الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد

الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد

الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد هو موضوعٌ يُطرح بكثرةٍ في العصر الحديث بعد الوصول للتكنولوجيا المتطوّرة، لكن قبل الحديث عن الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد لا بدّ من معرفة أهميّة العلم والتّعلّم، فالعلم عمادٌ رئيسيٌّ في تقدّم الأمم ونهضتها  وتطوّرها، وهو سببُ رئيسٌ في تطوّر الشّعوب، وضرورةٌ أساسيّةٌ من مقوّمات الحياة، وهو مطلبٌ أساسيّ للازدهار والحضارة، وبه ينمو المجتمع ويُقضى على الآفّات والأمراض الاجتماعيّة، كالفقر والمرض والجوع والتّخلف والجهل وما إلى ذلك من آفّاتٍ وعلل، وفي هذا المقال  سنتعرّف على أهمّ الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد.[1]

التعليم عن بعد

قبل الخوض في الحديث حول الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد لا بدّ من التعرف على التعليم عن بعد بشكل أكبر وعن أهميته الكبيرة في إنماء العقول، فلا أحد يشكّك بأهميّة العلم والتّعلّم ودورهما في بناء الأمم وتطوّر الحضارات والشّعوب، فبعدما كان العلم يٌطلَب ويُهاجر ويُسافر إليه،وكان من الأمور الصّعبة الوصول إليها لكن بعد التطوّر الّذي وصل إليه أصبح التّعلّم سهلاً، حتّى أنّه هو من يصل إليك ولم تعد هنالك حاجة للسّفر والهجرة للوصول إليه.

بل إنّ العلم يصل إلى بيت المتعلّم مباشرةً، ولتسهيل الأمور على طلبة العلم، عمدت الكثير من الدّول والبلدان إلى الاستفادة من فوائد التعليم عن بعد، بواسطة الإنترنت ووسائل التكنولوجيا المتعدّدة، وقد لاقى الأمر دعماً ورغبةً من قسمٍ كبيرٍ من النّاس، كونه يُسهّل عمليّة التّعلّم والتّعليم، ولكنّه لاقى أيضاً استهجاناً واستغراباً من كثيرٍ من النّاس، كونه فكرةً جديدةً يحتاج هو للتّعلّم بشأنه، ومن الصّعب للطّلبة الاندماج والتّركيز بالتّعلّم عبر طريقة  التعلم عن بعد، لكن كما هو معلومٌ أنّ طلب العلم يحتاج رغبةً وإصرار، فإذا وجدت الرّغبة والدّافع تصبح الأمور أسهل على المعلمّ والمتعلّم.[2]

الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد

بعد المرور على معنى التعليم عن بعد، وأنّه أصبح من السّهل التّعلّم على أيّ شخصٍ وفي أيّ ظرفٍ كان وبأقلّ جهدٍ مبذول، كان لابدّ من الحديث عن الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد ، فقديماً كان الإنسان يسافر بالشّهور والسّنين ليصل إلى العلم، وبأصعب الظّروف كان يتنقّل لطلب العلم، ثمّ تطوّر الأمر لإنشاء المدارس ومراكز التّعليم، واليوم أصبح الأمر أسهل من المتوقّع بعد أن أصبح في الإمكان التعلم عن بعد، لكنّ هذه الطّريقة في التّعليم لابدّ لها من توفير الوسائل والاستراتيجيّات لتحقيقها،ومن الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد:

  • الانترنت: اعتمد التعليم عن بعد بشكلٍ رئيسيٍّ على الإنترنت، وذلك لتوفير التّواصل بين المعلّم والمتعلّم، وتوفير بيئةٍ تعليميّةٍ غنيّة، تتضمن إمكانياتٍ كبيرةٍ من أصواتٍ وفيديوهاتٍ وصورٍ ونصوصٍ وبيئاتِ تدريب افتراضيّة.
  • البرامج والمنصات: وإنّ من أهمّ الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد البرامج والمواقع والمنصّات التّعليميّة المنتشرة على الإنترنت، حيث مرّ التعلم عن بعد بعدّة مراحل من التّطوّر للوصول إلى ماهو عليه اليوم.
  • البريد الالكتروني: ففي عام  1728 قام كاليب فيليبس وهو مدرّسٌ  في بوسطن بتقديم دروسٍ أسبوعيّةٍ للطّلّاب عبر البريد.
  • الإذاعة: وفي ثلاثينيّات القرن الماضي بات التعلم عن بعد موجوداً إذاعيّاً عبر إذاعات الرّاديو.

ومع انتشار الإنترنت بشكل أكبر أصبح الأمر أسهل وأسرع وأكثر ملائم ، وطُرِحت العديد من البرامج والمواقع للتعلم عن بعد، منها مثلاً Adobe captivate ،Articulat 360 ،SHIFT e-learning ،Docebo، وجميعها برامجٌ ومنصٌاتٌ تعليميّة تتيح التعلم عن بعد، حيث تقدّم دوراتٍ وبرامج تدربيبّة وأبحاثٍ ومصادر في كافّة المجالات والعلوم، وكذلك في كلّ دولةٍ من دول العالم وضعت لنفسها منصّة وموقعاً تعليميّاً، كمنصّة مدرستي في المملكة العربيّة السّعوديّة، وهي من أكبر المنصّات التّعليميّة في المملكة العربيّة السّعوديّة وتعتبر قبلةً لكلّ طالب، ومن خلالها يستطيع الطّالب الحصول على الكتب الإلكترونيّة، وتُمكّن المنصّة من التّواصل السهل بين الطّلّاب والمعلّمين وبين المعلّمين وأولياء الأمور لمتابعة التّحصيل العلميّ بشكلٍ أكبر.

مقترحات لتطوير التعلم عن بعد

بعد الحديث عن تاريخ التّعلّم وتطوّره ليصل لمرحلة التعلم عن بعد، والتّعرف على أهمّ الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد ، كان هنالك صعوبات في التّأقلم عند بعض البشر مع طريقة التعلم عن بعد، وإمكانيّة تطوير التعلم عن بعد ليتمّ تقبّله من الطّلّاب، وليتمّ تسهيل الأمور على طلبة العلم أكثر،لا بدّ من تقديم بعض المقترحات لتطوير التعلم عن بعد:[3]

  • يجب أن يتمّ وضع استراتيجيّات للتّدريب على التعلم عن بعد، ليكتسب المتعلّم والمعلّم عن بعدٍ مهارات التعلّم الذّاتيّ.
  • تشجيع المتعلّمين وتحفيزهم وتشجيعهم وإرشادهم ليحسنوا الاختيار ويبذلوا الجهد ويثابروا على تعلّمهم، فالاستمرار هو ما يطوّر المهارات ويصقلها.
  • على المتعلّمين تطوير وتحسين الإحساس بالتّركيز على الأهداف، وتعزيز التّعبير عن الذّات من خلال دفع المتعلّمين للتّعبير عن آرائهم فيما يدرسون وربطه بالواقع الّذي يعيشون.
  • توظيف التكنولوجيا الحديثة، وتغيير جذريٍّ للمناهج التّعليميّة والمقرّرات الدراسيّة، لترتبط بشكلٍ أكبر بواقع المتعلّمين وتطوّر من قدراتهم النفسيّة والاجتماعيّة.

الاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد مقالٌ تحدّث عن العلم وأهميّته في بناء الإنسان، وذكر طريق التّعلّم عبر التّاريخ وكيفيّة تطوّرها حتّى وصلت للتعلم عن بعد ، وعرّف المقال بالتعلم عن بعد والاستراتيجيات المستخدمة في التعليم عن بعد ، وذكر أبرز نتائج التعلم عن بعد وما له من أثرٍ ايجابيّ في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *