جدول المحتويات
الفرق بين الخوف والخشية ، حيث تحمل اللغة العربية الكثير من المفردات والألفاظ والكلمات المترادفة فيما بينها بالمعاني الظاهرة، ولكن من خلال التعمق بها نجد أن هناك فروقٌ جوهرية تميز كل كلمة عن الأخرى، ومثل هذه الكلمات نجدها في القرآن الكريم بكثرة، حيث تدل على الإعجاز اللفظي لكتاب الله عز وجل، وفي هذا المقال سنبيّن لكم ما هو الفرق بين الخوف والخشية.
الفرق بين الخوف والخشية
إنَّ الفرق بين الخوف والخشية هو أن الخوف يتعلق بالمكروه وبترك المكروه، مثل قولنا: خفت عمرًا، كما قال الله تعالى: “يخافون ربهم من فوقهم”، وكذلك قولنا: خفت المرض، مثل قوله سبحانه وتعالى: “ويخافون سوء الحساب”، وأما الخشية فهي تتعلق بمنزل المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية، ولهذا قال الله عز وجل: “ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب” فإن قيل أليس الله قد قال: “إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل”، قلنا إنه خشي القول المؤدي إلى الفرقة والمؤدي إلى الشيء بمنزلة من يفعله، وقد قال بعض العلماء: يُقال خشيت عمرًا ولا يقال خشيت ذهاب عمرو، فإن قيل ذلك فليس على الأصل ولكن على وضع الخشية مكان الخوف، وقد يوضع الشيء مكان الشيء إذا قرب منه. [1]
شاهد أيضًا: الفرق بين الاكتتاب والتداول
الفرق بين الخوف والخشية في القرآن الكريم
ورد ذكر الخوف والخشية في القرآن الكريم في العديد من المواضع، ومنه قوله تعالى: “وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ”[2]، فإن الخوف والخشية لفظان متقاربان، لا مترادفان، وبينهما عموم وخصوص: فالخشية أخصّ من الخوف، وأعلى مقامًا منه؛ لأنها خوف مقرون بمعرفة، والفرق بينهما في الآية الكريمة هو أن أولي الألباب الذين وصفهم الله تعالى في هذه الآية بعدة أوصاف منها: وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ؛ أي: في جميع المعاصي، فيحافظون على حدود الله، ويبتعدون عن محارمه، وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ؛ أي: الاستقصاء في الحساب، والمناقشة يوم القيامة؛ لأن من نوقش الحساب عذّب، والخوف اضطراب القلب، وحركته من تذكر المخوّف، وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره، والخشية أخصّ من الخوف؛ فإن الخشية للعلماء بالله، فهي خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني أتقاكم لله، وأشدكم له خشية، فالخوف حركة، والخشية انجماع، وانقباض، وسكون. [3]
شاهد أيضًا: الفرق بين الصنم والتمثال
ثمرات الخوف والخشية من الله تعالى
بعد معرفة ما هو الفرق بين الخوف والخشية، لا بُدَّ من معرفة ثمرات الخشية والخوف من الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال ما يأتي: [4]
- الخشية من الله خلق لا يتَّصف به إلا عباد الله المتقون وأولياؤه المحسنون.
- يبعث الخوفُ من الله على العمل الصالح والإخلاص فيه، كقوله تعالى: “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا”[5].
- الخشية من الله سبحانه وتعالى تُبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والسيئات.
- الخوف من الله عز وجل أنه يقمع الشهوات، ويكدر اللذات المحرَّمة، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة.
- الخشية من الله سبب لإخلاص العمل لله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك”.
- الخشية تجعل صاحبها في ظل العرش يوم القيامة؛ مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت”.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ما هو الفرق بين الخوف والخشية ، فإن الخوف يتعلق بالمكروه وترك المكروه، وأما الخشية فهي تتعلق بمنزل المكروه، ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية.
المراجع
- ^ al-eman.com , .الفرق بين الخوف والخشية: , 03/10/2021
- ^ سورة الرعد , الآية 21
- ^ islamweb.net , الفرق بين الخوف والخشية في آية: (يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) , 03/10/2021
- ^ alukah.net , الخوف من الله , 03/10/2021
- ^ سورة الإنسان , الآية 9-10