من هو ترجمان القران

من هو ترجمان القران

من هو ترجمان القران موضوع هذا المقال، لكن قبل ذلك لا بدّ من الخوض في بيان أنّ علوم القرآن الكريم هي أعظم العلوم التي يمكن للمرء المسلم أن يتعلمها على الإطلاق، وذلك لما للقرآن الكريم من منزلةٍ عظيمةٍ وفضلٍ كبيرٍ لمن يعمل به ويتلوه ويتعلّمه.

فضائل الصحابة الكرام

قبل الخوض في بيان من هو ترجمان القران لا بدّ من ذكر بعضٍ من فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فلقد أكرم الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- بصحبةٍ يحملون معه الحمل العظيم للرسالة السماويّة التي نزلت رحمةً للعالمين كافّة، فقد ناصر الصحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رسالته، وأيّدوه وساعدوه في نشر دعوته، وكذلك بذلوا في سبيل الرسالة أنفسهم وبنيهم وأموالهم، حتّى جعل الله سبحانه لهم مكانًا عليًّا في الدّنيا والآخرة، يقول تعالى فيهم في سورة الفتح: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}،[1] وكذلك فضّلهم عن سائر البشر بعد الأنبياء.[2]

شاهد أيضًا: من فضل الصحابة عن بقية الناس

من هو ترجمان القران

بعد بيان فضائل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين لا بدّ من بيان من هو ترجمان القران الكريم، وهو الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عمّ النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولد عبد الله بن عباس رضي الله عنه قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، وقد ثبت في الأثر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان كثيرًا ما يدعو لابن عمّه عبد الله بأن يكون عالمًا في هذه الأمّة، روى ابن عباس رضي الله عنه فيما صحّ من الحديث فقال: “وضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَهُ بين كتفيَّ أو قال : على منكبيَّ فقال : اللهمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ وعَلِّمْهُ التأويلَ“،[3] وقد أطلق عليه لقب ترجمان القرآن وحبر الأمة.[4]

حبر الأمة وترجمان القرآن

من هو ترجمان القران ؟ هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه، البحر، حبر الأمة وإمام التفسير، فقيه العصر وترجمان القرآن الكريم، فقد كان رضي الله عنه يسعى دومًا إلى المعرفة، ويبحث عن علماء الأمّة ليتعلّم منهم، وكان سعيه في طلب العلم نابعٌ من شعوره بالواجب نحو أمّة الإسلام، وبعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وكان عمر ابن عباس لا يتجاوز الثلاثة عشرة عامًا، وفي ذلك العمر كان -رضي الله عنه- قد روى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الأحاديث ألفٍ وستمئةٍ وستين حديثًا، وكان لابن عباس مكانةً عظيمةً عند الخلفاء الراشدين، فقد كان مقدماً عند عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فيما جعله عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- واليًا على البصرة، وقد روي في طلبه للعلم أنّه إن أراد البحث في موضوعٍ معيّن، أخذ إجابة ذلك وبحث في ذلك عند ثلاثين صحابيّ، وذلك ليستوفي بحثه الحقّ الكامل،فيتعلمها ويعلمها لغيره، وقد قال رضي الله عنه: “سلوني عن التفسير فإنّ ربي وهب لي لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا”، وعلى ذلك الباع الطويل والكبير له في التفسير وعلوم القرآن والدين أطلقت عليه تلك الألقاب التي استحقّها عن جدارة، والله ورسوله أعلم.[4]

ابن عباس من أشهر المفسرين

إنّ بيان من هو ترجمان القران على أنّه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، يدفع إلى الإشارة إلى أنّ ابن عباس من أشهر المفسرين في صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلّم، وذلك على الرّغم من كونه صغيرًا في العمر، فقد ثبت في سيرته أنّه لازم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منذ صغره وأخذ منه ما أخذ من بحور العلم، وكذلك بعد وفاته -صلّى الله عليه وسلّم- لازم أبو بكرٍ الصّدّيق وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وقد ثبت في الصحيح من الحديث: “عن ابنِ مسعودٍ قالَ : لو أدركَ ابنُ عبَّاسٍ أسنانَنا ما عاشرَهُ منَّا رجُلٌ . وَكانَ يقولُ : نِعمَ تُرجَمانُ القرآنِ ابنُ عبَّاس“،[5] فبذل رضي الله عنه حياته بأكملها في علوم التفسير.[6]

شاهد أيضًا: من أشهر المفسرين من الصحابة

وفاة عبد الله بن عباس

عاش ترجمان القران وحبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قرابة الثمانين عام، وقيل أقلّ من ذلك بعشرة أعوام، أي قرابة السبعين عام، وقيل أنّه توفيّ في السنة الثامنة أو السابعة والستين بعد الهجرة، أو في السنة الثامنة والخمسين للهجرة، والله أعلم بتاريخ وفاته الحقيقيّ، ولكن ممّا لا خلاف فيه أنّه -رضي الله عنه- قد روى ألف وستمئة وستين حديث، منها خمسة وسبعين حديثًا في الصحيحين، وكذلك تفرد له صحيح بمسلم بتسعة أحاديث، فيما تفرّد صحيح البخاري بمئة وعشرين حديثًا.[7]

من هو ترجمان القران مقالٌ فيه تمّ الحديث عن فضائل الصحابة رضي الله عنهم، وبيان من هو الصحابيّ الذي أطلق عليه لقب ترجمان القرآن الكريم وحبر الأمة الإسلامية على أنّه عبد الله بن عباس، كما ذكر شيئًا من مسيرة طلبه للعلم، وتحّدث عن وفاته رضي الله عنه.

المراجع

  1. ^ سورة الفتح , الآية 29
  2. ^ islamqa.info , فضل الصحابة رضوان الله عليهم , 30/01/2021
  3. ^ مسند أحمد , أحمد شاكر/عبدالله بن عباس/4/316/إسناده صحيح
  4. ^ marefa.org , عبد الله بن عباس , 30/01/2021
  5. ^ فتح الباري لابن حجر , ابن حجر العسقلاني/يعقوب بن سفيان/7/126/إسناده صحيح
  6. ^ islamqa.info , منزلة تفسير الصحابة وهل هو بيان لمراد الله تعالى من كلامه؟ , 30/01/2021
  7. ^ alukah.net , حبر الأمة ابن عباس , 30/01/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *