أين تقع جزر المالديف

اين تقع جزر المالديف

أين تقع جزر المالديف ؟ هذه الجزر التي تُعدّ من أهمّ المواقع السياحيّة في العالم، والتي أسماها العرب قديماً بـ(ذيبة المَهل) و(محل دبيات) و(محلديب) والتي ذكرها الرحّالة الشهير ابن بطوطة في رحلاته، لتحرّف مع الزمن وتُلفظ بالاسم المعروف حاليّاً المالديف.

أين تقع جزر المالديف

تقع جزر المالديف في جنوب قارّة آسيا، على المحيط الهندي، جنوب غرب سيرلانكا والهند، وهي عبارة عن أرخبيل يضمّ عدّة جزر صغيرة، مؤلّفة من 26 جزيرة مرجانيّة، تتشعّب إلى 1.192 جزيرة صغيرة، وبذلك تكون أكثر دول العالم تشتّتاً، وواحدة من أكثر الدول ذات السيادة المُنتشرة جغرافيّاً في العالم، فضلاً عن أنّها أصغر دولة آسيويّة من حيث المساحة، إذ تمتدّ على ما يقرب من 298 كيلو متراً مربّعاً (115 ميلاً مربّعاً) من اليابسة، وأكثر من 80% من هذه الأراضي هي جزر مرجانيّة ترتفع أقل من متر واحد فقط فوق سطح البحر. وعاصمتها مدينة ماليه، وهي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسّكان، وتُعرف المالديف تقليديّاً باسم (جزيرة الملك) حيث كانت السلالات الملكيّة القديمة تحكمها، وأكبر جزرها هي جزيرة غان.[1]

جغرافية جزر المالديف

يبلغ ارتفاع جزر المالديف البالغ عددها 26 جزيرة حوالي 1.5 متراً عن مستوى سطح البحر، وهي بذلك أخفض دولة في العالم، فإنّ أعلى نقطة طبيعيّة فيها هي واحدة من أدنى المستويات في العالم، حيث لا يتجاوز ارتفاعها عن 5.1 متراً، وتتكوّن هذه الجزر المرجانيّة من الشعاب المرجانيّة والمجمّعات الرمليّة، يَسمح ممرّان فقط مفتوحان من المحيط الهندي بالملاحة الآمنة للسفن عبر المياه الإقليميّة لجزر المالديف. [2]

تاريخ جزر المالديف

لم يعثر في جزر المالديف على أيّ آثارٍ للمالديفيين الأوائل، وقد تعاقبت عدّة حضارات في هذه الجزر: [1]

الفترة البوذية

في ظلّ حكم الإمبراطور أشوكا التوسّعيّة، أصبح الدين السّائد في هذه الجزر هو البوذيّة، واستمرّ الأمر حتّى القرن الثّاني عشر، وقد وجد أعمال نحتيّة لهذه الفترة، وتُشير إلى تطوّر الهندسة المعماريّة فيها.

الفترة الإسلاميّة

ابتدأت هذه الفترة منذ نهاية القرن الثّاني عشر، وقد وُجد لوحات من النحاس مكتوب عليها مراسيم دخول الإسلام للبلاد، وأصبحت اللّغة الرسميّة حينذاك هي اللّغة العربيّة، واستمرّ الحكم الإسلامي حتّى القرن السّابع عشر.

محمية بريطانيّة

أصبحت المنطقة تحت التأثير المتزايد للقِوى الاستعماريّة الأوروبيّة، حيث أصبحت محميّة بريطانيّة في عام 1887، وقد استمرّ هذا الحكم حتّى عام 1965م.

جمهورية المالديف

تمّ استقلال جزر المالديف عن المملكة المتّحدة عام 1965، وتمّ إنشاء جمهوريّة رئاسيّة عام 1968 في ظلّ انتخاب مجلس الشّعب. وقد شهدت العقود التي تلت ذلك عدم الاستقرار السياسيّ فيها.

سياسة المالديف

في ظلّ جهود الإصلاح الديموقراطيّ، أصبحت جزر المالديف عضواً مؤسّساً في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)، كما أنّها عضو في الأمم المتّحدة، ومنظّمة التعاون الإسلاميّ، وحركة عدم الانحياز، وعضو في الكومنولوث منذ عام 1982 بالرغم من أنّها انسحبت منه عام 2016 احتجاجاً على مزاعم الدول الأُخرى بانتهاكات حقوق الإنسان والديموقراطيّة الفاشلة، إلاَّ أنّها عادت للانضمام إليه في عام 2020 بعد إظهار دليل على سير العمليّات الديموقراطيّة فيه، والدعم الشعبيّ. [2]

الاقتصاد والسياحة في جزر المالديف

إنّ الاقتصاد والسياحة في جزر المالديف مرتبطان وارتباطاً وثيقاً في عمليّة تطوير وتقدّم البلد: [3]

  • بالرّغم من أنّها تحتلّ مرتبة عالية في مؤشّر التنمية البشريّة، نسبة لدخل الفرد الذي يُعدّ الأعلى بين دول السارك، يصنّفها البنك الدولي على أنّها ذات اقتصاد متوسّط.
  • صيد الأسماك تاريخيّاً هو النشاط الاقتصادي المهيمن فيها، ولايزال القطاع الأكبر حتى الآن، يليه صناعة السياحة سريعة النموّ.
  • في أوائل السبعينيّات من القرن العشرين، كانت تعدّ جزر المالديف واحدة من أفقر 20 دولة في العالم، حيث كان الاقتصاد في ذلك الوقت يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على صيد الأسماك، وتجارة السلع المحليّة مع الدول المجاورة في شرق آسيا، مثل جوز الهند والعنبر، وفي الثمانينيّات بدأت حكومة جزر المالديف ببرنامج إصلاحي اقتصاديّ، وكان قد أبلى نجاحاً كبيراً، إذ بدأ برفع حصص الاستيراد، وإعطاء المزيد من الفرص للقطاع الخاصّ، حيث شكّلت عائدات الاستيراد 90% من عائدات الضرائب.
  • لعب نشاط قطاع السياحة في أواخر القرن العشرين دوراً مهمّاً في تنمية البلاد، حيث لم تكن هذه الجزر معروفة سياحيّاً قبل ذلك، بالرّغم من أنّه تمّ افتتاح أُولى المنتجعات السياحيّة عام 1972 وهو منتجع باندوس آيلاند، ومن ثمّ قرية كورومبا، وينشط فيها الغوص تحت الماء.
  • بغضون آخر ثلاثة عقود ونصف من القرن الماضي تمّ إنشاء 89 منتجعاً سياحيّاً في جزر المالديف، فكانت أكبر مصدر لإدخال العملة الأجنبيّة إلى البلاد، ويسجّل عام 2019 زيارة 1.7 مليون زائر إلى جزر المالديف، معظمهم يَصِلون إليها عن طريق مطار ماليه الدوليّ، إضافة إلى مطارٍ آخر موجود في جنوب مدينة أددو.
  • يوجد في جزر المالديف ستّة مساجد مرجانيّة تراثيّة، وقد أُدرجت كمواقع مؤقّتة لليونسكو.
  • أمّا الزراعة والتصنيع فمازالت تلعب دوراً خجولاً في الاقتصاد بسبب ضيق المساحات اليابسة الصّالحة للزراعة، ونقص العمالة.

مناخ جزر المالديف

تتمتّع جزر المالديف بمناخٍ موسميّ استوائيّ، ونظراً لانخفاضها عن مستوى سطح البحر، فإنّ درجة الحرارة فيها ساخنة باستمرار، وغالباً ما تكون رطبة، إذ يؤدّي هذا الانخفاض لتسخين مستمرّ لليابسة والمياه. وقد أدّت هذه العوامل إلى اندفاع الهواء الغنيّ بالرطوبة من المحيط الهندي فوق آسيا، إلى تشكّل الرياح الموسميّة الجنوبيّة الغربيّة. ويوجد في المالديف موسمين يسيطران على طقسها، الأوّل موسم الجفاف المرتبط بالرياح الموسميّة الشماليّة والشماليّة الشرقيّ الشتويّة، والآخر موسم الأمطار المرتبط بالرياح الموسميّة الجنوبيّة الغربيّة التي تجلب رياحاً وعواصف قويّة، ويبلغ متوسّط هطول الأمطار السنويّة حوالي 253 سم في الشمال، و381 سم في الجنوب، أمّا درجات الحرارة فالأعلى تبلغ 31.5 درجة مئوية، والصغرى 264.4 درجة مئويّة. وبحسب الباحثين في جامعة ماوثهامبتون، تُعدّ جزر المالديف ثالث أكثر الدول الجزريّة المهدّدة بالانقراض بسبب الفيضانات الناجمة عن تغيّر المناخ. [3]

معلومات عن جزر المالديف

تمتلك جزر المالديف مجموعة من المعلومات الهامّة التي لا بدّ من ذكرها:

  • يبلغ عدد سكّان جزر المالديف حوالي 515.696 نسمة.
  • تمتلك مجموعة من الموائل الهامّة والمختلفة في أعماق البحار، إضافة للسواحل الضحلة، والأنظمة البيئيّة للشعاب المرجانيّة، وأشجار المانغروف.
  • يوجد فيها: 187 نوعاً من المرجان، وتضمّ هذه المنطقة لوحدها 1100 نوعاً من الأسماك، و5 أنواع من السلاحف البحريّة، و21 نوعاً من الحيتان والدلافين، و400 نوع من الرخويّات، و83 نوعاً من الشوكيّات، وعدد كبير من القشريّات المعروفة بمجدافيّات الأرجل، و145 نوعاً من السلطعون، و48 نوعاً من الروبيان، إضافة إلى الحيتان وأسماك القرش، والإسفنج وغيرها الكثير. [3]
  • وتشير الدراسات العلميّة الحديثة إلى أنّ التركيب الحيواني يمكن أن يختلف اختلافاً كبيراً بين الجزر المرجانيّة المتجاورة، لاسيما من حيث الحيوانات القاعيّة، ولعلّ الاختلافات تعود للصيد الجائر فيها. [3]
  • إنّ جزر المالديف معرّضة بشدّ لخطر الغمر، وذلك بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وقد حذّرت الأمم المتّحدة أنه بسبب المعدّلات الحاليّة العالية لارتفاع مستوى سطح البحر، فإنّه بحلول عام 2100 ستكون جزر المالديف غير صالحة للسكن.
  • اللّغة الإنكليزيّة منتشرة على نطاق واسع من قِبَل السكّان المحليّين في جزر المالديف، فبعد الانفتاح على العالم، وإدخال اللّغة الإنكليزيّة كوسيلة للتعلم في مرحلتي التعليم الثّانوي والجامعي، واعتراف الحكومة بالفرص التي توفّرها هذه اللّغة في الجذب السياحي، أصبحت جزءاً أساسيّ في هذه الجزر. [2]

وبهذا عَلمنا أين تقع جزر المالديف، إضافة إلى العديد من المعلومات الهامّة والتي تجعلها في مصاف الدول المتقدّمة اليوم، والتي تسحر قلب كلّ مَن زارها، والعودة إليها في رحلةٍ سياحيّة لا تُنسى.

المراجع

  1. ^ luxresorts.com , Discover The Maldives , 31/ 1/ 2021
  2. ^ lonelyplanet.com , Welcome to Maldives , 31/ 1/ 2021
  3. ^ visitmaldives.com , Discover Maldives , 31/ 1/ 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *