صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة

صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة

صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة، هي واحدةٌ من الصّعوبات التي تعترض سير العمليّة التعليميّة لدى العديد من الطلاب الذين يجدون بالفعل صعوبة في المناهج التدريسيّة الخاصّة باللّغة العربيّة ونظمها اللّغويّة، في الصرف أو التركيب أو الإنشاء أو البلاغة والعروض وعلم البيان، ولا سيما في الإعراب، الأمر الذي يدفع بالعديد منهم إلى إهمالها والابتعاد عنها، على الرغم من أنّ العربيّة هي واحدة من اللّغات الحيّة، وأهمّها كونها اللّغة التي أنزل بها القرآن الكريم.

النحو في اللغة

يُعتبر النحو العمود الفقري الذي تستند عليه اللّغة العربيّة، فهو الدعامة الأساسيّة في البلاغة العربيّة وإبراز مواطن جمالها، وعليه يُبنى تنسيق الكلام وترتيبه.

صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة

تعود صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة إلى عدّة أسباب، وهي:

  • طريقة بعض المعلّمين الذين يتّبعون أسلوباً خاطئاً في شرح قواعد الإعراب، وكأنه معادلة كيميائيّة أو قانون فيزيائيّ أو معادلة في الرياضيات، وهذا ما ينفر الطالب ويفقده الدّافع للبحث وتعلّم قواعد النحو.
  • اعتماد الأمثلة المُبهمة ذات الدلالات غير واضحة المعنى، والمُجرّدة، مثال: (أكلت السّمكة حتّى ذيلها)، فيقع الطالب في حيرة التفسير، لذا يتوجّب اعتماد الأمثلة البسيطة الرشيقة في لفظها ومعناها، وكذلك اختيار الأبيات البسيطة من روائع الشعر العربيّ، وأقوال الأدباء التي تألفها أذن الطالب وتعجب ذائقته.
  • تقييم بعض المعلمين في مستوى نتائج طلابهم، وذلك بالرجوع إلى الأسلوب التقليديّ في اعتماد نمط الأسئلة التحريريّة.
  • فصل مادّة النحو والقواعد عن باقي مواضيع اللّغة العربيّة الأُخرى، كالبلاغة والشّعر والتعبير، وشرحها كمادّة وُجدت للحفظ والاستظهار، ومستقلّة عن سابقاتها.
  • وما يزيد من صعوبة تعلّم النحو الإهمال وعدم متابعة نقاط ضعف الطالب، من خلال تنمية مهاراته في الكتابة والقراءة والإصغاء والتحدّث والمحاورة باللّغة العربيّة الفُصحى.
  • عدم قدرة غالبيّة الطلاب في وقتنا الحالي على ربط القواعد النحويّة التي يتعلمونها بمهارة التحدّث بالفصحى، على اعتبار أنّها لم تعد تواكب العصر، وليست من ضروريّات فنّ الحديث كالإنكليزيّة.

علاج صعوبة النحو العربي

لعلاج تعلّم النحو وتذليل صعوباته يمكن اعتماد ما يلي:

  • من الضروري تعليم الطّالب في مراحل التعليم الابتدائيّة، أصول النطق السليم للحروف، وتطبيق القواعد النحويّة الأوليّة التي تعلّمها في الكلام.
  • لأن المعلّم هو القدوة لطلاّبه، عليه الالتزام بالتحدّث أثناء شرحه باللّغة العربيّة الفُصحى، مع التركيز على قواعد النحو الصحيحة والبسيطة، والابتعاد عن التكّلف.
  • ضرورة اعتماد مدرسيّ اللّغة العربيّة على الأساليب الشيّقة في طرائق تدريس اللّغة العربيّة ومكوّناتها، من النحو والصرف والعروض، الأمر الذي يزرع في الطلاب حبّ المادّة الدراسيّة، والرّغبة في تعلّمها، والاهتمام بها.
  • اعتماد المعلّم في الاختبارات والمذاكرات والامتحانات والتقيّيمات على الأسئلة التحريريّة والشفهيّة، ومهارة العصف الذهنيّ الذي يحفّز مخيّلة الطلاب على الاكتشاف وإيجاد الحلول، والتجديد دوماً والابتعاد قدر الإمكان عن الأساليب النمطيّة في وضع الأسئلة.
  • إجراء المناقشات الدوريّة وحلقات البحث وتمثيل المسرحيّات المحكيّة باللّغة الفُصحى في الفصل أو مكتبة المدرسة أو التمثيليّات الإذاعيّة.
  • لجوء المعلّم إلى إسقاط القواعد النحويّة على أمثلة واقعيّة حياتيّة، يألفها الطّالب من محيطه لإثارة إعجابه، ممّا يُساعده على سهولة الفهم.

مثال تفاعلي عن النحو

لتحقيق الغاية من مشاركة الطلاب في تفعيل اللّغة العربيّة، من المفيد مثلاً أن يُمنح أحد الطلاّب المسؤوليّة في تقديم مشروع، أو يحضّر لحلقة بحث يعرضها أمام زملائه، بحيث يشرح عنه باللّغة العربيّة الفصحى، على أن يدوّن باقي الزملاء ملاحظاتهم والأخطاء النحويّة والقواعديّة التي أخطأ فيها، وتقييمها ومناقشتها والعمل على تصويبها مع المعلم، والإضاءة على الصحيح منها مع التشجيع، مما يخلق بيئة تفاعليّة، تكون بمرتبة التدريب العمليّ الذي لا يعتمد على مستوى الحفظ وحده، والذي يجعل هذه القواعد أكثر رسوخاً في الذّاكرة.

وهكذا نجد أن اللّغة العربيّة ككلّ لُغات العالم، تقوم على قواعدها النحويّة الخاصّة بها، وبهذا نكون قد أوضحنا موضوع صعوبة النحو العربي بين الوهم والحقيقة، ووهْم المشكلاتٍ التي يستصعبها البعض، وحقيقة تذليلها، باتّخاذ بعض الإجراءات الموضوعيّة ذات النتائج الإيجابيّة حتماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *