ما واجب المسلم تجاه الرسل عليهم السلام

ما واجب المسلم تجاه الرسل عليهم السلام

ما واجب المسلم تجاه الرسل عليهم السلام، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنّ الرسل لهم على العباد حقوقًا عظيمة وذلك بحسب ما أنزلهم الله -عزَّ وجلَّ- من منازل عظيمة، وما شرفهم به من المهمات النبيلة، وبناءً على ذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال لبيان ما يجب على المسلمين تجاه جميع الرسل، كما سيتمُّ بيان فضل الرسل بعضهم على بعض، وفيما يأتي ذلك:

ما واجب المسلم اتجاه الرسل عليهم السلام

أوجب الله -عزَّ وجلَّ- على المسلمين عددًا من الواجبات اتجاه رسله الكرام، ومن هذه الواجبات ما يأتي:[1]

  • تصديق جميع الرسل بما جاءوا به، والتصديق بأنَّهم مرسلون من عند الله -عزَّ وجلَّ- ومبلغون عنه ما أمرهم بتبليغه، من غير تفريقٍ بين رسولٍ وآخر، ودليل ذلك قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا}.[2]
  • مولاة جميع الرسل ومحبتهم، والحذر من بغضهم وعداوتهم، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.[3]
  • اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس، وأنَّ لا أحد من الخلق يُمكن أن يبلغ منزلتهم مهما بلغ من الصلاح والتقوى؛ إذ أنَّ الرسالة اصطفاءٌ من الله  يختص بها من يشاء، قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.[4]
  • اعتقاد تفاضل الرسل فيما بينهم؛ إذ أنَّهم ليسوا في درجةٍ واحدة، بل فضل الله بعضهم على بعض، قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}.[5]
  • الصلاة والسلام عليهم فقد أمر الله الناس بذلك وأخبر الله بإبقائه الثناء الحسن على رسله وتسليم الأمم عليهم من بعدهم، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}.[6]

فضل الرسل بعضهم على بعض

من المعلوم أنَّ الأنبياء والرسل هم صفوة الخلق وأفضل البشر، ومن المعلوم أيضًا أنَّهم متفاوتون بالأفضلية فيما بينهم، وسيتمُّ فيما يأتي بيان أفضل المرسلين بالترتيب:[7]

شاهد أيضًا: عدد رسل الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم

محمد صلى الله عليه وسلم

فضل الله -عزَّ وجلَّ- رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- على سائر أنبيائه ورسله، وقد جاء ذلك موضحًا في الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يأتي بيان ما فُضِّل به النبي محمد على إخوته من الأنبياء:

  • الشفاعة يوم القيامة: حيث أنَّ المدة الحشر ستطول، وسيصيب الناس ما يصيبهم، فحينها يذهبون إلى الأنبياء والرسل وكلٌ يعتذر عن الشفاعة حتى يصلون إلى محمد فيذهب إلى ربه فيخر ساجدًا ، ويطلب الشفاعة للناس فيعطاها، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.[8]
  • أعطي جوامع الكلم، والنصر بالرعب، وحل الغنائم ، وجعل الأرض مسجداً وطهوراً ، وختم النبيين به ، والشفاعة: وقد ورد ذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم-: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي المَغَانِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ”.[9]
  • أول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفَّع: وقد ورد هذا الفضل في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ”.[10]
  • غفر الله -عزَّ وجلَّ- ذنبه كلَّه ما تأخر منه وما تقدم: ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}.[11]

شاهد أيضًا: نسب الرسول صلى الله عليه وسلم كاملًا

أولو العزم من الرسل

وقد فضَّل الله -عزَّ وجلَّ- أولو العزم من الرسل على غيرهم، وسيتمُّ في هذه الفقرة من مقال ما واجب المسلم تجاه الرسل عليهم السلام، ذكر أولو العزم من الرسل وبيان فضلهم، وفيما يأتي ذلك:[12][13]

  • محمد -صلى الله عليه وسلم-: وهو أفضل الأنبياء والرسل، وقد سبق بيان فضله.
  • إبراهيم -عليه السلام-: وفضِّل بأنَّه خليل الله -عزَّ وجلَّ- ودليل ذلك قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلً}،[14] كما أنَّ ملته أصل الملل.
  • موسى -عليه السلام-: وهو أفضل أنبياء بني إسرائيل، وشريعته أصل شرائعهم.
  • نوح -عليه السلام-: حيث ورد ذكر اصفائه في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}.[15]
  • عيسى -عليه السلام-: من مزايا عيسى -عليه السلام أنَّه خُلق من غير أب ودليل ذلك قوله تعالى: {إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.[16]

شاهد أيضًا: قامت دعوة الأنبياء على أسس منها

وبذلك يكون قد تمَّ مقال ما واجب المسلم تجاه الرسل عليهم السلام، والذي تمَّ فيه بيان بعض حقوق الأنبياء والمرسلين على البشر، بالإضافة إلى بيان فضل بعض الرسل  على بعض، وبيان أنَّ أفضلهم هم أولو العزم، وأفضل أولو العزم هو محمد صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. ^ dorar.net , ما يجب علينا نحو الرسل , 29/3/2021
  2. ^ النساء: 150، 151
  3. ^ المائدة: 56
  4. ^ الحج: 75
  5. ^ البقرة: 253
  6. ^ الصافات: 181
  7. ^ islamqa.info , الأدلة على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء , 29/3/2021
  8. ^ الإسراء: 79
  9. ^ صحيح البخاري، البخاري، جابر بن عبدالله، 335، حديث صحيح
  10. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبي هريرة، 2278، حديث صحيح
  11. ^ الفتح: 1،2
  12. ^ islamweb.net , ترتيب أولي العزم من الرسل حسب الأفضلية , 29/3/2021
  13. ^ islamqa.info , نوح عليه السلام , 29/3/2021
  14. ^ النساء: 125
  15. ^ آل عمران: 33
  16. ^ آل عمران: 59

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *