طريقة الوضوء الصحيح

طريقة الوضوء الصحيح

طريقة الوضوء الصحيح ، من المعلومات الدينيّة المهمة التي يتوجّب على كُلّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ معرفتها؛ حتى يكونوا على بينة واضحةٍ من أُمور دينهم، وحتى يعرفوا أركان كافة العبادات التي لا يقوم الفرض بدونها؛ فيتّخذون كافّة السُّبُل لفعلها، ويتعرّفوا على البدع الواقعة؛ فيجتنبوها، ممّا تصبح صلاتهم مقبولة عند الله تعالى، وينالون بها الثّواب الأوفر والأجر العظيم منه، وفيما يأتي سنتعرّف على المقصود بالوضوء والكيفية الصحيحة له.

الوضوء

لا بدّ من توضيح مفهوم الوضوء وتعريفه، فالوضوء من الوضاءة، ويقال في تعريف الوضاءة أنّها النظافة والبهجة والحسن، والوُضوء بضمّ الواو هي فعل الوضوء ذاته، أمّا بفتح الواو فهو ما يكون من الماء الذي يعدّ للوضوء، وقد وردت بعض التعريفات المتقاربة في اصطلاح الفقهاء للوضوء، نذكر منها تعريف الوضوء عند كلٍّ من:[3]

  • الحنفية: وهو ما كان من غسلٍ للأعضاء الثلاثة يرافقه المسح لربع الرأس.
  • الشافعيّة: وهو ما يكون من استخدام المياه على الأعضاء المخصوصة بالوضوء مع الاستفتاح بالنيّة.
  • المالكيّة: وهو ما يكون من المسح والغسل على الأعضاء المخصوصة بالوضوء ليرفع العبد عن نفسه الحدث إن وقع فيه.
  • الحنابلة: وهو ما يكون من استخدام العبد للماء الطاهر على الأعضاء المخصوصة بالوضوء ولكن على صفةٍ مخصوصةٍ أيضًا.

شاهد أيضًا: ما اعلى مرتبه من مراتب الدين

طريقة الوضوء الصحيح

سيتم فيما يأتي بيان طريقة الوضوء الصحيح، من حيث الأركان والسنن والشروط:[1]

أركان الوضوء

وفيما يأتي بيان أركان الوضوء:

  • أن يبتدئ وضوءه بالنّية: وهي شرطٌ رئيس لإتمام لصحّة الوضوء، فقد روي عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)، فالنّية أمرٌ أساسيٌّ في كلّ عبادة يقدم عليها العبد، مما يعني أنّ الذي يتوضأ بدون نية فلا يجزؤه، والنّية مكانها في القلب، ومن باب أولى أن لا يقوم المسلم بالتزمت في نيّته؛ حتّى لا يؤدّي ذلك إلى دخوله في باب الوسوسة.
  • غسل الوجه: مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فرائض الوضوء، أمّا السّنة على المسلم أن يقوم  بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان، عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية، ومن الجدير بالذّكر أن اللّحية تنقسم إلى قسمين:اللّحية الكثيفة، وهي واجبٌ غسل ما يظهر منها، ولكن من السنة تخليلها، وذلك أن يقوم بإيصال الماء إلى جميع اللّحية في داخلها، وخارجها، واللّحية الخفيفة، وهي واجبٌ غسل ظاهرها، وباطنها، وعرض الوجه من الأذن الأولى إلى الأذن الثّانية.
  • أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه: ويكون ذلك مرّةً واحدةً، وغسل اليدين ويعد ذلك فرضًا من فرائض الوضوء، وأمّا في السّنة على المسلم أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الّذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده، قال تعالى:(وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ).
  • أن يقوم بمسح رأسه: وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس واحدة من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه، ومن السّنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدّمة رأسه ثمّ المرور بهما على الرّأس والشّعر إلى نهايته، ثمّ العودة إلى مكان ما بدأ. قال تعالى: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)
  • غسل القدمين مع الكعبين: وهذا فرض من فرائض الوضوء، وذلك لقوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
  • الموالاة: أن لا يكون فاصل زمني بين الركن والآخر.
  • الترتيب: أن تكون الأركان متتالية كما جاءت في القرآن الكريم.

سنن الوضوء

وفيما يأتي بيان سنن الوضوء:

  • البسملة عند البدء بالوضوء: حيث يقول العبد بسم الله الرّحمن الرّحيم، وتعدّ التّسمية من سنن الوضوء، وهذا ما اتفق عليه جمهور الفقهاء.
  • أن يغسل ثلاث مرات: وغسل الكفيّن من سنن الوضوء، وممّا يدلّ على أنّ هذا الغسل ليس من واجبات الوضوء قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، فإنّ غسل الكفيّن لم يذكر في الآية الكريمة، بل كان مطلعها غسل الوجه.
  • مسح الأذنين: ويعدّ مسح الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه، بل يستخدم نفس الماء الّذي مسح به رأسه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين، ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين.
  • أن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق: فالمضمضة تعني وضع الماء في الفم، واستخراجه، أمّا الاستنشاق فيعني سحب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه مع قوّة النّفس، ومن سنن الوضوء عند المضمضة أن يقوم المسلم باستخدام السّواك إن كان باستطاعته ذلك، وأن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق من خلال استخدام كفٍّ واحدة ثلاث مرّات، أمّا إن قام المسلم بأدائها مرّةً واحدةً فلا بأس في ذلك، وأن يقوم بالمبالغة في المضمضة، والاستنشاق، وذلك في حالة إن كان غير صائم، أمّا إن كان صائماً فلا يجوز له المبالغة.
  • السواك
  • صلاة ركعتين بعد الوضوء.

شروط الوضوء

لإتمام الوضوء على أكمل وجه، هنالك العديد من الشروط وفيما يأتي بيانها:

  • الإسلام: والسبب في ذلك أن الوضوء عبادة فيلزمها أن يكون العبد مسلمًا.
  • التمييز: فلا يصحّ الوضوء من فاقد العقل؛ كالمجنون، أو صبيّ غير مُميّزٍ؛ لأنّهما ليْسا أهلاً للعبادة.
  • العلم بفرضيّة الوضوء: فلا يصحّ الوضوء عند الشك في فرضية الوضوء، أو الاعتقاد بأنّ أحد فروضه سُنّةً.
  • الطهارة من الحَيض والنفاس: لأنّ الحيض والنفاس مانعان من الصلاة فبالتالي لا وضوء.
  • الماء الطهور: يجب أن يكون الماء طاهرًا وخاليًا من إضافات الإنسان.
  • عدم وجود مانعٍ من وصول الماء إلى البشرة: فلو كان على عُضوٍ ما مانعٌ من وصول الماء إلى البشرة؛ كمستحضرات التجميل وغيرها، أو الأوساخ التي تحت الأظافر، فإنّ وضوءه يُعَدُّ غير صحيح، باستثناء الحناء؛ لأنّه لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة.
  • أن يسير الماء على العُضو: لا بدّ من وصول الماء إلى العضو كاملاً.
  • حصول النيّة في القلب: وهي شرطٌ رئيس عند المذهب الحنبليّ فقط.
  • دخول الوقت: وهو شرطٌ معين بدائم الحَدث، سواءً أكان الحَدث أصغر، أم أكبر.

مكروهات الوضوء

هنالك العديد من الأمور التي تكره في الوضوء، وفيما يأتي بيانها:

  • استهلاك الماء الكثير أثناء الوضوء.
  • تخليل اللحية للشخص الحاج أو المعنمر إذا كان في إحرامه.
  • إذا زاد عدد غسل الأعضاء عن ثلاثة.
  • الاستعانة بغيره في غَسل الأعضاء إلّا لعُذرٍ.

نواقض الوضوء

وبعد أن تم التعرف على طريقة الوضوء الصحيح ، من الجيد أن نذكر عموم الأفعال التي ثبت أنّها تنقض الوضوء بإجماع العلماء وهذه النواقض تبطل أركان الوضوء ويلزم إعادته في حال حدوثها:[2]

  • ترك ركن من أركان الوضوء كغسل الوجه أو غسل اليدين يبطل الوضوء، ويلزم إعادة الوضوء في هذه الحالة لأنّه أصبح غير صحيح.
  • الخروج من السبيلين أيّ الدبر والقُبل ويشمل الخروج كلّ من الريح والبول والغائط والمني والمذي والودي، وخروج المني يستوجب الغسل أي بالضرورة أنّه يستوجب الوضوء.
  • النوم بعمق والذي يصبح معه الإنسان غير مدرك لأفعاله وأقواله ينقض الوضوء، أمّا نوم الغفلة الذي يكون فيه الإنسان مدركًا فهو لا ينقض الوضوء.
  • زوال عقل الإنسان سواء بدواء أو بخمر أو بجنون فإذا ما حدث شيء من ذلك فقد بطل الوضوء ويجب إعادته.
  • مس الإنسان لفرجه بشهوة وبدون حائل، فمن قام بمس دبره أو ذكره دون حائل فقد انتقض وضوءه وعليه أن يعيده.
  • لمس امرأة غير محرّم أو أجنبية والمحرّم ما يحرم على الإنسان زواجه منها، كالابنة والأخت والأم وغيرها.

الأمور التي تجب لها الطهارة

هنالك العديد من الأمور التي ينقضها الوضوء، ممّا يحتاج إلى تجديد الوضوء، وفيما يأتي بيان هذه الأمور:

  • الصلاة ساوء كانت فرضًا أم سنة.
  • الطواف بالكعبة.
  • مَسّ المصحف، وحمله، ويجوز حَمله مع أشياء أخرى إن لم يقصد حَمل المصحف وحده.

الماء الصالح للوضوء

يجب أن يكون الماء طاهر وأن لا يكون قد خالطه شيء من النجاسات، والماء الطهور هو الماء المطلق في ذاته ولم يقع فيه شيء من فعل الإنسان، كالثلج وماء المطر وماء البحر والآبار والعين، وهذا كله يجوز الوضوء فيه على اتفاق المذاهب الفقهية.

مقدار المد الذي كان يتوضأ به الرسول

إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتوضّأ بالمُدّ فقط، حيث يكون مقداره ستّمئةٍ وثمانيةٍ وثمانين بالمئة قياساً باللتر، ولا يوجد حدٌّ أدنى لمقدار الماء الذي يجب الوضوء به، فالمهم إيصال أعضاء الغسل جميعها في الوضوء، وعدم الإسراف، وهذا ما قاله أكثر أهل العلم، وقال بعض العلماء إنّ الحدّ الأدنى هو المُدّ، فإن كان أقلّ منه لم يصحّ.

تجديد الوضوء

يستحبّ للمسلم أن يجدد وضوءه بدون أن يكون واقعًا بالحدث، أي أن يكون منتقض الوضوء، ودليل ذلك من السنة النبوية الشريفة: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصَّلَواتِ يَومَ الفَتْحِ بوُضُوءٍ واحِدٍ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ فقالَ له عُمَرُ: لقَدْ صَنَعْتَ اليومَ شيئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قالَ: عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عُمَرُ”.

خطوات الوضوء الأساسية بالصور

قد بينا سابقًا طريقة الوضوء الصحيح، وفيما يأتي بيان ذلك بالصور:

فضل الوضوء

وفيما يأتي سيتم بيان فضائل الوضوء في الإسلام:[4]

  • الوضوء هو شطرٌ من الإيمان، وهو ما رواه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إسباغُ الوُضوءِ شَطرُ الإيمانِ”.
  • كما أنّ الوضوء يعدّ مكفرًا للذنوب والمعاصي.
  • وكذلك تكون المداومة على الوضوء والمحافظة عليه من علامات أهل الإيمان يوم القيامة.
  • وكما أنّ الوضوء يعدّ سببًا رئيسًا  لدخول المؤمن إلى الجنّة والتحليّ بحليّها.

شاهد أيضًاهل يكفي الايمان ببعض اصول العقيدة الاسلامية مع التعليل

إلى هنا نكون قد أنهينا الحديث عن طريقة الوضوء الصحيح ، كما بينا فضائل الوضوء في الإسلام ونواقض الوضوء التي تلزم إعادته، ويُضاف إلى ذلك بيان الخطوات الرئيسة للوضوء بالصور.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الوضوء , 23-02-2021
  2. ^ islamqa.info , فرائض الوضوء وسننه , 23-02-2021
  3. ^ dorar.net , فضائل الوضوء , 23-02-2021
  4. ^ alukah.net , الوضوء , 23-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *