من هم جماعة التبليغ

من هم جماعة التبليغ
من هم جماعة التبليغ

من هم جماعة التبليغ ؟ حيث ظهرت العديد من الجماعات بمُسميّات عديدة، وذلك من أجل إيصال الرسالة والهدف المرجوّ من انطلاقتها، وكان من بين هذه الجماعات جماعة التذبليغ والدّعوة، والتي تُعرّف في المملكة العربية السّعودية بجماعة الأحباب، هذا وتنتشر الجماعة في أنحاء متفرّقة من العالم، فما هي جماعة التّبليغ؟ وما هي طبيعة عملها؟ وما أقوال العلماء فيها؟ هذه الأسئلة نعرضها لكم عبر مقالنا هذا.

من هم جماعة التبليغ

جماعة التّبليغ إحدى الجماعات العاملة للدين الإسلاميّ، تهدف إلى النّصح والإرشاد والوعظ، وذلك من خلال خروجها في جماعات لدعوة الكثير من الأشخاص إلى الإسلام والإيمان به، وتتكوّن هذه الفرقة من أعضاء مهمتهم مخالطة المُسلمين في المساجد ودور العبادة والمتاجِر، وتقديم الدروس والمواعظ والدروس والترغيب من أجل الانضمام إليه والخروج في الدعوة، وتجدر الإشارة هنا إنَّ هذه الجماعة لها نشيط كبير في العديد من البلدان، وأسلّم على لهم وترغيبهم في الالتحاق إلى صفوفهم، ولكنّها مثل بقيّة أيّ جماعة، فعليها بعض المساوئ والأخطاء والمُلاحظات، فهذه الجَماعة يقتصر نشاطها على مواد معلومة، ولا يملكون معلومات كثيرة عن أصول العقيدة الإسلاميّة.

شاهد أيضًا: خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ

هل جماعة التبليغ من الفرق الضالة

هنالك تساؤلات عديدة عمّا إذا كانت جماعة التّبليغ من الفِرق الضآلة أم لا، ولهذا يرى الكثير من الفقهاء والعلماء أنَّ هذه الجماعة عاملة للإسلام، التي لا يجوز صدّ الناس عنهم بإسقاطهم كليًا، ولكن يتوّجب العمل على إصلاح أخطائهم والنصيحة لهم، من أجل استمراريّة جهودهم في الدعوة للإسلام بمنهج صائب قائم على كتاب الله وسنّة المُصطفى محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويرى العلماء أنَّه لا يجوز الخروج معهم إلّا لمن أراد أن يُفيدهم ويُصحح ما يقع منهم من أخطاء، فالخروج إلى دعوة الله تعالى -ما لم يُرافقه مُخالفة شرعية- طاعة من الطاعات الإسلاميّة، ولا يصحّ وصفهم بالبدع إلّا إذا خرج منهم ما يُثبت تلبسهم بالبدع.[1]

نشأة وتأسيس جماعة التبليغ والدعوة

يعود تأسيس جماعة التّبليغ والدّعوة إلى الهند في أوائل القرن الثالث عشر الهجريّ، حيث أسّسها الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي؛ وهو من مشايخ الهند الذي انطلقت دعوته في قرية كاندهلة الهنديّة، ودرّس في مدرسة ديوبند، إحدى أكبر المدارس للأحناف في الهند، كما درس على يد أخيه الأكبر منه، وهو الشيخ محمد يحيى، كما أسس هذه الجماعة مشايخ كثيرون منهم الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ خليل أحمد السهارنفوري، والشيخ عبد الرحيم الرائي فوري، والشيخ أشرف علي التهانوي.

طبيعة عمل جماعة التبليغ والدعوة

يرتكز عمل جَماعة التّبليغ والدّعوة على اتباع نهجها وأسلوبها في الدعوة إلى الإسلام وذلك من خلال اتباع الآتي:[2]

  • تخرج الجماعة إلى دعوة الناس للإسلام وتختار لإمارتهم رجلًا يقودهم في دعوتهم.
  • تقوم مجموعة منهم بانتداب نفسها لدعوة أهل بلد ما، بحيث يذهبون في دعوتهم ويمكثون أيامًا عديدة في الدّعوة في البلد المُختار للدعوة.
  • يصل الجماعة إلى البلد التي يريدون الدعوة إليها، بحيث ينظمون أنفسهم ويُجهزون موضع إقامتهم.
  • يُحددون وقتًا مُعينًا من أجل نشر دعوتهم التي يريدون إيصالها للناس.
  • يعرضون بيانهم الخاصّ بهم يُطالبون الناس من خلاله الحضور والخروج معهم في دعوتهم، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر يقسّمون الناس إلى مجموعات، وكلّ داعٍ يأخذ مجموعة منهم لوعظها وإيصال فكرته إليه.
  • بعد الانتهاء من الإقامة في موضع إقامتهم للدعوة يعون الناس للخروج معهك وتبليغ الرسالة، وهنالك من يتطوّع للتوّجه معهم.
  • تقوم الجماعة بترتيب وقت وموعد للخروج فيه، وعادةً ما يكون ذلك ثلاثة أيام شهريًا، وأربعين يومًا وأربعة شهور في السنة الواحدة، وقد تكون المّدة أكثر أو أقل من ذلك.

شاهد أيضًا: ماهي السرورية وهل هم من أهل السنة والجماعة

ما هي المآخذ علة جماعة التبليغ؟

وتجدر الإشارة هنا إنَّ جماعة التّبليغ لديها العديد من المآخذ والأخطاء، والتي تقل في المجتمعات التي ينتشر فيها العلم والعلماء ومذاهب أهل السنة، ومن المآخذ عليها ما يلي:

  • لا تتبنّى الجماعه عقيدة أهل السنة والجماعة.
  • لا تهتم الجماعة بالعلوم الشرعيّة.
  • تقوم الجماعة بتأويل الآيات القرآنيّة في غير المعنى المراد بها، ومنها تأويلههم لآيات الجهاد بالخروج معهم في الدعوة.
  • تقع الجماعة في بعض المخالفات الشرعيّة.
  • نشرهم للأحاديث الضعيفة والموضوعة منهم.
  • عدم تطرّقهم إلى المنكرات والتحذير منها، وذلك اعتقادًا منهم أنَّ الأمر بالمعروف يُغنيهم عن ذلك.
  • اعتقادهم أنَّ الخروج للدعوة أهم من طلب العلم والجهاد وما إلى ذلك.
  • جرأة بعض دعاة هذه الجماعة في الفتاوي والتفسير والحديث.
  • تقصير بعض دعاة جماعة التبليغ في حقوق أهل بيتهم.

أقوال العلماء في جماعة التبليغ

يرى العلماء في جماعة التّبليغ العديد من الآراء والأقاويل ومنها ما يلي:

  • قول الشيخ ابن باز:

فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة ، فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه .

  • قول الشيخ صالح الفوزان:

الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن ، الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو ، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف، وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته ، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر، وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم ، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل ، قال تعالى :  قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة  ، أي : على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات الإنكار وكيفيته .

إلى هنا نصل بكم لنهاية هذا المقال؛ الذي تعرّفنا من خلاله على إجابة تساؤل من هم جماعة التبليغ، وهم إحدى الجماعات الإسلاميّة التي تدعو إلى معتقداتها الدينية، وذلك وفق المنظور التي ترتوي إليه هذه الجماعة، كما عرضنا لكم أقوال العلماء فيها.