بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم هو من الأمور التي يقف عندها كثير من أهل السنة والجماعة، فيقفون وقفة المتأمل بمعجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما الفرق بين معجزاته ومعجزات غيره من الأنبياء عليهم السلام، وما هي المعجزات المذكورة في القرآن الكريم وما هي المذكورة في السنة النبوية، وما الغاية من المعجزات، كل هذا سيتمم الوقوف عليه في هذا المقال.

تعريف المعجزة

المعجزة حسب تعريف الشريعة الإسلامية هي  أمر خارق للعادة ويكون مقرونًا بالتحدي وهو سالم من المعارضة، أي يتحدى الله عباده أن يأتوا بمثل ما أتى ولكنهم لا يقدرون.[1]

شاهد أيضًا: بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

إنَّ معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم تكن كلها مذكورة في القرآن الكريم، فبعضها الآخر قد ذكر في السنة النبوية الشريفة، وما يأتي بيان لتفصيل معجزاته عليه الصلاة والسلام:

معجزات الرسول المذكورة في القرآن

ورد في القرآن بعض من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي:

القرآن الكريم

إنَّ أعظم معجِزات الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – هي معجزة القرآن الكريم، وذلك لأنَّ القرآن قد اشتمل على العديد من وجوه الإعجاز المختلفة؛ مثل: الإعجاز في اللغة والإعجاز التشريعي والإعجاز العلمي والإعجاز الغيبي وغير ذلك الكثير مما فيه من أمور ما زال العلم يُصادق عليها حتى الآن، وقد تحدَّى الله سبحانه وتعالى الكافرين على أن يأتوا بمثله أو حتى بمثل آية منه لكنّهم عجزوا عن ذلك، كما أخبر القرآن: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}،[2] وليس ذلك فحسب بل إنَّ أعداء الله وأعداء القرآن وأعداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شهدوا بعظمة كتاب الله حيث قال في ذلك المغيرة بن شعبة: “فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برَجَزِه ولا بقصيده مني، ولا بأشعار الجنِّ، والله ما يُشبه الذي يقول – أي القرآن – شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنه لمُثمِر أعلاه، مُغدِق أسفله، وإنه ليَعلو وما يُعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته”.[3]

انشقاق القمر

من المعجزات التي أيَّد الله تعالى بها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، معجزة انشقاق القمر وذلك إلى نصفين أو إلى شقين، حتى أنَّ بعض من الصحابة رضوان الله عليهم قد رؤوا جبل حراء بين الشقين، ولقد تمّ وقوع معجزة انشقاق القمر قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، وذلك لما طلب كفار مكة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية تدل على صدق دعوته، ومن الجدير بالذكر أنَّ انشقاق القمر ليس فقط آية أو معجزة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل إنّ ذلك أيضًا هو علامة من علامات السَّاعة كما أخبر الله تعالى في بداية سورة القمر.[3]

الإسراء والمعراج

إنَّ معجزة الإسراء والمعراج هي ليست حادثة عادية على الإطلاق إذ قد أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن ثم عرج به حتى سدرة المنتهى، أي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شاهد العالم الآخر عالم الغيبيات ورأى الجنة ورأى النار وعاين بنفسه كل تلك الأمور، ومن الجدير بالذكر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد عرج وأسري به بروحه وجسده معًا وليس فقط بالجسد أو فقط بالروح كما يدعي البعض وقد وردت حادثة الإسراء والمعراج في بداية سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[4][3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي كانت معجزته احياء الموتى

معجزات الرسول المذكورة في السنة

وأمَّا معجزات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي وردت في السنة النبوية الشريفة فهي كثيرة وعظيمة، وأهمها:

الدعاء المستجاب

لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدعو بأمر حتى يتمه الله له، وقد توضح ذلك لما دعا على أهل مكة بالقحط حتى اشتد الأمر على أهل مكة، وبلغ منهم الجوع مبلغًا عظيمًا، حتى أن أحدهم كان يرى الذي بينه وبين السماء مثل هيئة الدخان وذلك من شدة الجوع وقد ورد ذكر تلك الحادثة في القرآن الكريم في سورة الدخان لما قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.[5] [3]

نبع الماء من بين أصابعه

لقد حدثت هذه القصة مرات عديدة في غير موضع حين نبع الماء من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد بذلك الصحابي الجليل وهو جابر بن عبد الله رضوان الله عليه، حيث يروي ما حدث في صلح الحديبية قائلًا: “عطش الناس يوم الحديبية والنبي – صلى الله عليه وسلم – بين يديه ركوة -إناء من جلد-، فتوضأ، فجهش-يعني : أسرع- الناس نحوه، فلمّا سألهم ما بهم، أجابوه أن ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا ” ولما سئل الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن عددهم في تلك الحادثة قال: “لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة”.[3]

إخبار الذئب بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام

لقد روي عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه: أنَّه في أحد الأيام قد عدا ذئب على شاة من عند الراعي  فأخذها الراعي من الذئب حتى أنَّه انتزعها منه انتزاعًا، فأقعى الذئب على ذنبه ثم قال: ألا تتقي الله يا ابن آدم، وكيف تنتزع رزقاً مني ساقه الله وحده إليَّ؟ فخاف الراعي من كلام الذئب معه ككلام البشر، وقال: يا عجبي أذئب يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال أبو سعيد: فجاء الراعي يسوق غنمه حتى أقبل فدخل المدينة فزواى غنمه إلى زاوية من زوايا المدينة، ثم أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بالأمر، فجمع رسول الله -صلى الله عليه وسم- صحابته وقال للراعي أن يعيد عليهم ما حدث، ولما انتهى الراعي من الكلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والَّذي نفسي بيدِه لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُكلِّمَ السِّباعُ الإنسَ، ويُكلِّمُ الرَّجلُ عذَبَةَ سوطِه، وشِراكَ نعلِه، ويُخبِرُه فخِذُه بما حدَّث أهلُه بعدَه”.[6] [3]

أعظم معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم هي

إنَّ أعظم معجزة للنبي -صلى الله عليه وسلم- هي معجزة القرآن الكريم، وذلك لأنَّ القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة، والذي خلده الله سبحانه وتعالى بخلود الزمان، وبه وحده أقام الله الحجة على الخلق كافة من  عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحتى هذه اللحظة، وما زال التحدي قائمًا حتى يوم القيامة على أن يقدر واحد من أهل الأرض على أن يأتي بمثل القرآن أو حتى بمثل آية منه، ولكن استمر عجز الكافرين وسيستمر إلى يوم القيامة، وما تكذيب القرآن بعد العجز عن الإتيان بمثله إلا دليل عظيم على العجز الفادح الذي يمر به المنكرون.[7]

شاهد أيضًا: لماذا سمي القران بالفرقان

ما الغاية من المعجزة

إنّ للمعجزة التي يؤيد الله -تعالى- بها عباده أثر عظيم وغاية كبرى، وفيما يأتي بيان ذلك:[8]

  • بيان قدرة الله عز وجل، حيث إن كسر العادة وخرقها هو أمر يتعذر فعله على الناس، فإن أجراه الله -تعالى- على يد أحد من رسله، فإن ذلك يكون دليلًا على سعة وعظمة قدرة الله -تعالى- وأنه وحده المتصرف في جمبع الأسباب الكونية لا أن السبب والمسبب هو المتصرف في الكون.
  • بيان وإظهار رحمة الله -تعالى- بعباده، حيث لم يكتف الله سبحانه بإرسال الأنبياء والرسل وإنزال الكتب السماوية الموافقة لفطرة الناس من الحاجة إلى التوحيد، وإنما أيد الله تعالى رسله بالمعجزات المختلفة حتى لا يكون هناك للناس عذر في عدم قبول كل ما جاء به الأنبياء والرسل من الحق البيّن والدين القويم.
  • بيان وتوضيح حكمة الله الكبيرة؛ حيث لم يرسل الله رسلًا دون أن يقوم بتأييدهم ببعض المعجزات التي تدل على صدق قولهم، فالمتأمل يجد أنَّه من غير الحكمة أن يرسل أحد ما شخصًا لبيان أمر  في غاية الأهمية ثم لا يزوده بما يدل على صحة ما يدعيه وصحة رسالته.
  • رحمة الله العظيمة بالرسول أو بالنبي الذي أرسله؛ إذ لو أرسله من غير أي دلائل أو حتى معجزات أو آيات تدل على صدق ما يقوله لكان قد تعرض للكثير من الأذى والتعذيب ولكان لن يؤمن به ولا حتى ضعاف القوم وصغارهم، ولكنّ الله أعظم من أن يُقحم العبد في أمر ولا يؤيده في الخلاص والنجاة.

الفرق بين معجزات النبي محمد ومعجزات الأنبياء

إنَّ معجزة الأنبياء والرسل السابقين كلهم قد اتّصفت بصفات محددة ومعينة وكل معجزاتهم كانت معجزات حسية يُمكن إدراكها بالحواس الخمسة، ومن أمثلة ذلك انقلاب العصا إلى حية وذلك في تحدي موسى لفرعون والسحرة، وانفلاق البحر لموسى عليه السلام، وذلك لمَّا هرب من فرعون والطاغين، وتحوّل النار إلى السلام والبرد لمَّا قذف الكفار إبراهيم عليه السلام في النار، والأمر الآخر أنَّ جميع معجزات الأنبياء السابقين كانت محدودة الزمان والمكان، إذ ليست لها صفة العالمية والخلود، فالرسول كان يُرسل إلى قومٍ خاصين في زمنٍ خاص.[9]

أمَّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكانت معجزاته مقسمة إلى قسمين، منها معجزة حسية مثل انشقاق القمر وكذلك نبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك وهذا ما تشابه به مع الأنبياء السّابقين، أمَّا ما اختلف فيه عنهم فهو أنَّ رسول الله -صل الله عليه وسلم- قد كانت له معجزة معنوية خالدة إلى أمة عامة بأسرها وهي معجزة القرآن الكريم، وهذا ما لم يكن لأي نبي من الأنبياء الذين سبقوه.[9]

وبذلك نكون قد أنهينا الحديث عن بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وما هي المعجزات الخاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وذكرت في القرآن الكريم، وما هي المعجزات التي ذكرت في السنة النبوية الشريفة، وما الفرق بين معجزات الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعجزات الأنبياء السابقين.[9]

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , كتاب نفحات من علوم القرآن , 2-5-2021
  2. ^ سورة الإسراء , الآية 88
  3. ^ alukah.net , من معجزات الرسول , 2-5-2021
  4. ^ سورة الإسراء , الآية 1
  5. ^ سورة الدخان , الآية 10،11
  6. ^ السلسلة الصحيحة , الألباني، أبي سعيد الخدري، 122، صحيح
  7. ^ islamweb.net , معجزة النبي صلى الله عليه وسلم تمتاز عن معجزات كل الأنبياء , 2-5-2021
  8. ^ majles.alukah.net , ارجو عونكم لي في موضوع (الغاية من المعجزة)؟ , 2-5-2021
  9. ^ islamweb.net , معجزة النبي صلى الله عليه وسلم تمتاز عن معجزات كل الأنبياء , 2-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *