حكم صيام يوم عرفة للحاج

حكم صيام يوم عرفة للحاج
حكم صيام يوم عرفة للحاج

حكم صيام يوم عرفة للحاج هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي يجب توضيح إجابتها وبيانها، حيث أنَّ عبادة الحج هي أحد الأركان الخمسة التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وهي عبادة لا يكتمل دين المرء دون أدائها، وإنَّ الوقوف في عرفة هو أحد النسك والأركان الأساسية في الحج، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سنسلط الضوء على حكم صيام هذا اليوم للحاج وغير الحاج، كما سنذكر أهم أعماله وفضائله.

حكم صيام يوم عرفة للحاج

حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج مكروه وغير مُستحب، وبيان هذا الحكم وارد في السنة النبوية الشريفة، حيث أنَّ النبي الكريم-صلّى الله عليه وسلّم- حين أدى فريضة الحج لم يصم في يوم عرفة، بل وقف بعرفة وهو مُفطر، وتبعه في ذلك بقية الصحابة -رضوان الله عليهم- فلم يكونوا يصوموا في يوم عرفة، فمن الجائز والمستحب للحاج أن يصوم أول أيام ذي الحجة باستثناء صيام يوم عرفة فلا يُستحب له صيامه، لأن الإفطار أهون له، ويُبقي الحاج قويًا قادرًا على الذكر والدعاء، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام عرفة بنية القضاء وعرفة

حُكم صِيام يوم عَرفة لغير الحَاج

أيام ذي الحجة جميعها من المواسم العظيمة التي يمكن للمسلم اغتنامها في الطاعات والعبادات ومختلف وجوه البر، ومما ورد من سنة رسو الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه لم يكن يترك صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة، وهذا يبيّن فضل الصيام في هذه الأيام المباركة، وبالأخص في يوم عرفة الذي أكدَّ الرسول الكريم على أهمية صومه، إذ أنَّ في صيامه تكفير لذنوب المسلم للعام الذي يسبقه والعام الذي يليه.[2]

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم بلغنا يوم عرفة واجعل لنا فيه دعوة مستجابة

الحكمة من منع الحَاج من صيام يَوم عَرفة

الإسلام هو دين الرحمة والرأفة، وشرع الله تعالى الرخص للمسلمين حتى لا يشُقَ عليهم تأدية الفروض، وفيما يلي سنوضح الحكم من نهي الحجاج عن صيام يوم عرفة، استحباب الإفطار لهم في هذا اليوم على الرغم من أهميته وعظمته:[3]

  • يوم عرفة يُعتبر يوم عيد بالنسبة للحاج، وذلك بحسب قول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم: “يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ”[4]، ولا يجوز للمسلمين صيام أيام العيد.
  • الصوم يُضعف الحاج، والحاج بحاجة إلى القوة التي تُعينه على الوقوف بعرفة، وذكر الله تعالى والدعاء له في هذا اليوم المبارك.
  • النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حين وقف بعرفة وقف مفطرًا، والصحابة الكرام ساروا على سنته من بعده، وأفطروا في يوم عرفة في الأعوام التي كانوا فيها حُجاجًا.

حكم عدم صيام يوم عرفة

إن صيام عرفة من السنن المؤكدة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حيث كان يواظب على صيام يوم عرفة حين لا يكون حاجًا، بالإضافة لصيام ما يسبقه من الأيام في شهر ذي الحجة، والأفضل للمسلمين صيام هذا اليوم لما فيه من فضل وأجر وثواب، ولكن إذا ترك المسلم غير الحاج صيامه فإنه لا يؤثم على ذلك، وإذا كان حاجًا فالمستحب هو إفطاره في يوم عرفة، وعدم صيامه، والله أعلم.[5]

حكم صيام يوم العيد

إنَّ صيام يوم العيد من الأمور التي نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عنها، فلا يجوز للمسلم أن يصوم يوم العيد لأي سبب كان، كقضاء يوم من رمضان، أو نذر أو كفارة، تطوعًا أو فرضًا، وأيام العيد المنهي عن صيامها هي اليوم الأول من شوال بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، ويوم النحر وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وأيام التشريق وهي الأيام الثلاث التالية ليوم النحر، والغاية من فرض الإفطار في أيام العيد ليتسنى للمسلمين الفرح في هذه الأيام، والتوسع في الأكل والشرب واللباس، والتمتع بأيام العيد بين المسلمين جميعهم، والله أعلم.[6]

أعمال يوم عرفة

بعد بيان حكم صيام يوم عرفة للحاج سننتقل لتوضيح أهم أعمال يوم عرفة، فإنَّ يوم عرفة هو أحد الأيام المباركة التي يقف فيها المسلمين من الحجاج فوق جبل عرفات لتأدية أحد مناسك الحج، ويباهي الله تعالى بهم الملائكة، وخلال هذا اليوم العظيم ثمة الكثير من العبادات التي يمكن للمسلم تأديتها ونيل الأجر والثواب سواء كان حاجًا أم لا، ومن هذه العبادات.[7]

اقرأ أيضًا: صحة حديث خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة

الصيام

الصيام من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، فالصوم من أعظم الأعمال التي يمكن تأديتها خلال نهار هذا اليوم، وفي صيام المسلم ليوم عرفة كفارة لذنوب وآثام عامين، والصيام في عرفة محصور بغير الحجاج فقط، إذ أنه من المكروه صيام هذا اليوم للحجاج، ليقووا على الوقوف بعرفة وذكر الله عز والجل والدعاء إليه.

الدعاء

إنَّ الدعاء بشكل عام هو أحد العبادات التي يتقرَّب بها المُسلمون من الله تعالى، ويلجؤون من خلاله إلى الله آملين بالإجابة منه، وإنَّ للدعاء في يوم عرفة المبارك مكانة مختلفة عن غيره من الأيام، حيث أنَّه على المسلم أن يستغل هذا اليوم بالتضرع لله تعالى والدعاء إليه بدعاء الخير لنفسه ولغيره من المسلمين، لما هذا اليوم من الفضل الكبير، فهو من أعظم الأيام عند الله تعالى.

ذكر الله

يُستحب الإكثار من ذكر الله تعالى في يوم عرفة، بما في ذلك تسبيحه وحمده وتكبيره والثناء عليه بشكل مُضاعف، وهذه كانت صفة النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام خلال يوم عرفة وبقية أيام ذي الحجة العشر، حيث كانوا يُكثرون من التكبير التسبيح والذكر.

الوقوف بجبل عرفات

والوقوف في جبل عرفات هو أحد الأعمال التي تخص الحجاج دون غيرهم، إذ يقف الحجاج على جبل عرفة لتأدية نسك عظيم من مناسك الحج، آملين أن يحصلوا من خلاله على رضا الله تعالى عنهم وـن يغفر ذنوبهم، وأن يعتقهم من النار، كما إنَّ الوقوف في عرفة هو الركن الأساسي من أركان الحج، حيث أنَّ من لم يقف في عرفة من الحجاج لم يحصل له حج وليس له أجر الحج، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: ادعية يوم عرفة مكتوبة

فضل يوم عرفة

بعد أن ذكرنا حكم صيام يوم عرفة للحاج سننتقل للحديث عن فضل يوم عرفة، حيث يمتاز يوم عرفة عن غيره من الأيام بالعديد من الفضائل والمكرمات، التي تجعل منه يومًا عظيمًا يتسابق المسلمون خلاله في تأدية أفعال الخير، والتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح الخالص لوجهه الكريم، ومن أهم فضائل يوم عرفة:[8]

  • للصوم خلال هذا اليوم المبارك الأجر الكثير من الأجر والثواب، فهو يُكفر السنة السابقة، والسنة الحالية.
  • خلال يوم عرفة أتمَّ الله تعالى الدين الإسلامي العظيم وأكمل إنزاله على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو أعظم النعم التي يحظى بها المسلمون في مختلف الأزمنة والأمكنة.
  • أقسم الله تعالى بيوم عرفة بقوله:” وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ”[9]، حيث أنَّ المقصود بالمشهود هو يوم عرفة، والله تعالى لا يُقسم إلَّا بالأشياء العظيمة.
  • يوم عرفة هو يومٌ تُغفر فيه الذنوب ويعتق فيه المسلمون من نار جهنم وعذابها.
  • يباهي الله تعالى بالحجاج الواقفين على جبل عرفات ملائكته، وفي ذلك دلالة على أنَّ أهل خيرٍ وصلاح وذنوبهم مغفورة.

وبهذا نكون وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن من خلاله بعض الأحكام المتعلقة بيوم عرفة، بما في ذلك حكم صيام يوم عرفة للحاج ولغير الحاج، بالإضافة إلى ذكر أهم الأعمال المستحب تأديتها خلال يوم عرفة، وفضله على سائر أيام العام.

المراجع

[2]binbaz.org.saحكم صيام يوم عرفة23/05/2024
[4]صحيح أبي داودعقبة بن عامر، الألباني، 2419، صحيح.
[9]سورة البروجالآية 3.