصفا ثم ينتقل إلى المروة ويكرر ذلك حتى يختم سعيه في المروة.
  • العدد: أن يكون عدد أشواط السعي بين الصفا والمروة هو سبع أشواط.
  • الميقات: حيث يُشترط في السعي أن يكون بعد الطواف ليكون صحيحًا وذلك بحسب رأي الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية، إلَّا أنَّ الظاهرية ذهبوا إلى أنَّه لا يشترط أن يكون السعي بعد الطواف لثبات صحّته.
  • الموالاة: حيث ذهب المالكية والحنابلة إلى وجوب الموالاة بين الأشواط في السعي لثبات صحّة السعي، في حين ذهب الشافعية والحنفية إلى عدم وجوب الموالاة في السعي لضمان صحَّته.

ما الحكمة من السعي بين الصفا والمروة

إنَّ الحكمة من جعل السعي بين الصفا والمروة أحد أركان العمرة والحج هو تذكر الحال الذي كانت فيه هاجر أم النبي اسماعيل عليه السلام، وكيف انقذها الله تعالى بعد أن أدركها اليأس وهي تبحث عن ماء أو قوت تُسكت به بكاء طفلها الرضيع وذلك بعد نفاذ طعامها وشرابها وجفاف لبنها، وكيف أدركتها رحمة الله وعطفه الشديد فبعث لها جبريل ليُخرج لها الماء، وكيف أنَّ الله تعالى لا يُضيع أجر الصابرين والمُتقين، وإنَّ السعي بين الصفا والمروة هو إحياء دائم لهذه الحادثة، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما يقال في السعي بين الصفا والمروة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن من اول من سعى بين الصفا والمروة، كما ذكر مشروعية السعي بين الصفا والمروة، ودليل السعي من الحديث النبوي الشريف والقرآن الكريم، بالإضافة لذكر الحكمة من فرض السعي بين الصفا والمروة.

المراجع

[3]سورة البقرةالآية 158.
[4]صحيح البخاريعبد الله بن عمر، البخاري، 1645، صحيح.