هل القدس حرم

هل القدس حرم

هل القدس حرم ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ المسجد الأقصى له مكانةً كبيرة في الإسلام وعند المسلمين، لكن هل يعدُّ حرمًا كالمسجد الحرام؟ في هذا المقال ستتمُّ الإجابة على السؤال المطروح، مع التوضيح كما سيتمُّ بيان مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، ثمَّ سيتمُّ بيان حكم الدفاع عن المسجد الأقصى والقدسِ الشريف.

هل القدس حرم

إنَّ الحرم في الشريعة الإسلامية هو ما حرُم صيده وحرم القتال فيه، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ القدس ليست حرمًا وهذا باتفاق علماء المسلمين.[1]

شاهد أيضًا: دعاء لفلسطين والمسجد الأقصى والقدس

مكانة القدس والمسجد الأقصى في الشريعة الإسلامية

إنَّ للمسجد الأقصى مكانةً عظيمة وفضائل عديدة على غيره من المساجد، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا”، وإنَّ الصلاة فيه تعدل مئتين وخمسين صلاة،[2] وفيما يأتي ميزاتٍ أخرى للمسجد الأقصى في الإسلام:[3]

  • أنَّه مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعراجه إلى السماوات العلا: حيث انتقل النبيُّ إليه من مكة المكرمة، ثمَّ عرَج منه إلى السماوات العلا، وقد ذُكرت هذه المعجزة في القرآن الكريم حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
  • أنَّه قبلة المسلمين الأولى: فالمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وصلى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً حتى نزل الأمر من الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، وقد ذُكر ذلك في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.
  • أنَّ البيعة تمَّت فيه: حيث اجتمع الأنبياء في بيت المقدس، ولم يجتمعوا في مكان آخر سواه، وأمَّهم النبي -صلى الله عليه وسلم في الصلاة-، ورحب كل نبي بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأثنى على رسالته، وتمت له البيعة، وتسلم القيادة، فكان لقاءً ربانيًا تتعانق فيه قيم الأنبياء جميعًا، كما ورد في الحديث الشريف: “مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ”.
  • أنَّه ثاني مسجد بني في الأرض: حيث أنَّه بني بعد المسجد الحرام.
  • أنَّ أرض المسجد الأقصى مباركة: فقد بارك الله -عزَّ وجلَّ- بأرضه وما حولها، وهذا بصريح القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
  • أنَّ بيت المقدس مقام الطائفة المنصورة: بيت المقدس مقام الطائفة المؤمنة المنصورة إلى قيام الساعة، حتى يقاتل آخرهم الدجال، وقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”.

شاهد أيضًا: اقتباسات عن القدس قصير ومؤثرة مكتوبة وبالصور

حكم الدفاع عن القدس

يجب على كلِّ مسلمٍ الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والذي جعله الله -عزَّ وجلَّ- أمانةً في بيد أمَّة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وقد سمَّى الله -عزَّ وجلَّ- المفرِّط فيه خائنًا وقد توعده بالعذاب الشديد حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ومن المعلوم أنَّ هذه الآية قد نزلت فيمن أسرَّ إلى اليهود خبرًا بغير رضى الله، ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ فكيف بمن أسلم المسجد الأقصى، والأرض المقدَّسة، وأهلها من المسلمين، وغيرهم من المظلومين ممن هم في عهد المسلمين، أسلمهم إلى اليهود بالتثاقل عن النصرة، والجهاد، ومن المعلوم أيضًا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمر برفع الظلم عن المسلمين والمساجد عمومًا حيث قال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.[4]

شاهد أيضًا: ما هي السورة المخطوطة على قبة الصخرة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل القدس حرم ؟ كما تمَّ فيه بيان مكانة المسجد الأقصى والقدس الشريف في الشريعة الإسلامية، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان حكم الدفاع عن المسجد الأقصى وما حوله من الأراضي المقدسة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , هل المسجد الأقصى يعتبر حرماً ؟ , 12/5/2021
  2. ^ islamqa.info , هل المسجد الأقصى يعتبر حرماً ؟ , 12/5/2021
  3. ^ aliftaa.jo , مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين , 12/5/2021
  4. ^ أرشيف منتدى الألوكة، مجموعة من المؤلفين , https://al-maktaba.org/book/31888/16741 , 12/5/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *