لماذا نحب الوطن .. وما هي اشكال حب الوطن

لماذا نحب الوطن .. وما هي اشكال حب الوطن
لماذا نحب الوطن

لماذا نحب الوطن ؟ حب الوطن هو شعور سام في نفوسنا ولد حين ولدنا وتشكل معنا في جميع المراحل، فقد كان يكبر في قلوبنا كلمّا نكبر، وكانت مواقفنا تعمل على تعزيزه وتنميته، لكن ما هو السبب في حب الوطن ؟ هذا يبقى سؤالًا في بعض النفوس التي لا تعرف طريقها إلى الحق، ولا تشعر بالانتماء الكامل للمكان الذي عاشت فيه.

لماذا نحب الوطن

حب الوطن موجود في فطرة الإنسان، ويمثل حنينًا شعورًا عميقًا في النفوس، يجعل المحب يفيض على العالم شعراً ونثراً، على طريقة الشعراء والأدباء، وقد صار تمجيد الوطن نشيداً وطنياً، ممزوجاً بأكبر درجات الاحترام والتقدير، وأسمى مراتب الولاء والانتماء. فحب الأوطان لا يكون من خلال الكلام، والخطب، ونظم الشعر وكتابة المقالات فحسب، بل يجب علينا أن يتم نترجمه إلى أفعال وسلوكات، قيم، وقانون حياة، ومعايير للحكم، ورابطة لتقارب الأفراد والجماعات مع بعضهم. [1]

لماذا نحب الوطن في الاسلام

حب الوطن أمر غريزي وفطري لا علاقة له بالاسلام من حيث الأصل، وهو حب مشروع في أصله، كما أن الايمان والدين يعززان قيم حب الوطن، ويعليان من شأنه، وجعل القتال للدفاع عن الوطن جهاداً وهو ذروة الإسلام، حتى أن من يقتل بالدفاع عن الوطن مقبلاً غير مدبر، مخلصًا في نيته وبعيدًا عن الرياء والسمعة، يكون له مرتبة الشهيد، التي تعد من أسمى المراتب، وأنبل الأوصاف في الدنيا والآخرة، وقد أظهر النبي صلى الله عليه وسلم حنينًا كبيرًا وهو يهاجر من مكة، ليكون أنموذجاً لكل عربي ومسلم ولكل إنسان في الإنتماء للوطن، أينما كان.[1]

اشكال حب الوطن

هناك العديد من الأشكال لحب الوطن، ومن هذه الأشكال:[2]

  • غرس العلاقات بين أفراد المجتمع، حتى تصب في الأخير في مصلحة الوطن وتقدمه.
  • الحرص على المواطنة الصالحة الحقيقية، ويمكن تعريف المواطنة الحقيقية؛ بأن يلتزم كل فرد في المجتمع بواجبه.
  • تعزيز الأنتماء والولاء الذان يرمزان إلى الكثير من المعاني.
  • تعزيز معاني الوحدة ،والقوة، والمنعه والفخر، وهذه الكلمات ترسم في خاطر الأنسان شريط مليء بالذكريات يحاكي ماضيًا اصيلًا وتضحيات الرجال العظام، الذين منهم من رحل ومنهم من لا زال يرسم حاضرًا ومستقبلًا واعدًا.
  • جعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح، فالوطن هو أرض وتراب، لكنه في نفس الوقت وقيم، ومعتقدات، وثوابت، وعلاقات.
  • الحرص على مصالح الوطن المساعدة في ثبات واستقرار ونمو البلد.
  • المساعدة على اصلاح العلاقات بين أفراده، حتى تتقارب شرائحه.

تصرفات تناقض حب الوطن

بعض التصرفات تخدش الوطن، وتتناقض مع ادعاء الانتماء للوطن وحبه، كما تعد خروجاً على هذه القيم السامية؛ ومن هذه التصرفات:[1]

  • ممارسة الفساد، والاعتداء على المال العام، فهذه تناقض حقيقة الولاء والانتماء الوطني.
  • غش المواطن في تجارته، وعدم اتقانه لعمله، وعدم قيامه بوظيفته تعتبر خيانة للأمانة وخيانة للوطن.
  • قذف المواطن لقاذوراته، من نوافذ البيت أو السيارة، تعتبر أساءة لوطنه وممارسة للكذب في ادعاء الحب لبلاده وأرضه.
  • التمرد على القوانين والأنظمة والتعليمات التي تنظم الحقوق والواجبات بين المواطنين، وتدعم قواعد المساواة، تعتبر خرقًا للانتماء للوطن، وإفسادًا للعلاقة التي تربطه بوطنه.
  • ممارسة الاعتداء على أملاك الناس، والسطو على الحق العام، فإن من فعل ذلك لا يرتقي لمستوى حب الوطن، فضلاً على مخالفته لقواعد الاسلام، ومخالفته للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، فالقيام بالعبادة بشكل صحيح، يتطلب ثمرة عملية مؤكدة تظهر في امتلاك القدرة على خدمة الوطن، والدفاع عن أمته وشعبه.
  • ممارسة الرياء والسمعة، والحرص على النفاق والتزلف في كل المواقف والمحافل.

مكانة دولة السعودية بين دول العالم

تعد المملكة العربية السعودية دولة محورية ومركزية خليجيًّا وعربيًّا ودوليًّا، وذلك بالنظر إلى طبيعة الدور المؤثر الذي تقوم المملكة به على مختلف الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية؛ الشيء الذي جعل منها أكبر دولة عربية إسلامية بشكل كامل، فلا يمكن تجاوزها؛ لأنها تتمتع بثقل لا نظير له في المنطقة، ولها صوت مسموع، ورأي معتد به، فهي عندما تتحدث ينصت الجميع، وعندما تلتزم الصمت تكون محل تَرقّب واهتمام. [3]
والمكانة التي اكتسبتها المملكة لم تتحقق بين ليلة وضحاها؛ وإنما تشكلت على مر عقود خلت، فقد كانت السعودية دولة حكيمة متعقلة، تحرص على أن تحسب حسابًا لكل خطوة تخطوها، وتقدم المصلحة العامة دائمًا على المصلحة الخاصة، وتدافع عن القيم والمبادئ الإنسانية السامية، وتحمي الناس وتنشر العدل، وترفض الظلم والتعالي؛ فلم يكن غريبًا أن تحظى بهذا التقدير من العالم واحترامه، الذي رأى فيها دولة نموذجية.[3]

وضحنا فيما سبق الإجابة عن السؤال ” لماذا نحب الوطن ؟”، وبينًا أن حب الوطن من أسمى المشاعر التي تعتري القلوب، وأن حبيبنا المصطفى قدم لنا أفضل مثال في حبه ووطنه وحرصه للعودة إليه وهدايته إلى طريق الحق.