ماهو يوم الحج الاكبر وما هو سبب تسميته بهذا الاسم

ماهو يوم الحج الاكبر

ماهو يوم الحج الاكبر حيث أن يوم الحج الأكبر يوم اختلف فيه الفقهاء، ولكنه بالتأكيد يوم له فضل عظيم، لكونه من ضمن ايام الحج، لما في الحج من مضاعفة الأعمال الصالحة، حيث قال الله تعالى عنه: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ *

ماهو يوم الحج الاكبر

اختلف الفقهاء في تحديد ذلك فمنهم من رأى أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحر ومنهم من قال انه يوم عرفة وغير ذك، حيث:

  • قال الإمام الشافعي أن تسمية يوم النحْر بالحجّ الأكبر جاءتْ تمييزًا له عن العُمرة، وهي تدعي بالحجّ الأصغر، وأشهر الحج هي: شوّال، وذي القِعدة، والعَشر الأوائل من شهر ذي الحجّة. واستدلّ أهل العلم على أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحْر؛ أي اليوم العاشر من ذي الحجة بحديثَ النبي عليه الصلاة والسلام في يوم النَّحْر وهو يخطب بالصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (أيُّ يومٍ هذا ؟ قالوا : يومُ النَّحرِ ، قالَ : فأيُّ بلدٍ هذا ؟ قالوا : هذا بلَدُ اللَّهِ الحرامُ ، قالَ : فأيُّ شَهْرٍ هذا ؟ ، قالوا : شَهْرُ اللَّهِ الحرامُ ، قالَ : هذا يومُ الحجِّ الأَكْبرِ)، وما جاء عن أبي بكر الصدّيق، وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما من أنّهما قام بالتأذين بالآية التي أُمر الله بها بالأذان في يوم الحجّ الأكبر؛ أي في يوم النحر أي اول أيام عيد الأضحى المبارك.
  • وقيل من قِبل البعض، إنّ الحجّ الأكبر هو اليوم الذي حجّ فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قال بذلك الإمام نوح بن مصطفى الحنفي.
  • وقال البعض إنّه يوم الجُمعة، ومِمّن قال بذلك الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة، والصحابي وابن أبي الأوفى، رضوان الله عليهم،
  • وقِيل إنّها أيّام التشريق الثلاثة؛ وذهب مجاهد، وسفيان الثوري الي ذلك، لأنّها أيّام مُختصّة بمناسك وشعائر الحجّ دون أعمال ومناسك وشعائر العمرة.
  • وقال بعض العلماء ان الحجّ الأكبر حَجُّ القِران، والحجّ الأصغر هو حجّ الإفراد، ومِمّن قال بذلك الصحابي الجليل مجاهد رضوان الله عليه.
  • وذهب بعض الناس إلى أنّ الحجّ الأكبر هو يوم عرفة، وهو ما ذهب إليه ابن عبّاس، وعمر، وسعيد بن المُسيِّب؛ مُستدلّين بقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: (الحجُّ عرفة، فمن أدرك عرفةَ فقد أدرك الحجَّ).

سبب تسمية يوم النَّحْر بالحج الأكبر

ذهب علماء الشريعة الإسلامية إلى أنّ تسمية يوم النَّحر (أول أيام عيد الأضحى المبارك) وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، بيوم الحجّ الأكبر بسبب اشتماله على مناسك وشعائر عظيمة، سواء في ليله فيمتاز ليله بالوقوف بعرفة، أو في نهاره الذي يمتاز بوجود النَّحْر، والطواف، والسَّعي، والحَلْق؛ فكلمة الحج المقصود بها الزمان.

وكلمة الأكبر هي الأعمال الصالحة الكثيرة التي يقوم المسلم بها فيه، واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)، وأنّه اليوم الذي ينتهي فيه الحاجّ من إتمام مناسك وشعائر الحج، ومِمّن قال بذلك الإمام الحافظ ابن حجر، وقِيل ايضًا للتفريق بينه وبين العُمرة التي تُعَدّ الحجّ الأصغر كما بَيَّن الإمام النووي.

شاهد أيضًا: لماذا نصوم يوم عرفة وحكم صيام يوم عرفه

أعمال يوم النَّحر

لكل مذهب من المذاهب الأربعة قول مختلف عن الآخر في تحديد أعمال يوم النحر من حيث الترتيب حيث:

  • يرى الإمام ابو حنيفة أن يبدأ الحاجّ برمي الجمرات، ثمّ يذبح الهدي إن أراد، ثمّ يحلق رُبع شَعر رأسه، ويجوز له أن يُقصِّر في الصلاة ، وبعدها يتحلّل التحلُّل الأوّل، فيجوز له كُلّ شيء ما عدا اتيان النساء، ثُمّ يطوف حول الكعبة طواف الزيارة الذي يكون خلال أيّام العيد.
  • يري المالكية أنّ على الحاجّ أن يرتب الأعمال؛ فيبدأ برَمْي جمرة العقبة في يوم النَّحْر، ثُمّ يحلق شعره، ثُمّ يطوف طواف الإفاضة، وإن قدّم أحدها على الآخر، فيجب عليه دَم أي يذبح كفارة لعدم الترتيب.
  • يرى الشافعيّة أنّ في يوم النَّحر أربعة أعمال، وهي: رَمْي جمرة العقبة، وذَبْح الهَدْي، وحلق الشعر، والطواف، والترتيب بين هذه الأعمال من السُنّة وليس واجبًا، وعدم الترتيب لا يستلزم دم.
  • يرى الحنابلة أن الحاج مخير في تقديم، أو تأخير أداء أعمال الحجّ، من رَمْي جمرة العقبة، أو حلق الرأس، أو الطواف، والأفضل أداؤها على الترتيب، بدليل ما رواه أنس رضي الله عنه في الصحيح عن حجّ النبيّ عليه الصلاة والسلام: (لَمَّا رَمَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ فأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ، فَقالَ: احْلِقْ فَحَلَقَهُ، فأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ: اقْسِمْهُ بيْنَ النَّاسِ).

فضل الحج

الحج في الشريعة الإسلامية هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وله فضائل كثيرة مختلفة يمتلكها المسلم بتأديته، ويتقرب به العبد لربه، حيث إن الحاج أثناء ذهابه لتأدية الحج يعتبر وافدًا إلي الله تعالى، ويغفر الله الذنوب به وهذه الفضائل تتلخص بالآتي:

  • يعتبر الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله عز وجل في كتابة العزيز ” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ.”
  • يعادل الحج الجهاد في سبيل الله عز وجل، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ” يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ “
  • جزاء الحج الجنة والمغفرة من الله سبحانك وتعالي.
  • الحج الذي بدون رفث او فسوق او عدوان يعتبر هو الحج المبرور.
  • يعتبر الإكثار من الحج والعمرة من أعظم الأعمال الصالحة التي يستحب فعلها في عشر ذي الحجة.

شاهد أيضًا: اين تذهب القطط يوم عيد الاضحى

آداب الحج

للحج العديد من الآداب والالتزامات التي يجب أن يلتزم بها الحاج ويحافظ عليها طوال فترة الحج وهذه الآداب تتلخص بالآتي:

  • يستحب للحاج مشاورة من يثق بدينه وعلمه.
  • لمن نوي الحج يستحب له أن يستخير الله عز وجل في الوقت ورفيق السفر.
  • يجب علي الحاج أن يتعلم عن الحج قبل الخروج، ويقرأ عنه الكثير، وذلك عن طريق قراءة كتب الدين الصحيحة الخاصة بكيفية أداء الحج.
  • لمن نوي الخروج من المسلمين إلى الحج يجب عليه أن يوصي أهل بيته بأن يتقوا الله تعالى وأن يلزموا أوامره.
  • يستحب للحاج أن يكتب وصيتة، ويتركها مع شخص موثوق.
  • يجب أن يتحلل الحاج من كل المظالم والضغائن والمشاحنات وأن يردها إلى أهلها.
  • يجب أن يستعين الحاج علي الحج بالمال الحلال ويكون من ملكه الخاص.
  • ينبغي أن يقصد الحاج بحجه وجه الله عز وجل فقط والتقرب منه سبحانه دون رياء.
  • يجب على الحاج أن يكف لسانه وأذاه عن من معه أو غيرهم، ولا يقع في النميمة والسب.

وفي النهاية نكون قد عرفنا ماهو يوم الحج الاكبر أنعم وأكرم الله علينا بوجود الحج في الإسلام، فمن خلال أداء فريضة الحج يتقرب العبد لربه، ويزور بيته الحرام، ففي الحج مغفرة للذنوب، وزيادة في الحسنات، وارتفاع في المنزلة، فيجب علينا اغتنام هذه الفرصة والإكثار من الحج والعمرة عند الاستطاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *