متى عرف العرب الكتابة

متى عرف العرب الكتابة

متى عرف العرب الكتابة ؟، فقد عُرف عن العرب براعتهم الشعرية وقوة ذاكرتهم الحفظة، حيث كانوا يقولون العلم في الصدور وليس في السطور، لذلك كان هناك قلة قليلة ممن يعرفون الكتابة ويستخدمونها في العلم والتدوين، وغير ذلك، وفي هذا المقال سنعرف متى عرف العرب الكتابة.

الكتابة

الكتابة تُمثّل وسيلة تواصل بشري تمثل لغةً ما عن طريق علامات ورموز معينة، يمكن للرموز المكتوبة أن تمثل اللغة المنطوقة عن طريق إنشاء نسخة من الكلام والتي يمكن تخزينها للرجوع إليها مستقبلًا أو إرسالها لأماكن أخرى، بمعنى آخر فالكتابة ليست لغة، ولكنها أداة تستخدم لجعل اللغات قابلة للقراءة، وتعتمد الكتابة على نفس هياكل الكلام الموجودة في اللغة مثل المفردات والقواعد والنطق، مع الاعتماد الإضافي على نظام معين من العلامات والرموز، وتسمى النتيجة النهائية لنشاط الكتابة بالنص، والذي يقوم بترجمة النص وفهمه بالقارئ. [1]

متى عرف العرب الكتابة

تختلف الأقاويل حول الوقت الذي عرف فيه العرب الكتابة، فمنهم من يقول إنهم عرفوها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسمائة عام، ومنهم من يقول إن عرب الجاهلية كانوا أميين ولم يعرفوا القراءة والكتابة، بينما تقول أقاويل أخرى إن العرب قد عرفوا الكتابة، حيث كان هناك عددكبير من الكُتّاب في العصر الجاهلي، وتؤكد النقوش الأثرية كنقش النمارة أن العرب كانوا على دراية بالكتابة والقراءة، أما وصف الأمية والجاهلية في القرآن فهو في الدين والتوحيد ومعرفة حقيقة الخالق وهذه أمية لازالت تعرفها البشرية رغم ما وصلت إليه من العلم والتكنولوجيا.

شاهد أيضًا: من اخترع الكتابة العربية

ما هو أسلوب العرب في الكتابة

لقد كتب العرب الحروف العربية تكتب بدون نقط سواء نقط الإعجام أو نقط الإعراب، فالأول هو النقط الذي يميز بين الحروف كالنقطة التي تميز الزاي عن الراء، أما نقط الإعراب فهو الشكل أي وضع الحركات على الحروف، وقد اختلف الباحثون في معرفة العرب للنقط قبل وضعه ففريق يقول إن العرب لم يكونوا على دراية بالنقط، حتى جاء أبو الأسود الدؤلي ودليلهم أن أغلب النقوش والكتابات وصلتنا بدون نقط، بينما يؤكد الفريق الثاني أن العرب عرفوا النقط خاصة قبيل وبعيد الإسلام، ويستشهدون بقول ابن مسعود “جردوا القرآن”، وهذا القول يحتمل وجهين، أحدهما بمعنى جردوه في التلاوة ولا تخلطوا به غيره‏، وهذا لا استدلال فيه، والثاني بمعنى جردوه في الخط من النقط ليحتمل أكثر من قراءة، مثل فتبينوا تقرأ فتثبتوا بتغيير النقط، كما أن كلمة الرقش كانت منتشرة عندهم وهي بمعنى التنقيط. [2]

الأهمية التاريخية للكتابة

يميز المؤرخون بين عصور ما قبل التاريخية والعصور التاريخية عن طريق الكتابة، كما يمكن اعتبار رسومات الكهوف والكتابات على الصخور لشعوب ما قبل التاريخ سلائف للكتابة، لكنها لا تعتبر كتابةً حقيقية، لأنها لا تمثل اللغة بشكل مباشر، وتتطور أنظمة الكتابة وتتغير بناءً على احتياجات الأشخاص الذين يستخدمونها، وفي بعض الأحيان يتغير شكل ومعنى الرموز الكتابية مع مرور الزمن، وهكذا نستطيع التعرف على احتياجات الأشخاص الذين استخدموا نمطًا معينًا من الكتابة من خلال تتبع تطور نظام الكتابة مع مرور الوقت.

شاهد أيضًا: سبب تسمية الكتابة المسمارية بهذا الاسم

نشأة الكتابة

اختلف في نشأة الكتابة، متى كانت بدايتها، ومن أول من اخترعها، فالبعض يرى أن الكتابة توقيف من الله تعالى، أنزلت على آدم عليه السلام في إحدى وعشرين صحيفة، وقيل: إنّ آدم عليه السلام، هو من وضعها، كتبها في طين وطبخه، قبل أن يموت بثلاثمائة سنة، ولما كان غرق الطوفان، أصاب كلّ قوم كتابهم، والحقيقة أنّ المعرفة الحقيقة لأصل الكتابة، وكيف كانت نشأتها، ليس بالأمر السهل، لغموض تاريخ تلك الفترات، ولكنّ المطلع على النقوش والآثار، التي خلّفتها الحضارات القديمة، يدركُ أن عملية الكتابة لم تكن توقيفية من الله تعالى، ولم تكن اختراعًا فجائيًّا من وضع أحد بعينه.

الكتابة عند العرب في الجاهلية

ومع أنّ عرب الجاهلية لم يكونوا أهل كتابة، فإنّ الكتابة عندهم لم تكن نادرة كما يميل بعضهم، لقد كان العرب يكتبون بينهم العقود والمواثيق، ويكتبون الرسائل في بعض الأحوال، ويبدو أن الشعراء كانوا يدونون أشعارهم أيضًا، ومع أنّ الكتابة معروفة في الجاهلية، فإنها لم تكن مألوفة، وخصوصًا في البادية، ولعلّ السبب في هذا، ما فرضته طبيعة الحياة الجاهلية، من تنقل وترحال، واشتغال بالتجارة، وجاء القرآن يحاكي العرب بما يفهمونه ويعرفونه، فذكر القلم والكتاب، والألواح، وما كان الله ليخاطب قومًا بشيء لا يعرفونه، والآيات التي تدلل على هذا كثيرة في القرآن الكريم، ولما جاء الإسلام كان في قريش سبعة عشر رجلًا كلهم يكتب، وكانت الشفاء بنت عبدالله العدوية تحسن الكتابة.

شاهد أيضًا: من خصائص الكتابة الوظيفية

الكتابة عند العرب في الإسلام

حظيت الكتابة في ظلّ الإسلام باهتمام كبير؛ إذ كانت ركيزة أساسية من ركائز الدعوة الإسلامية، ووسيلة هامّة في حفظ الوحي، والدعوة إلى توحيد الله، فجاء القرآن الكريم معظِّمًا لشأنها والعلم، رافعًا من قدرها، فأول آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: “اقرأ”، فهو الذي كان أذكى البشر، وأفصح العرب، وقائد الأمّة، مدركًا لأهمية العلم والتعلّم، ولدور الكتابة في الحياة السياسية، والدينية، والثقافية، وفي غزوة بدر، كان رسول الله يطلق سراح الأسير في بدر إذا علّم عشرة من صبيان المسلمين في الكتابة.

ولما اتسعت رقعة البلاد الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وأصبحت الحاجة ضرورية للمكاتبات والمراسلات في شؤون الدولة، واشتهر ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطّاب، وكتب التاريخ مليئة برسائله إلى أمراء الأمصار الإسلامية، فازدادت الحاجة إلى الكتابة، كوسيلة لنشر القرآن الكريم ولحفطه.

أدوات الكتابة

استخدمت العديد من الأدوات ومواد الكتابة على مدار التاريخ مثل الأقراص الحجرية والألواح الطينية وشرائح الخيزران وأوراق البردي وألواح الشمع وورق الخشب والورق والنحاس والأقلام والريش والعديد من أنماط الطباعة الحجرية. استخدم الإنكا حبالًا معقدة متشابكة مع بعضها لحفظ السجلات تعرف باسم الكويبو، وقد ظهرت لاحقًا الآلة الكاتبة وتطورت أشكال مختلفة من طرق معالجة النصوص وأدوات الكتابة على نطاق واسع.

وقد كتب الجاهليون على الجلد، وكانوا يسمّونه بالرقّ والأديم والقضيم، وهناك اختلاف بسيط بينهم، فالرقّ جلد رقيق، والأديم جلد احمر والقضيم جلدٌ أبيض، وكتبوا على القماش، حريرًا كان أم قطنًا، وعلى سعف النخيل، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون على العظام والرقاع وجريد النخل ورقيق الحجارة، واستخدم العرب ورق البردي المصري، ويرجع عهدهم به بعد سنة عشرين للهجرة.

شاهد أيضًا: ما هي أعراف الكتابة وما هي فوائدها وأقسامها

الخط العربي

الآراء حول أصل الخطّ العربيّ كثيرة، ولعلّ أقربها إلى الصّواب، هو الرأي الذي أجمع عليه العلماء والمستشرقون والذي يقول: إنّ الخطّ العربي مشتق من الخطّ النبطي، وأن العرب أخذوا الخط العربي عن أبناء عمومتهم الأنباط قبل الإسلام، والأنباط هم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية وسكنوا في المناطق الآرامية في فلسطين وجنوب بلاد الشام والأردن، ومن ذلك فإن أغلب حروف وأشكال الخط العربي مشابهة لحروف الخطّ النبطي المتأخر وأشكاله، وهذا أكثر رأي يركن إلى دليل ماديّ؛ حيث يستند العلماء الذين قالوا به، إلى النقوش النبطية التي كشفت الصلة بين الخط العربي والنبطي.

شاهد أيضًا: الحروف التي تنزل على السطر عند الكتابة بخط النسخ هي

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم متى عرف العرب الكتابة، فقد عرفوها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمسمائة عام، وقد تطورت الكتابة عمّا كانت في السابق كما تطورت أدواتها.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , كتابة , 29-08-2021
  2. ^ alukah.net , تاريخ الكتابة والتأليف عند العرب , 29-08-2021
  3. ^ alukah.net , الكتابة العربية ونشأتها , 29-08-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *